سورية

«الإدارة الذاتية» الكردية ترضخ للاحتلالين الأميركي والتركي بشأن «الآمنة» وتعلن تنفيذ أوامرهما!

| الوطن - وكالات

رضخت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية للاحتلالين الأميركي والتركي، بإعلانها البدء بسحب مسلحيها من مناطق قرب الحدود السورية التركية، تنفيذاً لاتفاق واشنطن وأنقرة بشأن إقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة».
وفي بيان لها نشرته أمس في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أعلنت «الإدارة الذاتية»، أنها بدأت إزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية والأسلحة الثقيلة، التزاماً منها بما سمته التفاهمات الثلاثية «الأكراد والولايات المتحدة وتركيا»)، في إشارة إلى الاتفاق الذي توصل إليه الاحتلالان الأميركي والتركي بشأن إنشاء «المنطقة الآمنة».
وقالت: إنه «في إطار التفاهمات الثلاثية فيما يخص أمن الحدود مع تركيا، وضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة في 24 من الشهر الجاري، تم البدء بالخطوات العملية الأولى وذلك في منطقة رأس العين (بريف الحسكة)»، مشيرة إلى أنها قامت بتنفيذ الخطوات نفسها كذلك في منطقة تل أبيض بريف الرقة.
وفيما يؤكد إذعانها لأوامر الاحتلالين الأميركي والتركي اعتبرت «الإدراة الذاتية»، أن هذه الإجراءات «تؤكد جدية التزامنا بالتفاهمات الجارية وحرصنا على التوصل إلى حل جميع القضايا عن طريق الحوار السلمي مع دول الجوار».
وتوصّل الاحتلالان الأميركي والتركي الشهر الحالي بعد جولات من المحادثات الثنائية إلى اتفاق على إنشاء ما تسمى «المنطقة الآمنة» تفصل بين مناطق سيطرة المليشيات الكردية، والحدود التركية، على أن يتم تنفيذه بشكل تدريجي.
وفي السنوات الأولى للحرب الإرهابية على سورية استغلت تيارات وأحزاب كردية في شمال البلاد الأوضاع وقامت بدعم من الاحتلال الأميركي ودول إقليمية بإقامة ما سمته «الإدارة الذاتية» الكردية على مناطق شاسعة هناك، على حين تم الإعلان عن تشكيل ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، في العاشر من تشرين الأول عام 2015.
وحولت تلك القوى الكردية نفسها إلى أداة بيد الاحتلال الأميركي وطعم للاحتلال التركي، وكلما ظهرت نيات لدى واشنطن لبيعها في سوق السياسة، كانت تعمل تلك القوى على المسارعة إلى دمشق لإنقاذها، ولكن سرعان ما كانت تنسحب من الحوار مع دمشق عند أول ضغط من سيدها الأميركي.
وأكدت دمشق باستمرار على أن مناطق شمال وشمال شرق سورية كغيرها من المناطق ستعود إلى سيادة الدولة السورية سواء بالمصالحة أو العمل العسكري.
ومؤخراً مع اشتداد التهديدات التركية باجتياح مناطق شرق الفرات، طالبت ميليشيا «قسد» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لها، إيجاد حل يتناسب مع الوضع الراهن لشمال شرق سورية عامة، ولما تسمى القضية الكردية بشكل خاص، من خلال التفاوض مع ممثلي «الإدارة الذاتية» و«قسد»، في مؤشر واضح على استقوائها بالاحتلال الأميركي.
وكانت القيادة العسكرية لقوات الاحتلال الأميركي في المنطقة أعلنت السبت الماضي أن ميليشيا «قسد» دمرت تحصينات عسكرية تنفيذاً للاتفاق.
وبنفس اليوم تعهد متزعم «قسد» مظلوم عبدي ببذل «كل جهودنا من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية من أجل إنشاء المنطقة الآمنة»!، على حين أعلن النظام التركي أن «مركز العمليات المشترك» التركي الأميركي لتنسيق كيفية إقامة هذه المنطقة «باشر العمل بكامل طاقته».
ولم تعلن أميركا والنظام التركي ما سيكون عليه عمق هذه «المنطقة» بعد تباين في وجهات النظر إزائها، إلا أن أنقرة تحدّثت عن نقاط مراقبة ودوريات مشتركة.
وكان عبدي أعلن في وقت سابق هذا الشهر أن «عمق المنطقة بأكملها خمسة كيلومترات»، ولكن سيتراوح عمقها في بعض المناطق الواقعة بين رأس العين وتل أبيض «بين تسعة و14 كيلومتراً».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي عن «حركة المجتمع الديمقراطي» التي تعد المظلة السياسية لميليشيا «وحدات حماية الشعب» وحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي ترحيبهما بعودة المهجرين السوريين إلى مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية»، كنتيجة لاتفاق إنشاء «المنطقة الآمنة» بين النظام التركي وأميركا.
لكن من جانبه وبحسب الصحيفة حذر ما يسمى «المجلس الوطني» الكردي من تداعيات القرار، خشية «تغيير ديمغرافي المنطقة»، على غرار مدينة عفرين بريف حلب الشمالي بعد سيطرة جيش الاحتلال التركي وميليشيات مسلحة موالية له عليها وإسكان مهجّرين من مدن وبلدات سورية أخرى.
على خط مواز، اعتبر المتحدّث الرسمي باسم ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية – مسد» أمجد عثمان، في تصريح نقلته قناة «العربية» المملوكة للنظام السعودي أن «التهديدات التركية باجتياح مناطق شرق الفرات لن تتوقف وسوف تستمر».
وأضاف: إن النظام التركي لن يتوانى عن الاستمرار بتهديداته أو تنفيذها فيما لو أتيحت له الفرصة، رغم وصوله قبل أيام لاتفاقٍ حول إنشاء «المنطقة الآمنة» بالتعاون مع واشنطن في شمال شرقي سورية.
وعبر عثمان عن اعتقاده بأن التهديدات التركية الأخيرة، متعلقة بتراجع النفوذ التركي في محافظة إدلب، في إشارة إلى تقدم الجيش العربي السوري في المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن