الأولى

تفاصيل متناقضة حول العملية.. وإيران: لم يحدث شيء كبير … ترامب يعلن مقتل البغدادي وموسكو تشكك بالرواية برمتها

| الوطن- وكالات

فجر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قنبلة مدوية، بإعلانه نهاية حقبة «داعش» بعد زعمه قيام قواته باستهداف زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي، في مشهد حمل من الغموض ما يكفي للتذكير بما فعلته واشنطن قبل سنوات عندما أعلنت نهاية أسامة بن لادن، وسط تضارب في المعطيات والمعلومات التي قدمتها جميع الأطراف المساهمة في مساعدة واشنطن على تنفيذ عمليتها، الأمر الذي دفع بموسكو إلى التشكيك بالعملية برمتها، منبهة إلى كم التفاصيل المتناقضة التي تثير تساؤلات وشكوكاً مشروعة حول صحة نجاحها.
وأعلن ترامب رسمياً، أمس، مقتل البغدادي بعملية إنزال جوي في محيط بلدة باريشا شمال إدلب، وأكد خلال مؤتمر صحفي أن العديد من رفاق البغدادي قد قتلوا في العملية، مبرزاً أن «الفحوصات أكدت هوية البغدادي رغم تمزق جسده بعد تفجيره سترته المفخخة».
وعن كيفية تنفيذ العملية، قال ترامب: إن «8 مروحيات وطاقم كبيراً من المقاتلين شاركوا في العملية، وأنّ القوّة التي نفذت العملية هبطت في مرفأ لإحدى الدول الصديقة»، مؤكداً أن قوّة جويّة هائلة ساندت فريق الإنزال في العملية.
ترامب وصف «داعش» بأنّه من «أسوأ المنظمات في العالم»، وشدد على أن قوّاته حصلت على وثائق وصفها بالـ«حساسة» بعد مقتل البغدادي، الذي كان يحاول، وفقاً لترامب «إعادة بناء تنظيم داعش»، متوجهاً بالشكر إلى روسيا وسورية وتركيا والعراق.
الرد الروسي على تصريحات ترامب جاء تشكيكاً بمصداقية العملية الأميركية، وأعلنت وزارة الدفاع الروسيّة أنه ليس لديها معلومات موثوقة عن قيام العسكريين الأميركيين بعملية خاصة للقضاء مجدداً على البغدادي.
الدفاع الروسيّة اعتبرت أن «ارتفاع عدد المشاركين في هذه العملية بشكل مباشر، وكذلك عدد الدول المشاركة فيها، وتقديم كل طرف تفاصيل تتناقض مع تفاصيل الأطراف الأخرى، كل ذلك يثير تساؤلات وشكوك مشروعة في واقعها، وخاصة في نجاحها».
ورأت وزارة الدفاع الروسيّة أن مقتل البغدادي مرة أخرى، «لا يمثل على الإطلاق أي شيء من الناحية العملانية على الحالة في سورية»، وكشفت بأنه لم يتم رصد أي ضربات جوية من الطيران الأميركي، أو ما يسمى التحالف الدولي، «على منطقة إدلب لخفض التصعيد، في غضون يوم السبت أو الأيام الأخيرة الماضية»، وتابع البيان: «لا علم لدينا بتقديم أي مساعدة مزعومة لتحليق الطيران الأميركي في المجال الجوي فوق منطقة إدلب لخفض التصعيد خلال هذه العملية».
وأردفت وزارة الدفاع الروسية مبينة أن «كل الأراضي غير الخاضعة للحكومة السورية بمنطقة إدلب لخفض التصعيد تجري إدارتها والسيطرة عليها من جماعة جبهة النصرة الإرهابية، التي تمثل ذراعا سورية لتنظيم القاعدة، وقامت هذه الجماعة دائماً بالقضاء على التنظيم وأي من عناصره مباشرة على الأرض بلا هوادة، باعتبارهم منافسين أساسيين لها على السلطة في سورية، ولهذا السبب يستحق الوجود الهادئ للزعيم السابق لداعش على الأراضي الخاضعة لسيطرة القاعدة السورية تقديم أدلة مباشرة منفصلة من الولايات المتحدة وباقي المشاركين في العملية».
أمّا وزير الاتصالات الإيراني آذري جهرمي، فعلّق على مقتل البغدادي قائلاً: «لم يحدث أمر كبير فأنتم قتلتم كائناً خلقتموه بأنفسكم»، ومن جهته اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن مقتل البغدادي «ضربة قويّة لتنظيم داعش لكنها مجرد مرحلة».
وفي وقت لاحق أمس أفاد مراسل «روسيا اليوم» بأن بقايا جثة زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي نقلت جواً إلى قاعدة «عين الأسد» الجوية الأميركية في العراق، وحسب المصدر نفسه فإن بقايا البغدادي نقلت لإجراء الفحوصات عليها لتأكيد هويتها بعد أن فجر نفسه وتفتت معظم الجثة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن