سورية

أعربت عن قلقها البالغ إزاء محاولات أميركا توجيه اتهامات لا أساس لها ضدها … سورية تأسف لعدم تقيد بعثة تقصي الحقائق بأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية

| وكالات

أعربت سورية عن أسفها لعدم تقيد بعثة تقصي الحقائق بشأن ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، بأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وأعربت عن قلقها البالغ إزاء محاولات بعض الدول توجيه اتهامات لا أساس لها ضد سورية.
وقال مندوب سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، السفير بسام صباغ، في بيان ألقاه أمس أمام الدورة الـ92 للمجلس التنفيذي المنعقد في مقر المنظمة في لاهاي، حسب وكالة «سانا»: إنه «في الوقت الذي تستمر فيه سورية بالتعاون مع بعثة تقصي الحقائق وتقديم كل التسهيلات اللازمة لها للقيام بعملها، فإنها تأسف لعدم تقيد البعثة بأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وعدم التزامها بالشروط المرجعية لعملها واكتفائها بإجراء تحقيقاتها عن بعد ورفضها القيام بزيارات إلى مواقع الهجمات تحت ذرائع شتى واعتمادها على تحليل الصور والفيديوهات المنشورة في المصادر المفتوحة التي فبركتها جماعة «الخوذ البيضاء» ذراع «جبهة النصرة» الإرهابية إلى جانب استماعها إلى شهود عيان تم جلبهم من البيئة الحاضنة للمجموعات الإرهابية».
وشدد صباغ على أن تلك المشاغل الجدية التي أعربت سورية عنها إزاء طرائق عمل بعثة تقصي الحقائق، دفعتها للمطالبة بمراجعتها وتحديثها لجعل تقاريرها مهنية وذات مصداقية وتحظى بإجماع الدول الأعضاء في المنظمة لا أن تكون سبباً في انقسامهم وعدم اعتمادهم لتقاريرها واستنتاجاتها.
وأكّد أن سورية أعادت مجدداً تأكيد طلبها الرسمي الذي سبق أن وجهته للمنظمة لإرسال فريق بعثة تقصي الحقائق إلى مدينة خان شيخون وبلدة اللطامنة وذلك لإجراء التحقيقات في الحوادث التي وقعت فيهما سابقاً بهدف الوصول لاستنتاجات حقيقية وليس تحقيقات وهمية جرت على الأراضي التركية وبعيداً عن موقع الحدث.
واستهجن صباغ استباق الإدارة الأميركية لتحقيقات بعثة تقصي الحقائق بشأن ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية وأن تصدر وحدها النتائج والأحكام، مبيناً أنه ليس مستغرباً أن يتزامن هذا السلوك مع حدوث تغييرات إيجابية مهمة في سورية سواء من خلال التقدم على الصعيد الميداني في دحر الإرهابيين أم ما يتصل بالتقدم في العملية السياسية.
وقال: «تستنكر سورية تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول الحادثة المزعومة في الـ19 من أيار الماضي واتهامه للجيش العربي السوري التي أقل ما يقال فيها أنها أكاذيب وتجاوز لصلاحيات المنظمة»، مشيراً إلى أن سورية ترى بأن ذلك يندرج في إطار المحاولات الأميركية لعرقلة جهود الحكومة السورية لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد وتضليل الرأي العام وإيجاد المبررات والذرائع لشن عدوان جديد على الأراضي السورية.
ولفت إلى أن سورية حرصت على إبلاغ أمانة المنظمة ومجلس الأمن بشكل دوري ورسمي بالمعلومات التي تتوفر لديها عن الأعمال التي يقوم بها الإرهابيون بما في ذلك نقل وحيازة المواد الكيميائية السامة والتحضير لمسرحيات مفبركة عن تنفيذ هجمات بمواد كيميائية من أجل اتهام الجيش العربي السوري بها.
وشدد على أن سورية ترى أن المطلوب الآن هو تركيز الجهود الدولية لمواجهة هذا الخطر الحقيقي والتطبيق الفعال لجميع أحكام الاتفاقية من دون تسييس واتخاذ موقف حاسم تجاه الدول التي تغطي جرائم المجموعات الإرهابية كي نتمكن من القضاء نهائياً على الأعمال الإرهابية الكيميائية.
وأكّد ضرورة العمل الجاد لتحقيق عالمية الاتفاقية، لافتاً إلى أن سورية تؤمن بقوة بضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل وذلك لضمان تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أنه في هذا المجال، فإن سورية أيدت المقرر الذي اتخذته الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنون «عقد مؤتمر لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط»، مبيناً أن سورية تتطلع إلى أن يتوصل هذا إلى نتائج مثمرة وفعالة.
واختتم الصباغ البيان بتأكيد أن سورية أوفت بجميع التزاماتها الناجمة بعد انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأنجزت تدمير أسلحتها الكيميائية ومرافق إنتاجها بشكل مثالي وغير مسبوق وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة وبشكل يتجاوز بكثير ما قامت به دول انضمت إلى المنظمة مثل الولايات المتحدة الأميركية التي ما زالت تتلكأ حتى اليوم في تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيميائية ومرافق إنتاجها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن