رياضة

في المرحلة الثانية من الدوري الممتاز- مباريات قوية وتنافسية … فرق الملايين في مواجهات صعبة في دمشق واللاذقية وطرطوس

| ناصر النجار

يُستأنف الدوري الممتاز عصر الجمعة لحساب مباريات المرحلة الثانية التي ستكون محطة تعويض لأغلب الفرق التي أهدرت نقاط المرحلة الأولى، وتعويضاً أيضاً لمن أخفق بتقديم المستوى الجيد سواء على صعيد الفرق أم اللاعبين، والدوري حسب الجدول الموضوع ابتدأ من الأعلى بمباريات قوية وحساسة بعيداً عن البداية الفاترة وجس النبض، والنتائج التي تحققت والمستوى الذي ظهرت به الفرق أعطانا انطباعاً عن صورة واضحة وجلية لبعض الفرق وأخرى ضبابية للبعض الآخر.
وعلى سبيل المثال: لم تقدم فرق تشرين وحطين والاتحاد العرض المطلوب منها وهي المتخمة بالنجوم، فعلى ماذا يدل ذلك؟
في تشرين لاعبوه كانوا مرهقين، أما لاعبو حطين فغاب عنهم الانسجام، وصحيح أن الفريق كان الأكثر استحواذاً وسيطرة وتهديداً، لكن ذلك كان كالحركة بلا بركة ولولا خطأ حارس الطليعة لما فاز حطين، الملاحظات على الفريق الاتحادي كانت عديدة، منها هيمنة الأداء الفردي على حساب العمل الجماعي وضعف الانسجام والعقم الهجومي.
ما قدمه الجيش كان متوقعاً، لأنه بحاجة إلى الوقت للوصول إلى الانسجام بين لاعبين جدد جاؤوا من كل حدب وصوب، كذلك بحاجة إلى التوفيق، والوحدة قدم نفسه بشكل جيد كمنافس على البطولة ويؤخذ عليه هبوط المخزون البدني في النصف الثاني من الشوط الثاني.
الشرطة كان نجم المرحلة بفوز مثير وعريض على جبلة، البداية الجيدة تدفع الشرطة نحو الأمام وترفع الحالة المعنوية وتشير إلى أن الفريق سيكون حصان الدوري الأسود.
النواعير أجاد باللعب أمام الكبار دفاعياً وهذا لا يكفي، والطليعة هفواته الدفاعية رسمت العديد من إشارات الاستفهام؟
الفتوة رغم فوزه لم يظهر بالمستوى المتوقع والساحل وجبلة ظهرا بمستوى أكثر من ضبابي، الفرق الثلاثة هذه تحتاج إلى عمل أكبر حتى لا تقع فريسة التهديد بالهبوط فتعايش الدوري بالضغوط التي سترهقها على الدوام.
مستوى التسجيل ضعيف نوعاً ما، 13 هدفاً في مباراتين وخصوصاً أن مباراة واحدة شهدت تسجيل خمسة أهداف بفوز الشرطة على جبلة 4/1.
الإيجابي في المرحلة الأولى أن العديد من الأهداف سجلت من كرات ثابتة منها خمسة أهداف من ركنيات وثلاثة أهداف (ركلة حرة غير مباشرة) وهذا يعني أن الفرق بدأت باستثمار هذه الميزة بنجاح. مباريات الغد لا تخلو من القوة والإثارة والتنافس، بعضها قوي لدرجة الغليان وبعضها أقل إثارة بسبب عدم التكافؤ ولو ظاهرياً، ولن نغلق باب المفاجآت فهي واردة.
هذا الأسبوع سيكون الظهور الأول للكرامة والجزيرة اللذين غابا عن مشهد الأسبوع الأول. وإلى التفاصيل مع التنويه بالمباريات التي ستقام في الساعة الثانية ظهراً حسب التوقيت الشتوي.

موقعة ساخنة
في فيحاء دمشق يلتقي الشرطة وحطين في مباراة القوة والإثارة، الفريقان حققا الفوز في المرحلة الأولى، الشرطة أقنع وأبدع، وحطين رغم فوزه كان المطلوب منه أكثر مما قدمه.
المباراة ستكون تنافسية، فالشرطة يريد إثبات ذاته، وحطين يريد فرض هيمنته وأفضليته، الحديث عن التكافؤ بين الفريقين لا يصب بمصلحة أصحاب الأرض، فالحوت يملك فريقاً متخماً بالنجوم وصفّاً احتياطياً ليس أقل شأناً، بينما المستضيف يملك روح الشباب ومفردات الأداء الجماعي ويملك الحلول في كل أوقات المباراة.
في دورة الولاء والوفاء خسر الشرطة أمام حطين بهدفين نتيجة هفوتين دفاعيتين، وهذا يدل على شيئيين، الأول أن لاعبي حطين صيادون مهرة، وأن الشرطة يجب أن ينتبه لخطّه الخلفي حتى لا يقع في المحظور.
إذا أغلق الشرطة مناطقه الدفاعية فلا خوف عليه، أما إذا لعب بخيلاء فإنه سيفقد لذة النصر الافتتاحي الكبير.
في الموسم الماضي فاز حطين بدمشق ذهاباً بهدفي أسعد الخضر، وطرد محمد قطايا من حطين، وتعادلا إياباً بلا أهداف، وطرد ياسر إبراهيم من الشرطة.
الكلمة الفصل
تشرين يستقبل الوحدة في مباراة كما يقال (المكتوب مبين من العنوان) فالزحف الأصفر سيملأ الملعب مشجعاً ومؤازراً لفريق البطولة كما يحب مشجعوه أن يكون ويتحقق، وبالفعل تشرين فريق كبير ومرعب على أرضه ويملك الكثير من المقومات ليحقق كلمة الفصل، وفضلاً عن ذلك فإن جمهوره سيطالبه بتغيير الصورة التي ظهر عليها في حماة وإيجاد الحل لعقم مهاجميه الذين أخفقوا بهز شباك النواعير وتعويض التعادل الأسود غير المرضي شكلاً ومضموناً.
الوحدة يدرك حجم ما ينتظره من ضغط جماهيري يطالبه بالفوز، وباللاذقية يؤازر منافسه، ومع ذلك فالعدة لمواجهة طوفان البحارة سيكون الصبر والهدوء، كلمة السر تكمن بالصمود الدفاعي فكلما حافظ البرتقالي على نظافة شباكه ضاقت الدنيا على أبناء تشرين.
رأفت محمد يعرف كيف سيدير المباراة، لكن حذار من أواخرها إن تراجع الفريق بدنياً؟
التكافؤ عنوان لقاء الفريقين في الموسم الماضي، حيث تعادلا في اللاذقية أولاً بهدف لهدف سجل لتشرين حمدي المصري وللوحدة قصي حبيب، وبالنتيجة ذاتها تعادلا في دمشق بهدف خالد مبيض وأدرك التعادل حسن أبو زينب لتشرين في الدقيقة 97، ونجد هنا أن المسجلين الأربعة مدافعون ولاعبو وسط، ما يؤكد التضييق على المهاجمين في المباراتين.
ودياً فاز الوحدة بدورة الولاء والوفاء بهدفين لمحمد حلاق وعبد الهادي شلحة مقابل هدف لباسل مصطفى وأضاع اللاعب نفسه ركلة جزاء وطرد مدافع الوحدة مؤيد الخولي، فهل يكسر تشرين العقدة أم يستمر الوحدة بالسيطرة؟

فشة خلق
الذكريات التي تجمع مباراة الجيش والكرامة مؤلمة بنتيجتها في ذهاب الموسم الماضي حيث استغل الزعيم اضطراب الكرامة واستقالة مدربه فأنزل به الهزيمة الأقسى 7/صفر، ثم عدّل الكرامة صورته بعض الشيء فتعادلا في حمص 2/2، والجديد هذا الموسم أن المسجلين في فريق الجيش غائبون فأغلبهم انتقل والهداف الواكد موقوف، وبقي من المسجلين مؤمن ناجي فقط، بينما أحمد العمير الذي سجل هدفي الكرامة ما زال.
فشة الخلق يحتاج إليها صاحب الأرض ليعوّض خسارته الافتتاحية وليعود إلى الدوري بفوز يرفع أسهمه ضمن كوكبة المنافسين، وليحافظ على هيبته بطلاً للدوري في المواسم الخمسة الأخيرة.
أوراق الجيش مكشوفة تماماً لضيفه، لكن أزرق حمص سيدخل المباراة بأوراق غامضة في ظهوره الأول هذا الموسم، الكرامة قد يكون هذا الموسم بوضع أفضل وخصوصاً أن نتائجه الاستعدادية الأخيرة بالفوز على حطين 2/1 وعلى الاتحاد 1/صفر تعتبر جيدة وتؤكد أن الفريق يملك ما يمكنه أن يكون مؤثراً، مدرب الزعيم على المحك وعليه الفوز قبل أن تهتز صورته.

ورطة جديدة
جبلة في ورطة حقيقية وهو يحل ضيفاً على الوثبة في وقت لا مكان فيه للمجاملات، ورطة جبلة أنه سيقابل فريقاً يحلم بموقع يضعه في مربع المنافسين، لذلك فإنه سيتعرض لضغط متواصل وهجوم عنيف، وعليه أن يلعب بواقعية تجنباً لخسارة قاسية أخرى.
الأجواء تتحدث عن روح معنوية عالية لفريق الوثبة وقد اقتلع تعادلاً ثميناً من الاتحاد يدفعه إلى تقديم مباراة كبيرة يعزز بها الحالة الإيجابية التي ظهر عليها وهو قادر على ذلك إن تعامل مع المباراة بجدية وابتعد على الغرور والاستهتار.
وبالمقابل جبلة مصدوم بخسارته الثقيلة أمام الشرطة ومدربه مسؤول عن دفاعه الذي سقط أمام غزوات الشرطة التي لم تحسب حساب أي رد.
على العموم المباراة منطقياً للوثبة وجبلة قد يفعلها إن أصلح عيوبه وصحا من هول الخسارة، وفي الموسم الماضي فاز الوثبة في حمص بثلاثية سجلها ماهر دعبول ورامي عامر ووائل الرفاعي وإياباً تعادلا في جبلة بهدف لرامي عامر مقابل هدف محمد الخوجة وأضاع مصطفى الشيخ سليمان ركلة جزاء لجبلة.

ديربي حماة
كل ديري له نكهة خاصة تختلف عن غيره، وديربي حماة له طعم خاص عند أهل حماة وخصوصاً أن النواعير يسعى إلى الظهور على حساب جماهيريــة الطليعــة الــذي يحــوز قلوب أكثر الكرويين والمشجعين في حماة.
في ذهاب الموسم الماضي قلب النواعير الطاولة الذي صال وجال وتقدم بهدفي عبد الله الفاخوري من جزاء ومروان الصلال وبين الهدفين أضاع حسام السمان ركلة جزاء، ثم انتفض النواعير في النصف الثاني من الشوط الثاني فأحرز هدفين عبر محمد ميدو وحسن جزار، لكن الطليعة اعتبر في الاياب فحافظ على تقدمه 2/1 وسجل له أمين حداد وحمزة الكردي مقابل هدف محمد ميدو.
فراية حماة بيد إعصار العاصي وهذا يتطلب من الجار الرد لوقف حالة التفوق هذه.
في هذه المباريات تذوب الفوارق، والمواجهة ستكون بين فراس معسعس وعمار الشمالي، فمن تكن قراءته للمباراة صحيحة فسيحقق الفوز المنتظر، واحتمال التعادل ضعيف.

ديربي الغربة
في الغربة وعلى ملعب السابع من نيسان في حلب يلتقي الجزيرة مع الفتوة في ديربي المنطقة الشرقية، الفريقان لم يلتقيا منذ موسم 2016-2017 حيث تقابلا أربع مرات، ففاز الفتوة ذهاباً 2/1 سجل له إبراهيم سواس وأحمد الشنتاف وللجزيرة ناطق يوسف، ورد الجزيرة إياباً بالفوز بالنتيجة ذاتها وسجل له عمر عمر هدفين وللفتوة إبراهيم سواس.
وفي الدوري التصنيفي تعادلا سلباً ذهاباً، وإياباً 2/2 سجل للفتوة عبد الله الخضر وسليمان سليمان وللجزيرة محمد عنز ومصعب العلو.
اليوم تختلف كل الظروف، الفتوة أعد فريقاً جيداً وهو في قمة الروح المعنوية، والجزيرة سحب العديد من لاعبيه من فرق الدوري فرصّ بهم صفوفه وعزز مراكزه، بكل الأحوال لا يمكننا التكهن بشيء، فالجزيرة لم نره إلا بودية كان فيها جيداً فتعادل مع الوحدة بلا أهداف، وظهوره الأول مع الفتوة سيعطينا صورة عن الفريق ومدى استعداده.

وقفة تأمل
عندما يستضيف الساحل الاتحاد يجول بذكريات أبناء المدينة حالة التفوق التي فرضها فريقهم على الضيف فحققوا التعادل السلبي ذهاباً وفازوا إياباً بهدف رامي الأيوبي.
وعندما لعب الساحل مع الاتحاد في الموسم الماضي في الأسبوع الرابع كان الساحل (مولّعاً) ففاز على الكرامة وعلى الوحدة 1/صفر وحقق نقطته السابعة مع الاتحاد.
وشتان اليوم بين الفريقين حيث بدأ الساحل الدوري متهالكاً وهو يبحث بلقاء الغد عن بقعة ضوء ليستر عورات الخسارة مع الفتوة.
الاتحاد لقي صفعة في آخر مباراته مع الوثبة بهدف التعادل الذي كان (لا عالبال ولا عالخاطر) يريد أن ينتفض من أذى التعادل بفوز قد يجـده مناسـباً على أضعف الفرق حالياً ليعــوض ما يمكن تعويضه وخصوصاً أنه وعد أنصاره بالبطولة وحشــد لها العير والنفير من لاعبين ومدربــين وأمــوال.
هذا الكلام مطابق للواقع (نظرياً) لكن على أرض الميدان قد يصبح هباء منثوراً وخصوصاً أن الفريقين يبحثان عن التعويض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن