ثقافة وفن

ليس لدي مشكلة في أداء الأدوار الجريئة إذا لم تكن مبتذلة … نورا العايق لـ«الوطن»: الفن عندي رفاهية وأعمل كي أستمتع ولا تعنيني الشهرة أو المال

| سارة سلامة

تسير بثقة فتاة حالمة في طريق تعرف تماماً كيف ترسمه، لتجمع في شخصيتها قوة وذكاء وجمالاً، وعند الحزم تقف حادة وصلبة لا تهاب شيئاً لتكون كما يقول المثل الشعبي «أخت رجال»، لا تسكت عن ضيم ولا تقبل بإهانة. هكذا تسير الفنانة نورا العايق ابنة مدينة السلمية، تغزل جمالها العربي وتثبت نفسها كممثلة وخريجة للمعهد العالي للفنون المسرحية. بحسنها وموهبتها حاضرة في المشهد الدرامي السوري، وتستمتع بفن أحبته، غير آبهة بالحصول على الشهرة أو كسب المال. كل ذلك ساعدها في التحرر من قيودها، لتكون البداية في مسلسل «القعقاع» وهي في السنة الأولى لتتوالى بعدها الأدوار ومنها (جلسات نسائية، رفة عين، بواب الريح). اليوم تتشكل شخصيتها وتبرز من خلال (سلاسل الدهب، صراع الجواري، وآخر الليل) التقيناها للغوص أكثر في تفاصيل شخصيتها من خلال هذا الحوار.

كيف كانت بداية دخولك العالم الفني؟
منذ أن كنت في السنة الأولى بالمعهد العالي للفنون المسرحية عملت في مسلسل «القعقاع بن عمرو التميمي»، لأنهم كانوا بحاجة إلى فتاة ذات وجه طفولي. وبعدها توالت الأدوار. وقدمت وأنا طالبة قرابة 5 أو 6 أعمال منها بطولة في «سكر وسط» و«ياسمين عتيق» و«جلسات نسائية»، و«رفة عين»، و«بواب الريح». وعقب تخرجي صورت «صرخة روح».

هناك من يعتبر العمل أثناء الدراسة أمراً غير مجد هل أنت ضد ذلك؟
من يقول ذلك ربما لم تأته فرصة مناسبة للدخول في عالم التمثيل وإلا فإنهم كانوا سيتسابقون عليها وقد يتركون المعهد. وما دام دخولنا المعهد هو بهدف تعلم فنون التمثيل فأين المشكلة إذا جسدنا أدواراً وأخذنا فرصاً من شأنها إكسابنا خبرة كافية لأداء مختلف الشخصيات. وخاصة أن تجسيد الشخصيات في التلفزيون مختلفة ولا تشبه المسرح.

إذاً البداية كانت مع عمل تاريخي ألم تواجهي مشكلة في استخدام اللغة العربية؟
على العكس تماماً أشعر أن الأعمال القائمة على اللغة العربية الفصحى هي ملعبي وأكون براحة كبيرة عند استخدامها.

عمل «صرخة روح» يعتبر من الأعمال الجريئة هل لديك مشكلة في خوض مثل هذه الأدوار؟
ليس لديّ مشكلة في أداء دور جريء إذا لم يكن مبتذلاً، ويحتوي على مبرر درامي لتجسيده.

على أي أساس تقبلين الأدوار التي تعرض عليك؟
أبحث دائماً عن أدوار مميزة ولها وقع قوي بغض النظر عن حجمها. مثل دوري في مسلسل «كوما». الذي ترك بصمة على الرغم من صغر مساحته. ويهمني بالدرجة الأولى النص المحبوك درامياً وتكوين الشخصية التي تحمل الكثير من الأحداث.

ما العمل الذي شكل الانطلاقة الفعلية لنورا؟
كل دور حمل شيئاً مختلفاً وقدمني بصورة جديدة إلى الجمهور، ولكن إلى الآن لا اعتقد أن هناك عملاً حمل انطلاقة فعلية بالنسبة لي.

هل بدأت الناس تعرفك في الشارع؟
بالتأكيد وهم لا يعرفوني فقط لأنني ممثلة أي من خلال التلفزيون، بل لأنني أملك عدداً كبيراً من المتابعين على موقع «السناب شات»، الذي ساهم بزيادة معرفة الجمهور بي أكثر من عملي كممثلة.

ما أهمية أن يكون الفنان فعالاً على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا ننكر أهمية اللقاء والتفاعل المباشر مع الجمهور من خلال هذه البرامج حتى نكون قريبين ومعروفين أكثر. كما أنها تفيد في فتح باب الإعلانات، ولكن هناك فنانين لا يملكون أي حسابات شخصية على هذه المواقع ومع ذلك معروفون جداً.
ألا تشكل إقامتك الدائمة في دبي عائقاً بالنسبة للمخرجين؟
قد تكون عائقاً إذا أردت الحضور في كل الأعمال. وهناك شركات تستصعب ذلك وتحسب حسابات مادية. لذلك فإن من يستدعيني إلى دور ينبغي أن يكون على قدر المسؤولية. ومن مزايا ذلك أنني أتهيأ للعمل مع أناس لديهم الخبرة الكافية ومريحين في التعامل بالأمور الإنتاجية.

هل يمكن أن نراك في الدراما الخليجية؟
جربت مرة الخوض في غمار الفن الخليجي وصورت فيلماً إماراتياً ولكن اللهجة الخليجية كانت صعبة جداً بالنسبة لي. وبشكل عام فإن التمثيل بلهجة لا نجيدها ليس أمراً سهلاً. وشعرت خلال التصوير أن نصف طاقتي كانت تضيع على اللهجة.

أأنت مع أم ضد إسناد دور البطولة النسائية في سورية إلى ممثلات لبنانيات؟
هناك الكثير ممن يتحدثون عن تغييب الممثلة السورية، أنا ضد ذلك وكمثال أرى أن سلافة المعمار نجمة سورية الأولى موجودة وتعمل، ولا يستطيع أحد أن يغيب أحداً. لكن وبما أن المنتجين لبنانيون فمن حقهم اختيار الأسماء التي يرغبون فيها. لذلك فإن الموضوع إنتاجي تسويقي، فالمنتج يهمه أن يبيع، ونلاحظ أن القنوات اللبنانية تشتري الأعمال لوجود نجوم لبنانيين فيها.
وبالنسبة لي أرى أن الفن هو عمل مشترك ولا أفضل إطلاق تلك المصطلحات (لبناني وسوري) لأن ما يهمنا النتيجة وأن تكون الأعمال جميلة وتلقى ترحيباً عند الجمهور.
ما الأسماء المهمة التي وقفت أمامها ومن الأسماء التي تتمنين العمل معها؟
بشكل عام عملت مع كل الأسماء التي أحبها منهم الأستاذ بسام كوسا وأحبه كثيراً حتى على الصعيد الشخصي. وكنت معه في أكثر من عمل مثل (الغربال، وصرخة روح، ووراء الوجوه، وسلاسل الدهب)، كما عملت مع غسان مسعود في كل من عملي (ياسمين عتيق، والحلاج). وهناك الكثير من الشخصيات أتمنى العمل معها لأنها تعطيني طاقة كبيرة في العمل.

ماذا عن شخصيتك في «آخر الليل» مع طاقم لبناني سوري؟
كانت تجربة رائعة وسررت بهذا الطاقم الهادئ والمحب عسى أن ألقى هذا الهدوء والتنسيق في أعمالنا. حيث يضطر بعض المخرجين إلى الصراخ لإثبات أنهم يفهمون.

متى يمكن أن نراك في دور بطولي؟
لا أعرف ربما يحتاج ذلك إلى بعض الوقت أو فرصة ذهبية لا بد أن تأتي.
هل هناك مسلمات يفترض أن تقدمها الممثلة كي تصل؟
الكثير من الفنانات يتنازلن كي يصلن إلى مبتغاهن ويصلن، وهناك أخريات يتنازلن ولا يصلن، لذلك ليس بالضرورة أن يصلن إذا تنازلن، الأمر يحتاج إلى وجود الحد الأدنى من الموهبة وأن يكن مقنعات وهذا لا يتطلب موهبة خارقة بل القليل من الذكاء.

ما تقولين للفنانات اللواتي دخلن الوسط الفني ولا يملكن أي موهبة؟
بصراحة أقول (حلال عليهن) هناك فتيات يرغبن في تحقيق النجومية والشهرة وهناك من يساعدهن ويدعمهن لذلك لا ألومهن وليس لدي مشكلة نهائياً.

تؤمنين بالصداقة داخل الوسط الفني؟
صداقاتي محدودة وإن وجدت فإنها مع الرجال الذين يكبرونني عمراً.

وماذا عن الأعداء في الوسط؟
بالنسبة لي لا أبادر ولا أفتعل مشكلة إلا أنني إذا تعرضت للأذى أقوم بردة فعل كبيرة. ودائماً مشاكلي تأتي من الناس وأرد الغلط بأضعافه فشخصيتي قوية وصلبة، وفي الوقت نفسه انتقامية وحقودة.

ماذا قدمت في موسم دراما 2019؟
ظهرت من خلال (سلاسل الدهب- الحلاج- آخر الليل). وجسدت في «الحلاج» شخصية «ثمل» وهي موثقة تاريخياً وتكون أول قاضية في الإسلام، هو دور جميل ولكن لم أكمل مشاهدي بناء على طلبي. وحُذفت مشاهد عديدة في العمل. لأنني لو كملت ستحدث مشاكل كبيرة.

ما السبب الذي يدفعك ترك العمل وحذف بعض مشاهدك؟
بطبعي لا أقبل أن يصرخ في وجهي أحد ولا أقبل قلة الاحترام من أحد مهما كانت الأسباب، فأنا أعمل لاستمتع بهذه المهنة والفن عندي رفاهية ولست مضطرة للعمل فلدي عملي الخاص في «أبو ظبي»، لذلك لا اعتمد على التمثيل مادياً. كما أنني لا أمثل من أجل الشهرة لأنه ببساطة (صورتي بالشورت) تجلب لي الشهرة إذا أردت، ومن هنا أوجه رسالة إلى المخرجين بأن يحترموا الممثلين، ويتعاملوا معهم بطريقة راقية. وذلك من أجل العمل نفسه فليس من المعقول أن يترك المخرج عمله وهو ملزم به.
أما تجربة «سلاسل الدهب» مع المخرج إياد نحاس فكانت رائعة لأنه من المخرجين الخلوقين والمحترمين، ولكن أثناء التصوير حدثت معي مشكلة صحية وأكملت العمل من أجل الفنيين لأنهم تعبوا كثيراً.

يمكن أن نراك بدور كوميدي؟
أرغب في تأدية شخصية كوميدية ولكن الكوميديا تحتاج إلى نص مكتوب بذكاء حتى لا تتحول إلى تهريج.

ماذا تتابعين من أعمال وما رأيك بدراما 2019؟
سعيدة جداً بالمستوى الذي وصلت إليه الدراما السورية هذا العام، وواضح أن المستوى ارتقى قياساً على السنوات الماضية، وذلك بسبب المنتجين الذين جاؤوا من الخارج وقدموا أعمالاً جميلة وسوقوها بطريقة صحيحة، وأرى أن «مسافة أمان» لليث حجو، وهو من إنتاج سوري رائع جداً و«دقيقة صمت» محبوك بالإبرة والخيط.

هل يمكن أن نراك على خشبة المسرح؟
لا اعتقد ذلك لأنني اكتفيت من خلال دراستي في المعهد ولم نقدم أشياء مهمة لأننا أتينا في وقت صعب جداً. والمسرح يحتاج إلى تفرغ وله ناسه فليس كل من عمل به نجح، فهو يحتاج إلى أسماء كبيرة، وحتى مادياً المسرح ضعيف جداً والذي سيعمل به فسيكون عمله عن رغبة وحب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن