رياضة

منتخب سيدات السلة في غرب آسيا .. أداء جيد ونتائج مقبولة

| مهند الحسني

كانت سلتنا الأنثوية قبل تسع سنوات في غرفة الإنعاش، ولم تكن قادرة على الخروج من النفق المظلم التي وضعت فيه، فأمراضها كثرت وتفاقمت، وكادت أن تلفظ أنفاسها من دون أن يكون هناك حلول ناجعة لإنقاذها وإعادة الحياة إلى شرايينها، وهذه الأمراض لم تأت في يوم وليلة، وإنما جاءت نتيجة تراكمات كثيرة من الاتحادات السابقة والمتعاقبة على اللعبة، من دون أن تكون هناك بدائل مناسبة لمستقبل اللعبة تقينا شر الانتكاسات والخسارات المؤلمة، وأدى إلى تراجعها بشكل مخيف.
لكن سلتنا الأنثوية اليوم وعبر إشراقتها في بطولة غرب آسيا أثبتت أنها أبلت من مرضها، وبأنها ما زالت قادرة على العطاء، وبأنها تمتلك كل مقومات التألق والانتصار فيما لو توفرت لها أبسط شروط العمل.
ما حققه منتخبنا في هذه البطولة كان أكثر من جيد لعدة أسباب يأتي في مقدمتها، غيابنا عن المشاركات الخارجية منذ أكثر من عشر سنوات، إضافة إلى تداعيات الأزمة التي مرت بالبلاد وتأثرها على مفاصل للعبة، وهجرة أفضل كوادرها، وضعف إمكاناتنا المادية، وغياب أبسط مقومات التحضير المثالي الذي يوازي حجم قوة هذه البطولة، ومع ذلك تمكن القائمون على منتخبنا من تجاوز كل عثرات تحضيراتهم، ومنغصاتهم، وافتقارهم للمباريات الودية القوية التي لم يرها المنتخب عدا عن مباراتين وديتين مع منتخب لبنان، وتمكن مدربنا الخبير هلال الدجاني من تصحيح كل الأخطاء الفنية بالمنتخب، ابتداء من ضعف لياقة اللاعبات بسبب انقطاعهن عن التدريبات لانتهاء الدوري، وقلة فرص الاحتكاك، وخلق حالة من الانسجام والتناغم بين اللاعبات، واستفاد من تأجيل موعد البطولة ليعمل على إعداد المنتخب بطريقة مثالية فردياً وجماعياً، وكما يقال إن البداية الصحيحة لابد أن توصلنا للنهاية التي نريدها ونتمناها، فقدم المنتخب صورة مشرقة لسلة السورية، وأثبت للجميع أن السلة السورية كانت وما زالت ولاّدة للاعبات النجمات اللواتي سطعن في سماء البطولات العربية والقارية أمثال: سلام علاوي، غادة الراعي، كارلا مغامز، وغيرهن، وظهر المنتخب بمستويات جيدة تمكن في تجاوز البون الشاسع الذي يفصلنا من الناحية التحضيرية عن باقي المنتخبات المشاركة، ولا نريد أن نذكر هنا ما قدم للمنتخب الأردني صاحب الضيافة من معسكرات ومباريات ودية، ومدرب أجنبي عالي المستوى، ومع ذلك حل بالمركز الأخير، ولم يفز بأي مباراة.
نظرة فنية
استفاد الفريق في هذه المشاركة كثيراً من فترة التحضير وكان جاهزاً بدنياً وفنياً، وبدا واضحاً الأسلوب الدفاعي الجيد الذي ظهر عليه، والذي طبقته اللاعبات فردياً وجماعياً بشكل متقن، وفي الناحية الهجومية لعب المنتخب بطرق متعددة دون تباطؤ، وبتحركات تتناسب مع دفاع الخصم، وكانت تبديلات المدرب ناجحة بنسبة كبيرة في توظيف مقدرات لاعباته بطريقة احترافية، وخاصة التكتيكية الخاصة بالدفاع التي كانت تربك الخصم وتعطل هجماته، إضافة إلى الحماس الكبير والاندفاع والروح العالية والانسجام والتفاهم بين الجميع، والذي أدى إلى نتائج إيجابية، وتميّز المدرب بأنه منح فرصة اللعب والمشاركة لجميع اللاعبات دون الاعتماد على المتميزات فقط، وهذا ما أعطاهن الكثير من الحماسة والتصميم على تقديم الأفضل، والسعي للظهور بصورة جيدة تليق بسمعة السلة السورية.

ما المصير؟

لا نعرف ماذا سيكون مصير هذا المنتخب، لأننا توّعدنا بعد كل انتكاسة أو انتصار أن يحل المنتخب، ونبدأ بالحديث عن منتخب جديد، وكأن شيئاً لم يحصل، هذا المنتخب يعد اللبنة الأولى لعودة سلتنا الأنثوية إلى الواجهة، وذلك لا يمكن أن يتم بمشاركة واحدة، بل يحتاج إلى مشاركات أقوى في الفترة القادمة، مع إمكانية وضع برنامج تحضيري للمنتخب يتناسب مع مسابقاتنا المحلية، وتقديم كل الدعم والرعاية والاهتمام له على أمل أن نرى منتخباً منافساً على الصعيد القاري، وكل شيء ممكن ووارد في حال وجود النية الصادقة والعمل الصحيح مع المحافظة على الكادرين الفني والإداري ودعمهما.

لغة الأرقام
افتتح منتخبنا الوطني مبارياته في البطولة بلقاء منتخب الأردن، وتمكن من الفوز بنتيجة (56-45) وخسر مباراته الثانية أمام منتخب لبنان (60-74) وفاز في اللقاء الثالث على منتخب إيران (68-61) وتأهل للمباراة النهائية ليخسر مجدداً أمام منتخب لبنان الأقوى (74-48).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن