سورية

الجعفري: القراءة الروسية للواقع دقيقة.. ولا يمكن محاربة الإرهاب دون الجيش والحكومة

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن مكافحة الإرهاب الذي تمرد على صانعيه هي أولوية الأولويات وقد وصل إلى أبواب أوروبا وأميركا نفسها، واصفاً المقاربة الروسية بالشاملة والمسؤولة والواعية، ومؤكداً أن حديث الرؤساء الأميركي والفرنسي عن «رحيل» الرئيس بشار الأسد يجعلهم في وادٍ ودبلوماسيتهم في آخر، وخاصةً أن بيان جنيف1 لم يتطرق إلى هذا الموضوع.
وفي لقاء مع قناة «روسيا اليوم»، لفت الجعفري إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدد التأكيد في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة على القراءة الروسية الواقعية عندما قال: لا يمكن التفكير بمحاربة الإرهاب دون التنسيق مع الجيش السوري الذي هو الوحيد القادر على محاربة الإرهاب.
وتساءل: كيف يمكن تخيل محاربة الكيانات الإرهابية في سورية دون الجيش السوري والحكومة السورية والرئيس السوري، مؤكداً أنه لولا إشغال الغرب وبعض العرب وتركيا وإسرائيل للجيش السوري على أكثر من 600 جبهة حربية، لكان قادراً وحده ودون تحالف دولي على إنهاء تنظيم داعش الإرهابي خلال ثلاثة أشهر وليس ثلاثين سنة كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأوضح الجعفري أن مكافحة الإرهاب لا تستدعي فقط إدانته إنما تستدعي إدانة من يغذيه ويموله ويدربه ويحميه دبلوماسياً وسياسياً وأن هذا الكلام في معظمه ينطبق على بعض الدول العربية والإسلامية، مشيراً إلى وجود اثني عشر قراراً لمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب بكل تفاصيله تحريضاً وتمويلاً وتدريباً وغير ذلك وكلها معتمدة تحت الفصل السابع باستثناء القرار 1624.
وعن الموقف من مشاركة دول تدعم الإرهاب في سورية كالسعودية وتركيا والأردن في التحالف الذي دعا إليه الرئيس بوتين، أوضح الجعفري، أنه «لا يمكن أن تدعو طرفاً وهو منغمس في تسعير الإرهاب إذا لم يكن مؤمناً بضرورة الانضمام إلى تحالف موضوعي لمحاربة هذا الإرهاب.. ومن المفترض أن تكون تركيا والسعودية والأردن طرفاً عملياً في مسألة مكافحة الإرهاب بما أن نحو 95% من الإرهاب الذي يأتي إلى سورية والعراق يأتي عبرها».
ورداً على سؤال حول ما يصرح به خصوم سورية بشأن مغادرة الرئيس بشار الأسد السلطة، قال الجعفري: إن الرئيس الأسد رئيس منتخب ديمقراطياً من شعبه ولا يحق لأوباما ولا لهولاند ولا لغيرهما أن يقول أي شيء حول شرعية الرئيس الأسد، هؤلاء الرؤساء إما لا يقرؤون ما يجري أو أنهم في واد ودبلوماسيتهم في آخر، مبيناً أن كل قرارات مجلس الأمن تؤكد على وحدة سورية وسيادتها الترابية واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها، و«بيان (جنيف1) الذي يتشدقون به ليلاً نهاراً لا يأتي على ذكر الرئيس الأسد بل ذكر حكومة وحدة وطنية أو ما يسمونه بالهيئة الانتقالية فقراءتهم لبيان (جنيف1) منقوصة وخاطئة ولا يفهمون ما يقولون».
وعن مركز بغداد المعلوماتي المشترك الذي أعلن عنه مؤخراً بين روسيا وإيران والعراق وسورية، أكد الجعفري أن المركز المعلوماتي هيئة مهمة جداً لتنسيق التعاون وهو نقلة نوعية مهمة على مستوى المنطقة لمكافحة الإرهاب من دون انتظار الآخرين، وهذه المبادرة تخدم فكرة إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب وفتحت الباب أمام من يريد أن ينضم إلى هذا التنسيق الأمني، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي صرح بشكل واضح تماماً أن الشرعية الدولية هي الأساس.
وحول إمكانية أن تعزز الجهود الحالية مسار جنيف، أكد الجعفري أن هناك دعوة مفتوحة من الحكومة السورية لكل سوري وطني، وحتى المعارضة يجب أن تكون وطنية، مؤكداً أن داعش والنصرة والكتائب الإرهابية الأخرى التي تسمي نفسها جيش الإسلام وجيش محمد وجيش الفتح ليست معارضة، مشيراً إلى أنه «آن الأوان أن يفهم الجميع بأن في سورية دولة مسؤولة لن تسلمها إلى الغوغاء والرعاع وقطاعي الطرق وزعران الجهاد هذا الموضوع انتهى بالمطلق».
وعن (جنيف3) أوضح الجعفري أن سورية ستذهب بقصد إشهاد ما يسمى بالمجتمع الدولي على «أننا كسوريين نجحنا في التوصل إلى تفاهم دون تدخل خارجي، ونريد أن يضع الأميركي والسعودي والتركي بصماتهم كي لا ينكروا أنهم وقعوا وليلتزموا بالنتيجة».
وعن أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قال الجعفري: «كحكومة سورية نغتنم فرصة وجود الوفد السوري المشارك رفيع المستوى لكي نقوم بلقاءات ثنائية عديدة مع باقي ممثلي الدول الأعضاء ولنقول وجهة نظرنا ونستمع إلى وجهة نظر الآخرين بحيث نستطيع أن نوصل صوت شعبنا السوري إلى هذا المحفل الدولي المهم.. نأمل في أن تكون الأمم المتحدة أصبحت فعلاً منظمة ناضجة لحل النزاعات التي تعاني منها بعض الدول الأعضاء ومن بينها بلادي سورية، ولكن لا نعول كثيراً على هذه القناة أو تلك.. المهم أن نجلس مع بعضنا البعض ونتحاور كسوريين وطنيين شرفاء وكل مواطن مدعو لحماية وطنه وألا يعمل لمصلحة أجندة أجنبية.
(سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن