ثقافة وفن

للجهل عنوان

| سهام يوسف

اختلطت الأفكار والمشاعر وامتزج الأسى بالخوف وأظلمت الرؤيا وتعطلت البوصلة!! فأي متاهة تلك التي ستكون واحة مستقبل أجيالٍ تزرع في دروبهم بذور صور ظلام الجاهلية وتنشر أمامهم صفحات عصور الانحطاط على أنها الطريق والمسار!!
لست في صدد انتقاد أحد ولا الاحتجاج على حدث حصل ولا التهكم على قناعة الآخرين ولا الجدال حول مفهوم أكان مبهماً أم معلوماً.. لكنني أحببت المرور على ما سمعت وقرأت ورأيت مما أوردته صفحات التواصل عن أن منحوتة عارية على جذع شجرة لآلهة الخصب والحب «عشتار» عرّت ما يخطط في الخفاء ويحاك بخبثٍ لرسم معالم المستقبل المبني للمجهول ولطمس ما خلدته ذاكرة التاريخ عن أجدادٍ لنا لقبتهم الروايات وربما الأساطير بالآلهة.. وجعلتنا نشعر بحرارة لهيب الجمر تحت الرماد الذي سيحرق بلظاه أن شبّت ناره بقايا ما بقي لنا من أحلام الإنسانية!!
بربكم أيها العقلاء.. كيف لمنحوتة تمثل عشتار أن تثير غريزة أو تغري مراهقاً أو تخدش حياء الرجال والنساء؟ ألا يخجل النائمون في أحضان ظلمة الجاهلية من التلطي خلف مثل هذه الحجج التافهة كعقولهم والبذيئة كبذائة ما يجول في خاطرهم والمقرفة كأشكالهم!!
وهل يا ترى وصل بهم العقم الفكري هذا المبلغ الغائر في العمق السحيق لمزابل موروثهم؟
أمام فظاعة ما قرأت وما رأيت ارتبكت في إيجاد أجوبة لما طرحته على نفسي من أسئلةٍ حيث سألت.. هل من أحد هو راضٍ عن تحطيم وتقطيع وتفجير التماثيل والمنحوتات التاريخية في متاحف العراق ومدينة تدمر الأثرية، كتمثال الثور المجنح وتماثيل زنوبيا والمعري والكثير الكثير مما عبثت به يد الجهل وقوى الشر وأحفاد الظلام..؟
فقلت لو أن عشتار كانت تحيا بيننا لقالت لهم: «تباً وتعساً لهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن