شؤون محلية

تشويه «كازينو اللاذقية» يثير استياء أهالي اللاذقية … مديرية الآثار: مجلس المدينة بدأ العمل من دون الرجوع إلينا .. رئيس البلدية: كل شيء سيعود كما كان سابقاً!

| صبا العلي

أثار مشهد تأهيل مبنى النقابات المهنية (كازينو اللاذقية) جدلاً واسعاً في الأوساط المجتمعية والعلمية وخصوصاً المختصين من أساتذة الجامعة في كليات الهندسة المعمارية، وذلك لما طرأ عليه من تغيير في واجهته التي تمنحه خصوصيته من الاحتفاظ بذاكرة (الأثر للمدينة القديمة لمئة عام خلت، من أجل مصلحة جهة استثمارية لم تراع حسب تعبيرهم حرمة المدينة التاريخية من جهة ولم تلتزم بالمعايير الدولية كميثاق البندقية الذي ينظم عملية الترميم للمباني الأثرية والقديمة وكأن مشكلة برج صافيتا تكرر نفسها.
وذكر رئيس بلدية اللاذقية فواز الحكيم أن عملية تأهيل المبنى كانت لغايات استثمارية لجهة تحويله إلى فندق 7 نجوم، وتم العمل بطريقة سريعة من دون الالتفات إلى تأثر المارة بإزالة الأقواس الحجرية دفعة واحدة، مؤكداً أن كل شيء سيعود كما كان سابقاً بعد إيقاف العمل فيما أوضح أن المبنى بات منهكاً ويحتاج للتأهيل وخصوصاً من الداخل.
من جهتها رأت نائب مدير الآثار والمتاحف وفاء داريوس أن المبنى فقد بصمته، والمشكلة أن مجلس المدينة بدأ العمل من دون الرجوع إلى المديرية وتم إيقاف العمل مبدئياً، وسيتم العمل على إعادتها لحالته الطبيعية، منوهة بأن المبنى غير مسجل لدى المديرية العامة للآثار ولكنه قيد التسجيل، مضيفة: عرضنا إضبارة توثيقية موجزة بسبب تأخر التسجيل إلا أن عمر المبنى قصير قياساً بالمباني التاريخية.
وذكر المدير العام للآثار محمود حمود، أن المبنى إن لم يكن مسجلاً في دائرة الآثار فلا قيمة لأي إجراء، مشيراً إلى حجم الهجمة التي تشن على آثارنا وذاكرتنا التراثية بسبب الجهل والفساد، مضيفاً: المبنى صممه المهندس المعماري ليموندجيان عام 1926 معتمداً الطابع الأندلسي المتوسطي في أقواسه وواجهاته وتزييناته وأعمدته إضافة إلى العديد من المباني التي تم تأهيلها والتي تقع على الكورنيش الغربي كالمتحف الوطني «مدينة الآثار حالياً» وحديقة البطرني، وجامع المرفأ ومبنى الكاتدرائية «كنيسة اللاتين» وصولاً إلى مبنى السرايا في شارع بغداد «مقر قيادة الشرطة حالياً» ومبنى قوس النصر «الكنيسة المعلقة في حي الصليبة» وجميعها ذاكرة المدينة البصرية، وقد تم التعامل معها لدى تأهيلها بطريقة مثالية.
بدورها أكدت استاذة مادة التصميم في جامعة تشرين رولا نتيفة لـ«الوطن» أن المبنى يتعرض حالياً لعملية مسح لملامحه المعمارية المميزة، فالزخارف أزيلت ولا يمكن تجديدها أو إعادتها ما أفقد المبنى هويته فيما بدت طريقة التعامل مع واجهة المبنى عشوائية وغير مدروسة.
وأضافت نتيفة: نحن كمعماريين طلبنا توضيحاً حول أسباب الإزالة لهذه العناصر الأساسية ووضع تصور مبدئي لآلية الترميم من خلال الصور أو المناظر كنوع من الغيرة الوطنية فيما خلا مكان البناء من أي لوحة أو تصور للطابع الجديد الذي سيأخذه المبنى، والمثير للجدل هنا أن الحجارة والأقواس أزيلت وكذلك الفتحات المتطاولة والتزيينات بالمداميك على الزوايا وفتحاتها التي تعلوها زركشات وأقواس حجرية باللونين الأبيض والأصفر أزيلت بالكامل.
ويقع مبنى النقابات المهنية على كورنيش المدينة الغربي مطلاً على المرفأ وخان الدخان «المتحف حالياً» من الشرق وحديقة البطرني جنوباً وحديقة المنشية شمالاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن