شؤون محلية

مكاتب السيارات.. إشغالات وإزعاجات ومخالفاتها بالمئات! … مطرجي: مشكلة صعبة ونقل 300 مكتب ليس بالأمر السهل

اللاذقية- نهى شيخ سليمان :

منذ سنوات وظاهرة إشغالات الأرصفة والشوارع بمكاتب السيارات في حالة تزايد كبير، حتى باتت حالياً في حالة مزرية نتيجة كثرة عددها والمخالفات المرتكبة بها من إشغال للأرصفة والشوارع بالسيارات المعروضة للبيع، والتي باتت في بعض الشوارع تستحوذ على مجمل مساحة الأرصفة والشارع، حيث لا يتسنى مرور أكثر من سيارة في الشارع، وفي حال قدوم سيارة من اتجاه معاكس تصبح هناك عرقلة مرورية كبيرة تتطلب بعضاً من الوقت لتسيير المرور بتراجع سيارة أو اضطرارها للحشر والالتصاق بين سيارتين في حال سنحت الفرصة لذلك، وأكثر الأحيان هذه الحالة تؤدي لعطب في سيارة أخرى ولو بشكل بسيط، يضاف إلى ذلك الإزعاجات الناتجة عن تلك المكاتب للمواطنين الذين يتقدمون بشكاوى متكررة حول الإزعاجات التي تطولهم بسماع كلمات غير مستحبة وإشغال هؤلاء للأرصفة والشارع ليس بالسيارات فقط بل بالكراسي للجلوس عليها أمام المحلات، فيتناولون القهوة والمتة والشاي ويرمقون المارة في الذهاب والإياب ما يسبب الإحراج لهم.
وللوقوف على واقع الحال والحلول الممكنة والإجراءات المتخذة لمعالجة هذه المشكلة القائمة منذ سنوات، التقت «الوطن» رئيس مجلس مدينة اللاذقية المهندس صديق مطرجي الذي أوضح مؤكداً أن وجود مكاتب السيارات في أي مكان ضمن المدينة هو مشكلة بحد ذاتها كما تعتبر مشكلة فعلية تتطلب إيجاد الحلول السريعة لها نظراً لضيق الأمكنة في المدينة ولتزايد عدد السيارات وبالتالي تزايد عدد المكاتب، ولمعالجة هذه المشكلة نحن ومنذ مدة نبحث عن موقع مناسب لإنشاء سوق استثماري خاص بمكاتب السيارات، ، ونتيجة الضغط الحاصل قمنا بجرد أسماء أصحاب المكاتب المتفرقة على مستوى المدينة سواء في شارع الكويت أو بعض المكاتب في شوارع: الجمهورية والمغرب العربي والفاروس، مبيناً أن أكبر تجمع لمكاتب السيارات في شارعي الكويت والجمهورية، ومن خلال الجرد أصبح لدينا قاعدة بيانات بأصحاب تلك المكاتب، ولمعالجة هذه المشكلة وبشكل جذري نبحث في المنطقة الصناعية لإحداث سوق خاص لمكاتب السيارات عبارة عن طابق أرضي تعلوه مكاتب سعة سيارتين أو ثلاث سيارات لكل مكتب، وبهذه الطريقة نحقق غايتين الأولى استثمار السوق من خلال أصحاب المكاتب، والثانية نتخلص من هذه الظاهرة المزعجة ضمن المدينة جراء عدم التزام هؤلاء ومخالفاتهم المرتكبة من حيث إشغالهم للأرصفة والشوارع، وتداول البعض منهم في بعض الأحيان كلمات نابية تزعج الجوار إضافة إلى ذلك عدم تقيدهم بوقت الافتتاح والإغلاق والسهر لوقت متأخر أمام المكاتب وعلى الأرصفة، لكن في مجلس المدينة نحن في عملية مراقبة دائمة لهم لمنع المخالفات فيما يخص التراخيص وإشغال الأرصفة والشوارع أمام المكاتب، والتأخير في موعد الإغلاق، وكل من تتم مخالفته يعطى ترخيصاً مؤقتاً ريثما يصدر الترخيص النظامي حين افتتاح الأسواق الجديدة التي نسعى لإنشائها قريباً، ومن خلال المراقبة دائماً تنظم مخالفات يتم إغلاق المحلات بموجبها، ويلي الإغلاقات تسوية للمخالفة ودفع غرامة مالية كوسيلة لحثهم على الالتزام بالعمل، وفي حال تكرار مخالفة صاحب المكتب أكثر من مرة يتم إغلاق المكتب له بشكل نهائي، وبمجمل المخالفات أصبح لدينا أعداد كبيرة من المخالفات تحصى بالمئات، سواء في مجال الترخيص أو الإشغال وعدم الالتزام بتسديد الأمور المالية وأخذ تعهدات منهم بعدم إشغال الأرصفة والإغلاق بالوقت المحدد وفي حال خرق التعهد، يتم اتخاذ الإجراء المناسب بالإغلاق الكامل، وهناك عملية متابعة دائمة لهم، وأضاف م. مطرجي معلقاً: مع الأسف أصبح لمواطننا ثقافة خاصة به هي ثقافة الرغبة بالتجاوزات، وهذه ظاهرة يتطلب قمعها المعالجة ضمن القوانين.
أما عن المدة الممكنة لتأمين مواقع المكاتب في الأسواق فقد أشار م. مطر جي أن تأمين المواقع وتجهيزها ليصار لنقل المكاتب إليها يحتاج لمدة نحو ستة أشهر أو أكثر ريثما يتم إدخال المواقع في موازنة 2016 وذلك لوجود عدد كبير من المكاتب في اللاذقية يزيد على 300 مكتب، ولا يمكن نقل مكتب دون آخر، فالأمر يتطلب عملية نقل جماعية لكل المكاتب في آن واحد لتجنب أي احتجاج، لافتاً أن موقع سوق السيارات قريب من سوق الهال في المنطقة الصناعية، وقريب من المركز الإداري للبلدية -الرحبة التي أصبحت آلياتنا متموضعة بها، وهناك جهود حثيثة لنقل المكاتب إليها بأقصى سرعة ممكنة نظراً للحاجة الكبيرة لذلك نتيجة للإزعاجات التي تسببها تلك المكاتب للجوار وخاصة أن إغلاقها بشكل كامل غير ممكن في ظروف كهذه لوجود أسر وعائلات ومصالح مشتركة لمواطنين تعتمد في معيشتها على تلك المكاتب إضافة للضغط الحاصل في هذا المجال من الوافدين الذي يعتمد بعضهم على هذا العمل أيضاً، فنحن في ظرف غير اعتيادي يهمنا به تسهيل أمور المواطنين وتأمين فرص العمل وفتح جبهات عمل أخرى، وضمن الإمكانات المتاحة نعمل في هذا الظرف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن