سورية

بعد غدر النظام التركي بالمهجرين.. نازحو إدلب يعودون إلى قراهم مع وقف إطلاق النار

| الوطن - وكالات

بعد يوم على إعلان وقف إطلاق النار بين قوات الجيش العربي السوري من جهة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في شمال البلاد من جهة ثانية، بدأ نازحو ريف إدلب الذين اضطروا إلى ترك قراهم ومنازلهم بالعودة إليها، بعد أن شاهدوا مرارة التهجير في دول الجوار.
وأعلن مصدر عسكري الخميس الماضي بحسب وكالة «سانا» للأنباء، الموافقة على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب اعتباراً من ليل الخميس- الجمعة شريطة أن يتم تطبيق اتفاق سوتشي الذي يقضي بتراجع الإرهابيين بحدود 20 كيلومتراً بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد بإدلب وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
جاءت موافقة دمشق على وقف إطلاق النار مع بدء اجتماعات «أستانا 13» في العاصمة الكازاخية نور سلطان التي اختتمت أعمالها الجمعة، وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أنها حملت معها أخباراً عن وقف إطلاق نار على الجبهات السورية، حيث وافقت الحكومة السورية على هدنة شريطة أن ينسحب الإرهابيون لمسافة 20 كم كما نص اتفاق سوتشي في العام الماضي بين روسيا والنظام التركي، وهدأت الجبهات صباح الجمعة وساد هدوء حذر تخلله خروقات من قبل التنظيمات الإرهابية، ثم نقلت صفحات أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وافق على الهدنة ببيان ولكنه لم يشر إلى انسحابه، كما اعتبر وفد الإرهابيين إلى «أستانا 13» أن الاتفاق إيجابي، ورحبت روسيا بقرار الحكومة السورية.
ويوم أمس، أفادت مواقع إلكترونية معارضة، بأن نازحي إدلب بدؤوا بالعودة إلى قراهم ومنازلهم في الريف الجنوبي للمحافظة، بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار بين الجيش العربي السوري من جهة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في الشمال السوري من جهة ثانية.
وذكرت المواقع أن عودة النازحين ما زالت «خجولة وحذرة»، وسط تخوفات من خروقات تطول مناطقهم بشكل مفاجئ، بعد تسجيل خروقات عديدة أول من أمس.
وشملت المناطق التي بدأت تستقبل عدداً من العائلات كلاً من مدن خان شيخون ومعرة النعمان ومناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بعد أن نزحوا سابقاً إلى مناطق ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي.
من جانبه ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أمس، أنه في الوقت الذي يتواصل فيه الهدوء الحذر ضمن عموم منطقة «خفض التصعيد» خلال اليوم الثاني من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجديد في المنطقة، عادت العشرات من العوائل إلى مدنها وبلداتها وقراها في القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي وجبل شحشبو وسهل الغاب، لتفقد منازلها.
ولفت «المرصد» إلى أن أغلبية العائدين من الشبان استغلوا الهدوء هذا لرؤية مناطقهم.
تأتي عودة الأهالي إلى منازلهم بعد أن شاهدوا انقلاب النظام التركي على المهجرين السوريين، وإذاقتهم المرارة وترحليهم إلى مناطق سيطرة الإرهابيين في شمال سورية.
وأكثر من مرة أكدت مصادر أهلية في إدلب رفض الأهالي للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وأنهم بانتظار دخول الجيش إلى المحافظة وعودة سيطرة الدولة.
وبالعودة إلى اجتماعات «أستانا 13» فقد أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة إلى الاجتماعات بشار الجعفري في ختام الجولة، أن دمشق ستمنح الجانب التركي فرصة لتطبيق الاتفاق وسحب المسلحين وسلاحهم، ولفت إلى أن هناك مدة زمنية وأن صبر دمشق له حدود حول تنفيذ الاتفاق وأنها مصرة على استعادة إدلب والقضاء على الإرهاب.
كما قال الجعفري في تصريح نقلته قناة «الميادين»: إن البيان الختامي لمحادثات أستانا تضمن إقرار الدول الضامنة (روسيا- إيران- تركيا) بسيادة سورية وضرورة مكافحة الإرهاب واستمرار مسار أستانا، لافتاً إلى أن الطرف السوري كان يعلم بأن وقف إطلاق النار في إدلب لن يستمر طويلاً.
وأكد الجعفري أن رعاية النظام التركي للمجموعات الإرهابية في سورية لم تنتهِ بعد، لافتاً إلى أن النظام التركي هو الذي يسيطر على منطقة إدلب وعلى المجموعات الإرهابية الموجودة هناك.
وأضاف إن تفاهمات أستانا تقضي بتأمين تركيا انسحاب المجموعات الإرهابية، لكن أين النظام التركي من تنفيذ ذلك؟ مشدداً على أن هناك ممارسات تركية تنتهك سيادة سورية والقانون الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن