رياضة

جدلية روني تشارلتون

محمود قرقورا :

تحدثنا غير مرة عن الهدافين التاريخيين وأهمية هذا اللقب الذي يجعل حامله بين أصحاب الحظوة المشار إليهم بالبنان.
الأسبوع الفائت أضحى واين روني هدافاً أعلى لإنكلترا بخمسين هدفاً مجهضاً رقم بوبي تشارلتون الذي صمد 45 عاماً.
البعض يتحدث عن أن إنجاز روني كان متوقعاً وساعده الكم الهائل من المباريات حيث لعب 107 مباريات دولية فضلاً عن رداءة الخصوم الذين تلقوا أهدافه مستشهدين بمنتخبات مقدونيا وليشتنشتاين وآيسلندا وسويسرا وأستونيا وكازاخستان وبيلاروسيا وأندورا وبلغاريا وسان مارينو وسلوفينيا وليتوانيا، وهذه المنتخبات تلقت أكثر من نصف أهداف روني, ويستشهدون أيضاً بأن روني اكتفى بهدف مونديالي واحد خلال ثلاث مشاركات ظهر خلالها ضعيف الحيلة في مونديال 2006 وظلاً في مونديال 2010 وعادياً في مونديال 2014 الذي سجل خلاله بمرمى أوروغواي من كرة مقشرة.. ما من شك أن روني سطر إنجازاً مهماً يفتقر إلى النكهة، لكن لا أحد يتجاهل أن روني من طينة اللاعبين العباقرة الذين يمتلكون الإصرار والعزيمة على تذليل الأرقام، وشاء القدر أن يأتي لاعب من خارج مدرسة اليونايتد ليحطم الأرقام وينفرد في سجلات الخالدين ويجعل تشارلتون حزيناً ولو ضمناً, والخطوة القادمة أمام روني هي ريادة هدافي اليونايتد على صعيد الدوري وهذا يتطلب وصوله إلى الهدف 200 لأن تشارلتون الهداف التاريخي سجل 199 هدفاً كما أن روني سيضع نصب عينيه ريادة هدافي اليونايتد في مختلف المسابقات وهذا يتطلب وصوله إلى الهدف 250 لأن تشارلتون بالذات سجل 249 هدفاً، ونعتقد أن عام 2016 سيشهد اعتلاء روني القائمتين المذكورتين.
مهما يكن فإن تشارلتون لن يطوله النسيان لأنه ساهم بشكل فعال في تتويج إنكلترا بلقبها المونديالي 1966 وحينها سجل تشارلتون ثلاثة أهداف مهمة، وجماهير الكرة الإنكليزية عندما تفاضل لاختيار أسطورتها يقف على الحلبة ماتيوز ملك المراوغة، وبوبي مور إمبراطور الدفاع، وتشارلتون جنتلمان الكرة الإنكيزية الذي تميل الكفة لمصلحته نظراً لفوزه بكل الألقاب المتاحة الفردية والجماعية، ومن الصعب على روني إنزال تشارلتون عن عرشه إلا من حيث الأهداف لأن المكانة لا أحد يزعزعها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن