سورية

برزاني حليف واشنطن يرحب بمساعدة موسكو ضد داعش … تركيا تعتبر أن الضربات الروسية «غير مقبولة».. والقاهرة تصفع الرياض: سيكون لها أثر في القضاء على الإرهاب في سورية

وكالات :

تلقت السعودية صفعة مدوية من مصر، التي أعلنت أمس تأييدها للضربات الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سورية، وذلك في حين تلقت الإستراتيجية الروسية لمواجهة الإرهاب في المنطقة، دعماً غير منتظر من زعيم إقليم شمال العراق مسعود البرزاني الحليف المقرب من الولايات المتحدة، وسط ازدياد الدعم في العراق للتحالف الناشئ بين بغداد وطهران وموسكو ودمشق لمواجهة داعش.
وفيما تنشط السعودية من وراء الكواليس من أجل تحضير موقف عربي يندد بحملة القصف الجوي الروسية بالتعاون والتنسيق مع الجيش السوري ضد الإرهابيين، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن تأييده للضربات الروسية، معلناً أن «المعلومات المتاحة لدينا خلال اتصالاتنا المباشرة مع الجانب الروسي، تؤشر إلى اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب والعمل على محاصرة انتشار الإرهاب في سورية».
واختار شكري قناة «العربية» المملوكة للسعودية مكاناً كي يوجه صفعته للسعودية، وحاجج بشكل مقنع بأن «دخول روسيا بما لديها من إمكانات وقدرات في هذا الجهد، هو أمر نرى أنه سوف يكون له أثر في محاصرة الإرهاب في سورية والقضاء عليه»، لكنه وحفاظاً على شعرة معاوية مع السعودية أشار إلى أن الوجود الروسي يهدف لـ«توجيه ضربة قاصمة متوافقة مع الائتلاف (الذي تقوده واشنطن وتشارك به دول عربية وغربية) المقاوم لداعش في سورية والعراق».
وقبل أيام طالبت دول بالتحالف الدولي وتركيا، روسيا بالتوقف «فوراً عن مهاجمة المعارضة السورية والمدنيين وتركيز غاراتها على تنظيم داعش».
واعتبر بيان مشترك للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية وتركيا وقطر أن الإجراءات العسكرية الروسية تشكل «تصعيداً إضافياً (في الحرب السورية) وستتسبب فقط في تغذية التطرف والتشدد».
وكان الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، حذر مصر التي وصفها بـ«المتحمسة» للغارات الروسية، بأن بلاده تقبل أن تدعم حليفتها الخصم الروسي، مبيناً في تغريدات نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن الرياض «ستقاوم» التحرك الروسي و«ستتحرك ديبلوماسياً لتشكيل موقف عربي رافض التدخل الروسي ويؤسس لموقف دولي، ثم تصعّد دعمها المقاومة».
في غضون ذلك انجرف رئيس إقليم شمال العراق وراء الموجة التي خلقها التحالف الروسي السوري العراقي الإيراني، بعد أيام من إعلان البيشمركة النأي بالنفس عن هذا التحالف.
وقال برزاني في بيان نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن الإقليم «يرحب بروسيا إذا دعمت البيشمركة في القتال ضد تنظيم داعش»، وأضاف «نعتقد أنه إذا تمّ الاتفاق على العمل المشترك، بين دول التحالف وروسيا معاً ضد التنظيم، فإننا سنحصل على نتائج أفضل وبوقت أسرع بالتأكيد».
وأوضح البيان أن «قوات البيشمركة استطاعت دحر تنظيم داعش على أرض الواقع وفي مناسبات عديدة، ويعتبر الإقليم من المشاركين الأساسيين مع قوات التحالف».
وأعلنت الحكومة العراقية الجمعة أنها سترحب بالضربات الجوية الروسية ضد داعش على أراضيها. وأضافت إنها تتعاون بالفعل في مجالي المخابرات والأمن عبر مركز بغدادَ المعلوماتي مع كل من روسيا وإيران وسورية للتصدي للتنظيم المتطرف.
وفي هذا السياق أعرب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم عن أمله في استقرار المنطقة بعد إطلاق روسيا حملة جوية لقصف الإرهابيين في سورية.
وقال الحكيم: «إننا نرى حراكاً كبيراً بدأ يحدث على الأرض وهناك قوى دولية مهمة، خصوصاً روسيا، بدأت تدخل في الحرب على الإرهاب في سورية، والذي قد يمتد إلى الجبهة العراقية إذا ما نوقش هذا الأمر مع الحكومة العراقية»، وأعرب عن أمله في أن «يكون هذا التغير لصالح أمن واستقرار شعوب المنطقة».
وأكد أن الإرهاب الذي يستوطن أرضنا المغتصبة هو إرهاب دولي ولم يعد يخص الساحة العراقية ولا حتى الأزمة السورية، داعياً إلى إنشاء صندوق دولي لتمويل الحرب على الإرهاب في العراق.
في بيشكيك عاصمة قيزغيزستان وسط آسيا، أكد الرئيس المازبيك اتامباييف تأييد بلاده للضربات الجوية الروسية على مواقع تنظيم داعش في سورية.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن أتامباييف، تأكيده أن محاربة داعش تصب في مصلحة بلاده، وأضاف «ومن هذا المنظور فإننا نؤيد الضربات الجوية الروسية على مواقع الإرهابيين في سورية».
في أنقرة قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن الخطوات التي تقدم عليها روسيا حالياً وضرباتها في سورية، ليس لها أي وجه يمكن القبول به بالنسبة لتركيا على الأخص.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة التركية، وفقاً لوكالة الأناضول التركية للأنباء: «(الرئيس بشار) الأسد يمارس إرهاب دولة، وللأسف روسيا وإيران تدافعان عنه، وهناك من ينزعج من أقوالنا هذه (…) والدول المتعاونة مع النظام السوري ستحاسب أمام التاريخ»، وتوعد بأن تواصل بلاده تنظيم دورات لتدريب وتجهيز «المعارضة السورية».
وأشار إلى وجود دول أخرى تقوم بتنظيم دورات لتدريب مسلحي المعارضة، لكنه اعتبر أن «ترك تركيا وحدها في هذا المجال ليس موقفاً منصفاً»، من دون أن يوضح ما يقصده بذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن