قضايا وآراء

أما آن الأوان لجبهة حشد عربية- إسلامية ثورية موحدة ضد الإرهاب؟!

تحسين الحلبي :

لا أحد يشك أن الحرب التي تشن على سورية من المجموعات الإرهابية بمختلف مرجعياتها السرية والعلنية بدأت تزداد تعقيداً على الساحة الدولية الرسمية وتزداد مع هذا التعقيد أشكال التصادم السياسي بين المعسكر الروسي – الصيني والمعسكر الأميركي- الغربي لكن حرب الإرهابيين هذه تزداد وضوحاً على الساحة السورية والساحة العربية والإقليمية أكثر من أي وقت مضى، لأنها تؤكد أنها حرب مستعرة بين معسكر المجموعات الإرهابية وبين معسكر كل وطني سوري وكل عربي ينتمي إلى معسكر وطني وقومي ديمقراطي وتقدمي علماني يرفض أهداف هذه المجموعات الإرهابية ويندد بمرجعياتها المحلية والإقليمية، وهذه الحقيقة البارزة في ساحة سورية والعراق وتونس والجزائر ولبنان ومصر لم تفرز بعد ما تقتضيه من نتائج تحتم وحدة الموقف تجاه كل هذه الأشكال الإرهابية ووحدة التصدي في مجابهتها لأن أي تزايد في نفوذ وسيطرة هذه المجموعات من سيناء ومصر إلى العراق وسورية والجزائر سيحمل ما يشبه الانتكاسة في القدرة على مجابهتها والإسراع في الإجهاز على مجموعاتها التي بدأ انتقالها من دولة لأخرى يعزز طموحها بتحقيق المزيد من السيطرة والتوسع.. وهذا ما بدأ يفرض ضرورة تستوجب حشد أكبر قوة بشرية نظامية وشعبية مسلحة وزجها بشكل مباشر في هذه المجابهة الشرعية وتحولها إلى مجابهة موحدة وخصوصاً في الساحة العراقية والسورية التي تستهدف واشنطن وتل أبيب تفتيت سيادة كل دولة منهما.. فالجنرال (فانسنت ستيورات) مدير المخابرات العسكرية في وزارة الدفاع الأميركية كشف أمس الأول هذا المخطط بعبارات واضحة وبتحدٍ أميركي صهيوني مشترك حين قال إن العراق لن يعود إلى وضعه السيادي الجغرافي الموحد السابق وأن أكراد شمال العراق لن يعودوا للفيدرالية المركزية بل سيعملون على الانفصال النهائي ويضيف: «أما سورية فستتحول إلى قسمين أو ثلاثة أقسام رغم أن الهدف الأميركي هو بقاؤها كما كان قبل هذه الأحداث»!؟
ويقول (جيمس برينان) مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية أن «حدود سورية والعراق تتعرض هي الأخرى لاختراقات لا تمكنهما من السيطرة عليها رغم أن حدود كل منهما ما تزال تمتد كما كانت».
وهذا يدل على تسخير الإدارة الأميركية لعدد من الدول المجاورة لحدود سورية والعراق من أجل تعزيز قدرات المجموعات الإرهابية التي تعمل قرب الحدود وعبرها ومن داخلها ضد السيادة السورية والعراقية.. وتزداد هذه المجابهة حدة وخطورة واتساعاً حين تترافق كل هذه الخروقات على حدود البلدين مع الدعم الإسرائيلي للمجموعات الإرهابية على حدود الجولان المحتل بشكل علني وأمام صمت عربي ودولي.. وفي ظل هذا الوضع على الساحتين العراقية والسورية أصبح من الملح أن يزداد حشد القوى المسلحة النظامية والشعبية التي تتصدى لهذه الخروقات، فقد آن الأوان لوجود جبهة عربية شعبية مسلحة قومية تشارك بأشكال مسلحة وغير مسلحة في هذه المعركة التي أصبح الفرز بين القوى المتصارعة فيها أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، فإما أن يزداد نفوذ وسيطرة قوى الإرهاب الظلامي التكفيري الطائفي ومرجعياته المسخرة لخدمة المصالح الأميركية- الإسرائيلية وإما أن تزداد وتتسع قوة انتشار القوى العربية الديمقراطية والوطنية في ساحة تحولت إلى أهم ساحات الصراع من أجل مستقبل سورية والعراق ومصر ولبنان والجزائر وتونس، فالتاريخ لا يمكن أن يعود إلى الخلف، إلى زمن سيطرة الاستعمار والمشروع الصهيوني التوسعي على الشعوب العربية..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن