ثقافة وفن

خسر معركته مع سرطان الكبد ورحل … فاروق الفيشاوي.. تزوج سمية الألفي وسهير رمزي.. ولم يتزوج منذ عام 1998 لعدم قناعته بالارتباط

| وائل العدس

توفي الممثل المصري فاروق الفيشاوي، في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، بعد صراع قصير مع مرض السرطان.
ونعت نقابة المهن التمثيلية المصرية الفيشاوي وقالت: «ننعى الفنان الكبير فاروق الفيشاوي، كان رمزاً من رموز الفن المصري وسيظل».
وكان الفيشاوي، 67 عاماً، قد صدم الجميع وأعلن بنفسه عن إصابته بمرض السرطان أثناء مشاركته في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، في تشرين الأول 2018.

وقال الفيشاوي في كلمته، إنه فوجئ بطبيبه المعالج يخطره بهذا المرض، موضحاً أنه لن ينزعج من الخبر، وأكد للطبيب أنه سيواجه بكل شدة وكأنه صداع عادي سيأخذ وقته ويمر.
وتدهورت حالته الصحية مؤخراً وتم نقله إلى المستشفى، قبل يومين من وفاته، وكان آخر ظهور علني له في عزاء الممثل الراحل عزت أبوعوف، مطلع الشهر الجاري.
أما آخر أعماله الفنية، مشاركته في مسرحية «الملك لير» مع النجم يحيى الفخراني.
ولد الفيشاوي في إحدى قرى مركز سرس الليان بمحافظة المنوفية في مصر في 5 شباط عام 1952 وبعد حصوله على ليسانس الآداب بجامعة عين شمس التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية حيث حصل على البكالوريوس.
وبدأ حياته الفنية من خلال أدوار صغيرة في عدة مسلسلات ثم كانت انطلاقته الكبيرة عام 1980 عندما شارك في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً».
وقد ترعرع لأسرة ميسورة الحال لديها خمسة أولاد (ثلاثة أبناء وابنتان)، كان فاروق أصغرهم. وقد توفي والده عندما كان في الحادية عشرة من عمره فتولى شقيقه الأكبر رشاد رعايته وتربيته.
إذاً، لفت إليه الأنظار خلال مشاركته في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً» مع الفنان عبد المنعم مدبولي، وبرز في مسلسل «ليلة القبض على فاطمة» ثم بدأت نجوميته في بداية الثمانينيات بعد ظهوره في فيلم «المشبوه» مع عادل إمام.
ومن أهم أعماله في التلفزيون: «حافة الهاوية، مخلوق اسمه المرأة، حضرات السادة الكدابين، قابيل وقابيل، رجال في المصيدة، أولاد آدم، غوايش، علي الزيبق، عصفور في القفص، أبناء العطش، الشارع اللي ورانا، راس الغول، أهل الهوى، قاتل بلا أجر، عفريت القرش، الدم والنار، حارة الطبلاوي، سوق المتعة، خيال الظل، الدوائر المغلقة، الحاوي».
وفي السينما: «مظاهر كذابة، من دون زواج أفضل، وثالثهم الشيطان، عذاب الحب، قهوة الماوردي، درب الهوى، كيدهن عظيم، المحظوظ، السطوح، الخونة، الأرملة والشيطان، لا تسألني من أنا، المنتقمون، نساء خلف القضبان، السكاكيني، الحناكيش، مهمة صعبة جداً، رجل في فخ النساء، المشاغبات في خطر، شبكة الموت، الزمن الصعب، اليتيم والذئاب، مطاردة في الممنوع، عتبة الستات، الخطيئة السابعة، رجل له ماضي، سوق المتعة، حفار البحر، 45 يوم، يوم للستات، ليلة هنا وسرور».

سرطان الكبد
وكشف الدكتور حمدي عبد العظيم، أستاذ علاج الأورام بطب القاهرة، والطبيب المعالج للفنان فاروق الفيشاوي، أسرار آخر 24 ساعة في حياة الفنان الراحل.
وقال إن الفيشاوي كان يعاني من سرطان بالكبد، موضحاً أنه أصيب بغيبوبة كبدية أدت لوفاته، وأضاف إنه كان في كامل قواه العقلية حتى آخر نفس في حياته، مشيراً إلى أنه كان رجلاً عظيماً خلال فترة مرضه، وكان مؤمناً بالله، وكان صابراً وراضياً، وشجاعاً في مواجهة هذا المرض.
وأكد أنه كان متواضعاً للغاية، وكان يقوم بمصافحة المرضى في العيادة كلما دخل عليهم، ولكنه أوصى بعدم الإفصاح عن أسرار مرضه خلال فترة وجوده بالمستشفى.
وأشار إلى أنه كان يعاني من فيروس «سي» وأصيب بتليف بالكبد، ولم يعلم بإصابته بسرطان الكبد، إلا من 7 أشهر، حيث بدأت رحلة علاجه.

3 زيجات
حفلت حياة الفيشاوي بعلاقات عاطفية كثيرة وأكثر من زيجة، فتزوج 3 مرات، الأولى من خارج الوسط الفني من السيدة نوران، والأخيرة من الفنانة سهير رمزي لفترة قصيرة، بينما كانت زيجته الثانية من الفنانة سمية الألفي هي الأبرز، وتزوجا بعد قصة حب قوية، وأثمر زواجهما عن إنجاب ولدين، إلا أنهما انفصلا بعد سنوات طويلة، وكشفت سمية أخيراً أن السبب الرئيس لانفصالهما هو الخيانة المتكررة، وقالت: «كنت أعرف أن فاروق يخونني لأنه ضعيف أمام النساء، وكنت لا أتحدث معه بهذا الأمر خوفاً من غضبه، لأنني كنت أحبه بشدة، لكن في النهاية وصلت إلى مرحلة جعلت من استمرار زواجنا أمراً مستحيلاً، واتخذنا قرار الطلاق، لكن صداقتنا ما زالت مستمرة، فهو لم يتركني في أزمتي الصحية».
وعلى الرغم من اعترافه بخيانته المتكررة للألفي خلال سنوات زواجهما، إلا أن هذا لم يحُل دون صداقتهما بعد الطلاق، لدرجة أنها تغتنم أي ظهور تلفزيوني للتحدث عن طليقها باحترام وتقدير، مؤكدةً أنها لم تقابل رجلاً مثله. صداقة سمية وفاروق أصبحت أمتن بعد إعلان الأخير إصابته بمرض السرطان، حيث أكد أن سمية من أشد الداعمين له في محنته هذه، فما كان منها إلا أن قالت: «إحنا كلنا معاك وفي ظهرك ومش هنسيبك».
واعترف الفيشاوي بخيانة جميع زوجاته، بسبب طفاسة عينه، وحبه في جنس الحريم، على حد قوله. ووصف نفسه بأن عينيه زايغة على الستات دائماً، وأنه قرر بعد طلاقه الثالث ألا يتزوج».
وأما الفنانة التي أحبها ولم يتزوجها فهي ليلى علوي. خلال لقائه في برنامج « ليلة» قال إن ليلى هي حب حياته مشيراً إلى أنه نادم على عدم الزواج منها، من جانبها ردت علوي أنها لا تحب الحديث في هذا الموضوع والفنان فاروق الفيشاوي حر فيما يقوله رافضة التعليق على الأمر.
وأعلن أنه لم يتزوج منذ عام 1998 بعد اكتشافه أنه لا يصلح للارتباط لأنه عاش مدللاً طوال عمره.

10 ساعات
تحفل حياة الممثل الراحل بالعديد من المواقف الطريفة، منها الصفعة التي وجهها إلى الممثلة المصرية نادية الجندي، في أحد المشاهد.
وقالت الجندي في برنامج «هنا العاصمة» من تقديم الإعلامية المصرية لميس الحديدي: «في إحدى المرات شدّني من شعري بقوة، لدرجة أنني شعرت بأنه اقتلعه قبل أن يصفعني، وكان نصحني قبلها بأن أميل بوجهي إلى الجهة الأخرى ولكني لم أفعل، فكانت النتيجة أني غبت عن الوعي مدة 10 ساعات في حادثة كدت أن أقتل فيها».
الجوائز

نال الفيشاوي خلال مشواره الفني العديد من الجوائز، حيث حصل على جائزة أفضل ممثل من الأكاديمية الإفريقية السينمائية عام 2009 عن دوره في فيلم «ألوان السما السابعة»، وجائزة المجلس القومي لحقوق الإنسان لأفضل الأعمال الفنية والإعلامية عام 2007 عن مسلسل «عفريت القرش».
كما حصل على جائزة تكريم من مهرجان طنجة المغربي الدولي للفنون والموسيقا عام 2004، ودرع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي من الملتقى العربي الرابع للمنتجين العرب 2009، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحادية والثلاثين عن فيلم «ألوان السما السابعة».

نعي إلكتروني
نعى عدد من الفنانين السوريين عبر حساباتهم الشخصية على إنستغرام، الفنان الفيشاوي.
فنشرت سلافة معمار صورة للراحل وأرفقتها بالقول: «خسارة.. وداعاً فاروق الفيشاوي».
أما باسم ياخور فقد كتب: «الصديق والأستاذ فاروق الفيشاوي في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ربي يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته».
فيما نشرت سلاف فواخرجي صورة جمعتها بالراحل، وأرفقتها بالقول: «صاحب فكر وثقافة ورأي، صاحب فن وتاريخ، صاحب إرادة تعلّم وتدرّس، صاحب قلب كبير لا يمكن إلا أن يترك أثراً كبيراً في قلب من عرفه أو حتى صادفه.. ستعلق صورتك إلى جانب صور الكبار الموجودة على الجدار، ولكن صورتك وإياهم لن تغب ولن تموت، فالفنان والمبدع والمعطاء يبقى حاضراً بفنه بإبداعه وبمحبة الناس له، رحمة اللـه عليك أيها العزيز».
أما سوزان نجم الدين فقد كتبت: «الصديق الجميل والنجم الغالي فاروق الفيشاوي في ذمة الله.. رحمه اللـه وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.. البقاء لله».
كذلك ميسون أبو أسعد أرفقت صورة جمعتها بفاروق بالقول: «مع السلامة يا كبير.. مكانك دائماً فرحة في القلب.. فاروق الفيشاوي».
ونعت شكران مرتجى الراحل قائلة: «البقاء لله رحم اللـه الفنان الكبير فاروق الفيشاوي كان محباً لسورية وفي عز الحرب والأزمة لم يبخل بالمجيء إليها ودعمها والوقوف معها، في رحمة اللـه أيها العاشق الجميل.. وتعازيّ الحارة لمصر ومحبيه وزملائه الفنانين وعائلته».
كما نعاه عدد كبير من نجوم الفن في مصر والوطن العربي، فأعربت الفنانة التونسية درة، عن حزنها على رحيله ونشرت مشهداً له من آخر عمل له معها وكتبت: «لا حول ولا قوة إلا بالله.. أكاد ألا أصدق.. الفنان المحب للحياة وللناس.. الطيب الجدع الخلوق.. حبيب زملائه.. الفنان الكبير فارق الفيشاوي توفى، اللـه يرحمه ويجعل مثواه الجنة.. كان رائعاً في آخر أدواره «الشارع اللي ورانا».
ونعت الفنانة بشرى وكتبت: «لا إله إلا الله… اللـه يرحمك يا أستاذ فاروق يا جدع ياللي ما كنتش بترضى تكمل تصوير غير لما كل العمال تقبض فلوسها ومستحقاتها إضافة إلى كل الممثلين الصغيرين كمان.. يا طيب يا كريم ويا محب للكل يا أبو أحمد… ربنا يصبر كل أهلك وأحبابك وأصحابك وجمهورك».
وكتبت عبير صبري: «لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يرحمك ويعفو عنك ويتجاوز عن سيئاتك ويدخلك فسيح جناته.. وداعاً فاروق الفيشاوي».
وكتبت رانيا فريد شوقي كلمات مؤثرة قالت فيها: «اللهم لا اعتراض اللهم لا اعتراض، يارب يارب خلاص مشيت ورحت عند حبيبك اللي طول الوقت سيرته ما بتفرقش لسانك وتضحك من قلبك علي حكايتكم سوا وتترحم عليه، مع السلامة يا غالي أوي، لما كنت بشوفك كنت بحس روح أبويا فيك من كتر حبك له، أنت أصلاً عمرك ماكرهت حد وقلبك أبيض ومن أجدع البشر على الأرض، اللهم ارحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم وأجعل قبورهم نوراً وضياء إلى يوم يبعثون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن