ثقافة وفن

في اختتام مهرجان الحسكة المسرحي التأكيد على البعد الوطني

| الحسكة - دحام السلطان

اختتمت على خشبة مسرح مديرية الثقافة بمدينة الحسكة فعاليات مهرجان الحسكة المسرحي بدورته السابعة، من خلال تقديم العرض المسرحي «العودة»، الذي قدّمته فرقة المسرح القومي في المحافظة.
والعمل الذي أعده وأخرجه الممثل المسرحي عبد اللـه الزاهد، تناول وبشكل مباشر الاعتماد على إسقاط الواقع على الأشياء، من خلال معالجة جادة لواحد من أهم المواضيع الوطنية المتمثلة بتهافت أبناء الوطن على الهجرة والاغتراب، نتيجة للظروف الراهنة التي أفرزتها الحرب الإرهابية بكل مجاميعها وبواعثها على البلاد.
ودعا العمل وبعد حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها أبطال الجيش العربي السوري في السنوات الماضية من أجل إعادة الأمن والأمان إلى البلاد، إلى ضرورة عودة أبناء الوطن لاستكمال مسيرة النصر وإعادة الإعمار البناء.
وفي تفاصيل العرض يجسد الممثل باسل حريب شخصية أحد الشبان الذين يقررون تحت الضغط، أن يغادروا وطنهم إلى إحدى دول الاغتراب، ولكن بمجرد أن تطأ قدماه تلك الأرض حتى تبدأ نوازع الشوق والحنين تنبض في قلبه، قبل أن يكتشف أبعاد النظرة الدونية والعدائية التي ينظر إليها أهالي تلك البلاد نحو المهاجرين إلى بلادهم، ليقرر العودة والرجوع إلى وطنه ومن ثم التطوّع في صفوف الجيش العربي السوري مع صديقه جواد، الذي ينال شرف الشهادة لاحقاً بعد دحر الإرهاب وإعادة الأمان إلى البلاد.
وأوضح مدير المسرح القومي في الحسكة الكاتب والمخرج المسرحي إسماعيل خلف أن عرض العودة له أكثر من دلالة وطنية ومنها عودة الأمن والأمان وضرورة عودة أبناء الوطن المغتربين، وعودة الحياة الثقافية والمسرحية في محافظة الحسكة، مبيناً: أن عرض مسرحية العودة، هو ختام مهرجان الحسكة المسرحي لهذا العام، والذي تناولت إدارة المهرجان من خلاله الحرص على تنويع النشاطات المسرحية وإن كان الطابع والدافع والحس والانتماء الوطني تربط جميع محتويات هذه العروض بعضها بعض.
وبيّن مدير الثقافة محمد الفلاج: أن عرض العودة وبقية العروض التي قدمها المهرجان، حملت رسالة وطنية لكل مغترب مفادها أنه لا بديل من أرض الوطن وترابه الذي يحتاج إلى جميع أبنائه من أجل الدفاع عنه وبنائه والمساهمة في إعماره، لافتاً إلى أن المهرجان المسرحي قدم إضافة جديدة للمشهد الثقافي في محافظة الحسكة التي تشهد اليوم منابرها نشاطاً نوعياً متنامياً وبشكل تصاعدي، لافتاً إلى أن هناك خطة ثقافية ستعمل عليها مديرية الثقافة من أجل إعادة الروح إلى تفعيل دور المؤسسات والمراكز الثقافية لجذب المثقف والجمهور بشكل واسع، التي ستعتمد على التنوع الفكري والثقافي في إقامة المهرجانات والأنشطة البصرية أكثر من السمعية، وهي التي سيكون جمهور الحسكة على موعد معها خلال الفترة المقبلة.
وأكد الممثل باسل حريب: أن العرض قدّم بطاقة شكر كبيرة عرفاناً بالجميل لأبطال الجيش العربي السوري، الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل الذود عن تراب الوطن وحياضه، من أجل أن نحيا حياة حرة كريمة، تقوم على ربط الإنسان بتراب وطنه.
وحفل مهرجان الحسكة بدورته السابعة التي تناولت تقديم ستة عروض مسرحية منوعة، شاركت فيها فرقة المسرح القومي وفرقة الشبيبة والتربية، كما تم خلاله تكريم عدد من الممثلين المسرحيين من الذين كانت لهم بصمة واضحة في تطوير المشهد المسرحي والثقافي في المحافظة خلال العقود الأربعة الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن