ثقافة وفن

«الشمس وكواكبها» لطالب عمران … الأرض كوكب الحياة المثالي الذي توافرت فيه أحسن الظروف لظهور كائنات حية

وائل العدس :

الشمس كرة هائلة الحجم من غازات ملتهبة وحمم مستعرة، تدور حول نفسها كما تدور باقي النجوم من غرب إلى شرق، وتدور حولها تسعة كواكب بأفلاك واقعة في مستوى واحد تقريباً، وتجذب هذه الكواكب بقوة جاذبيتها الضخمة حائلة من دون انفلاتها في الفضاء السحيق، ولولا الشمس لكانت الأرض والكواكب الأخرى جليداً شديد البرودة، ولخيم ظلام حالك ولانعدمت أصول الحياة.
في كتابه «الشمس وكواكبها» الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب يتحدث الدكتور طالب عمران عن بداية رحلة الأرض قبل 2700 مليون سنة، حيث كانت في البداية على درجة كبيرة من السخونة، ونتيجة للعمليات التي جرت في الصخور الباطنية تبخرت السوائل المعدنية المحبوسة، وتصاعد البخار الذي تجمع حول الكوكب وألقى ظله المعتم عليها، ولزمن طويل كان الغلاف الجوي ساخناً.

ثم تكاثفت قطرات البخار وسقطت على القشرة الساخنة المتوهجة ثم تبخرت من جديد وتكررت العملية طويلاً.
وساعد هذا الهطل المتدفق للمطر على تبريد القشرة وعلى نفاذ الحرارة إلى الطبقات العالية من جو الأرض، حيث تسربت إلى الفضاء الخارجي وظلت كتل السحب المتراكمة الضخمة لعدة آلاف من السنين معلقة فوق الأرض تحول من دون وصول أشعة الشمس إلى سطحها.
وأخيراً، جاء اليوم الذي أمكن فيه لقطرات الماء أن تظل سائلة تملأ فجوات الكوكب الخالي الأجرد إلا من الصخور المتوهجة الحارة. تدفق المطر بغزارة عظيمة وحدث تجمع للمياه ولم يحدث مثل هذا التجمع في أعظم طوفان في التاريخ، وربما امتد هذا المطر الغزير لسنوات طويلة زادت على ملايين السنين، وهكذا تشكلت البحار والمحيطات، وليس كوكب الأرض سوى كوكب صغير من الملايين من بين الكواكب السيارة التي تنتشر في الكون.

16 فصلاً
قُسم الكتاب على 16 فصلاً، تحدث فيها الكاتب عن عالم المجرات والنجوم، والشمس والأرض، وبنية الكواكب، والزلازل والبراكين والتفاعلات داخل الأرض، ومجموعة الكواكب الشبيهة بالأرض، والكوكبين التاسع والعاشر حول الشمس، والكويكبات بين المريخ والمشتري، والكواكب العملاقة، والمذنبات الفضائيةـ والشهب والنيازك، وخسوف القمر وكسوف الشمس، والأقمار الصناعية، وتشكل القمر والهبوط عليه، وأخيراً البحث عن حياة عاقلة.

علاقة الشمس بالأرض
ذكر الكاتب أن الكواكب تدور حول النجوم، والنجوم تشع الضوء والحرارة وهي مختلفة بحجومها وأعمارها، والشمس نجم متوسط بحجمه، تشكلت منذ مليارات السنين من جراء تكاثف السحب الغازية الترابية، أخذت ذرات التراب بالتجمع مصطدمة ببعضها البعض، فارتفعت حرارتها بالتدريج وبدأت المواد بالتفاعل التدريجي محولة الهيدروجين إلى هيليوم والى كميات هائلة من الطاقة.
قطر كرة الشمس نحو (865380) ميلاً، وهو أكبر من قطر الأرض بـ109 مرات، وحجم الشمس أكبر من حجم الأرض بمليون مرة، وتبعد عن الأرض 93 مليون ميل ويستغرق ضوؤها ليصل إلينا أكثر من ثماني دقائق، ما يزن على الأرض كيلو غرام واحداً، يزن على الشمس 28 كيلو غراماً، حرارتها في المركز 20 مليون درجة مئوية، وعلى السطح 6 آلاف درجة مئوية. والشمس تشع الضوء والحرارة فتغذي الحياة على الأرض ولولاها لانعدمت أصول الحياة.

الأرض كوكب الحياة
في هذا الفصل، يتحدث الكاتب عن عدة خصائص للأرض بين مجموعة كواكب الأسرة الشمسية.
هذا الكوكب توافرت فيه سبل الحياة المعروفة، وعاش فيه أرقى الأحياء وأدناها، وهو الكوكب المثالي الذي تهيأت له أحسن الظروف لظهور كائنات حية.
قدمت بذرة الحياة إلى الأرض وتحولت المواد الغروية إلى عضوية، فوحيدات خلية، فكثيرات خلية، ثم تحولت أشكال اللافقاريات هذه إلى فقاريات تتميز بوجود سلسلة في كل كائن منها، تتكون من فقرات ممتدة من الرأس إلى المؤخرة.
من أسماك إلى ضفادع إلى زواحف برية غزت اليابسة واحتلتها بأشكال متنوعة عديدة عملاقة وقزمة، يابسة مستقيمة أو لينة ملتوية، ثم أتت الطيور فالثدييات..
فترة زمنية طويلة مرت بها الحياة على الأرض قبل أن يظهر الإنسان، ويقول إن الأرض كانت قطعة من أمها الشمس، انفصلت عنها منذ نحو 5000 مليون سنة، وهناك نظرية تقول إن نجماً عملاقاً اقترب من الشمس، وبفضل قوة جذبه اندلع لسان من مادتها، وعندما ابتعد النجم ازداد انفصال اللسان وبدأ بالانقسام إلى أجزاء صغيرة بدأت تدور حول الشمس، وهي المادة التي كونت كواكب المجموعة الشمسية وثالث هذه الكواكب بعداً عن الشمس.. هو كوكب الأرض.
تتم الأرض دورتها حول الشمس كل 365 يوماً وخمس ساعات و48دقيقة و46 ثانية، ومن هذه الساعات والدقائق والثواني تنشأ مشكلة كبيرة في تحديد نهاية السنة أو بدايتها، وقد حلت هذه المشكلة جزئياً باستخدام السنة الكبيسة ومع ذلك بقيت مشكلة الدقائق والثواني من دون حل، وتقرب الخمس ساعات و48 دقيقة و46 ثانية إلى ست ساعات، ونرى ذلك أنه كل أربع سنوات تزداد السنة يوماً واحداً.
تتألف الأرض من طبقات عديدة، فالقشرة الخارجية لها سمكها نحو 60 ميلاً تحوي الغرانيت والبازلت، وما تحت القشرة توجد طبقة متوسطة سمكها 1800 ميل، وهي غير مكتشفة بعد بسبب كثافتها الكبيرة ومن المعتقد أنها مؤلفة من أكاسيد الغازات الثقيلة.
أما الطبقة المركزية فسمكها 2100 ميل، ويعتقد العلماء أنها مؤلفة من الحديد والنيكل المنصهرين ويفترض البعض أنها من طبقتين: الخارجية منها عبارة عن صخور سيليسية منصهرة وذات كثافة عالية، والأخرى داخلية تتكون بشكل رئيسي من الحديد والنيكل المنصهرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن