رياضة

بازار وتسوق

مالك حمود :

بين البازارات الخيرية ذات الريعية، ومهرجانات التسوق سواء كانت خاصة بالمستلزمات المدرسية أو غيرها، صارت بعض صالاتنا الرياضية ميداناً لتلك الأنشطة الاقتصادية التي لا علاقة لها بالرياضة.
لن نتعامل مع الموضوع من الجانب السلبي المقيت والمتمسك بحصر استخدام منشآت رياضتنا بالأنشطة الرياضية حصراً على اعتبار أنها بالكاد تكفي لسد حاجة الأندية والمنتخبات للتمارين والمباريات، ولكن لننظر للجدوى المادية من تلك الفعاليات ومدى الاستفادة منها في مكانها الصحيح، سواء كانت المقصود صالة تشرين أو الجلاء في دمشق.
هاتان الصالتان تشهدان أكثر من (مهرجان وبازار) على مدار العام، وبالطبع فإن حدثاً كهذا سوف يشغل الصالة عن النشاط الرياضي لأيام، سواء قبل المهرجان وتحضيراته أو خلاله وما بعده وهذا الأمر ليس صحياً.
وبالطبع فإن دخول الديكورات والمواد والبضائع والمتسوقين لابد أن يكون له انعكاسات سلبية على أرضيات الصالات التي يفترض عدم المشي عليها أساساً إلا لمن يرتدي حذاء رياضياً! وهنا المفارقة والمغزى في الكلام.
نعرف أن الحاجة للمال للدعم الرياضي هو الذي يدفع المعنيين للجوء إلى مبادرات كهذه، لكن ماذا يمنع لو تسخر المبالغ العائدة من تأجير الصالة لفعالية اقتصادية كهذه لصيانة الصالة نفسها وإجراء بعض الإصلاحات المطلوبة وما أكثرها في صالاتنا وحتى ملاعبنا، ولاسيما أن أحدث صالة في العاصمة عمرها يقارب الأربعين سنة! فما بالك عن الأرضيات والإنارة والتهوية والتدفئة والتكييف واللوحات الإلكترونية؟!
الكلام باختصار، ما يأتي عن طريق المنشآت نأمل أن تستفيد منه المنشآت للحفاظ على رونقها وقدرتها على التخديم الرياضي الأمثل، لا أن تكون المنشآت مصدراً لدخلٍ يصرف في مكان آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن