سورية

اعتبر أن المؤامرة على سورية ارتكزت على «الإخوان» و«الوهابية» السعودية.. وحذر من سيطرة الإرهابيين على سورية … طارق الخضراء: نقاتل مع الجيش السوري منذ بدء الأحداث و«متطوعون زعران» من باع اليرموك

أعلن رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني اللواء طارق الخضراء، أن جيش التحرير يقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري المجموعات الإرهابية منذ بدء الأحداث في البلاد، وكشف أن سيطرة تلك المجموعات على مخيم اليرموك جنوب دمشق جاء نتيجة خيانة «زعران انتهازيين» جرى تطويعهم للدفاع عن المخيم.
وفي حديث لـ«الوطن» أوضح اللواء الخضراء، أن ما يجري في سورية منذ أكثر من أربعة أعوام يأتي في إطار مؤامرة أميركية صهيونية ومن قبل عدد من الدول العربية لنشر «الفوضى الخلاقة» بهدف إعادة رسم خريطة المنطقة بما يحقق أمن وقوة الكيان الإسرائيلي.
وذكر، أن المتآمرين ولتحقيق ذلك اعتمدوا على تنظيم «الإخوان المسلمين» والنهج الوهابي الذي تدعمه السعودية من خلال خلق صدامات مذهبية وعرقية وطائفية للوصول إلى حالة من التفكك والانهيار، ليتدخلوا فيما بعد بقرارات أممية ترسم فيها أميركا والصهيونية ملامح الحل النهائي للمنطقة، مشيراً إلى أن الأميركيين وعدوا التنظيم العالمي للإخوان بأن يكون له في المرحلة القادمة دور كبير في قيادة دول المنطقة.
وأوضح، أن أميركا مهدت لمؤامرتها بدعوة عدد من الشباب السوريين والمصريين والتونسيين والليبيين والعراقيين ودول أخرى إلى الولايات المتحدة مجانا تحت عنوان «التدريب على تعميم الديمقراطية باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي»، فكان هذا المسمار الأول في بناء الفوضى الخلاقة.
واعتبر أن أميركا تريد من وراء ذلك أيضاً حماية الكيان الإسرائيلي وتقويته وتهيئة الفرصة لتمدده والسيطرة على الوطن العربي من خلال إضعاف دول المنطقة على خلفية الصراع المذهبي والديني والعرقي، وثانياً إحكام سيطرتها على منابع الطاقة في وسط آسيا وشمال إفريقيا، وثالثا التحكم الكامل بطرق إمدادات النفط والغاز سواء البرية أم البحرية.
وذكر اللواء الخضراء، أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني لعب دوراً بارزا في اجتذاب حركة حماس الفلسطينية إلى صف المتآمرين على سورية، مشيراً إلى أن حمد قال لقيادة الحركة إن النظام سينتهي في سورية خلال أيام وأسابيع وسنعطيكم أموالاً وبالتالي قبلوا بعرض حمد. وأوضح أن عدداً من الفصائل الفلسطينية منها تنظيم الصاعقة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وجبهة النضال الشعبي وغيرها حاولت جذب حماس إلى طريق الصواب ولكن الحركة حسمت خيارها بناء على وعود حمد.
ولفت اللواء الخضراء إلى أنه قبل اجتياح المخيمات الفلسطينية ومنها مخيم اليرموك أواخر 2012 طرح على تنظيم الصاعقة ضرورة اللقاء مع الفصائل بأكملها من أجل تحصين المخيمات من خلال تشكيل لجان شعبية في الأحياء للدفاع عنها، ولكن «للأسف كانت أغلبية الفصائل ترفض هذه الفكرة». وأضاف: «الفصائل كانت تقول إن المخيمات غير مستهدفة ولا نريد أن نزج أنفسنا في هذا الموضوع لأنه سوري سوري وبالتالي هم لم يرفضوا وإنما تهربوا من الالتزام بتنظيم دفاع عن المخيمات»، معتبراً أن «ضياع مخيم اليرموك هو من رفض القيام بعمل دفاعي عنه».
وأوضح اللواء الخضراء أنه قبل اجتياح المخيمات كان هناك اعتداءات غير مسوّغة على جيش التحرير، حيث تم الاعتداء على مشفى فايز حلاة في اليرموك واختطاف مديرته واغتيال عدد من الضباط، وبعد ذلك محاولة اقتحام مبنى رئاسة الأركان في المعضمية نتيجة مواقف جيش التحرير الوطنية التي تعتبر أن الدفاع عن سورية هو دفاع عن فلسطين».
وأشار إلى أن القيادة العامة استدعت بعض عناصرها للدفاع عن مبنى الخالصة في اليرموك، على أرضية الوهم أن لا أحد ينوي مهاجمة المخيمات، رغم أنني كنت على يقين أنه من أهم الأهداف للمؤامرة على سورية هو إفراغ المخيمات من اللاجئين وتهجيرهم من أجل إلغاء حق العودة.
وأوضح اللواء الخضراء، أنه وفي وقت من الأوقات جاءت حشود مسلحة من الحجر الأسود ويلدا وببيلا وتحشدت أمام مداخل اليرموك الجنوبية، وهنا ادركت القيادة العامة الخطر وأن عناصرها لا تكفي لصد هذه الأعداد الكبيرة، فبدأت بالسعي لتطويع مقاتلين لقاء مبالغ مالية وتوافد عليها الكثير وأغلبيتهم كانوا من «الزعران الانتهازيين».
وأضاف «في حينها دخل على الخط إغراءات المجموعات المسلحة المحتشدة، والتي أقنعت هؤلاء «الزعران» بتسهيل دخولها إلى المخيم، موضحاً أن من غدر بالمخيم والقيادة العامة هم الزعران الذين تطوعوا للدفاع عن المخيم وليسوا العناصر الأساسيين في القيادة العامة»، معتبرا أن تطويع هؤلاء كانت «غلطة» ارتكبها الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أحمد جبريل.
وكشف اللواء الخضراء، أنه وبعد عدة أشهر من اندلاع الأحداث في عدد من المدن والبلدات السورية في العام 2011 طرح على القيادة السورية ضرورة مشاركة جيش التحرير الجيش العربي السوري في التصدي للإرهاب، موضحاً أنه وبعد طرح الأمر لعدة مرات «درسته القيادة السورية ووجدت أنه من المناسب أن يشارك جيش التحرير بحماية المنشآت الوطنية المهمة في محيط دمشق».
وأضاف «حينها أمنّا حماية المحطة الحرارية في حران العواميد والمحطة الحرارية في دير علي والمدينة الصناعية بعدرا والمنطقة الحرة ومستودعات المحروقات».
وذكر، أنه ومع تزايد العداء على مقرات جيش التحرير في مدينتي المعضمية وداريا بريف دمشق «تعرض عناصر قيادة الأركان لإطلاق النار بشكل متكرر وتعرضت أنا لثلاث محاولات اغتيال واستشهد لدينا موظفون مدنيون وصف ضباط وجرح عدد آخر، الأمر الذي دفعنا حينها إلى نقل القيادة إلى أماكن أخرى وأنا أتيت إلى وسط دمشق وأبقينا في مقر القيادة مجموعة مقاتلة للتصدي بالتنسيق مع القيادة السورية للمسلحين الذين يعتدون على المقر والمدنيين الآمنين في المنطقة.
وبعد أن أوضح أن «حماية المنشآت» تعني المواجهة والتصدي لكافة المسلحين الذين يريدون تخريب هذه المنشآت، لفت إلى أن مهام جيش التحرير بدأت بعد ذلك تتوسع من خلال المشاركة في العمليات الهجومية على الجبهات.
وقال «نحن الآن نقاتل في أكثر من 15 موقعا موزعاً في أرياف درعا والسويداء ودمشق ومنها الزبداني وعدرا والمليحة وجوبر والمعضمية وداريا وتل كردي التي استشهد لنا فيها منذ أيام قليلة أربعة عناصر وجرح 45 آخرون»، مؤكداً أن قواتنا وقوات الجيش العربي السوري استطاعت منع المسلحين من الوصول إلى سجن عدرا، مؤكداً أننا «سنبقى نقدم التضحيات دفاعا عن سورية المقاومة لأنها هي الطريق لتحرير فلسطين».
وردا على الاتهامات التي يوجهها البعض لجيش التحرير بأنه يدفع بالشباب الفلسطيني إلى الموت بمشاركته في القتال إلى جانب الجيش العربي السوري، قال اللواء الخضراء «بالعكس خسائرنا البشرية في مختلف المعارك التي خضناها أقل بكثير من النتائج الايجابية التي حققناها»، محذراً من أنه إذا سقطت سورية بيد الإرهابيين فلن يكون هناك فلسطين إلى مئة عام قادم.
وأوضح، أنه عندما بدأ تنظيم الإخوان يتهاوى، عاد المتآمرون للتعاون مع القاعدة وبرز دور جبهة النصرة، وعندما فشلت الأخيرة دفعوا بتنظيم داعش، معتبراً أن تأجيج مسألة اللاجئين إلى أوروبا هي ذريعة جديدة للتدخل المباشر عبر قوات النخبة الأميركية والفرنسية والبريطانية للسيطرة على مناطق مهمة في سورية ومن ثم مساومة الدولة السورية، مضيفاً: أنه «من خلال اكتشاف الاتحاد الروسي لهذه المؤامرة اتخذ موقفا رائعا بدعم سورية من كل النواحي وكلام بوتين في هذا الإطار كان جرس إنذار للغرب»، مؤكداً أن «المشروع التآمري الأميركي الصهيوني على سورية فشل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن