قضايا وآراء

روسيا وسورية وجبهة الإعلام المشتركة ضد حلفاء الإرهاب

تحسين الحلبي :

بدأت روسيا وسورية تنتقلان منذ أيام قليلة في علاقتهما التحالفية إلى أعلى مستويات هذا التحالف وهو شن حرب مشتركة مباشرة بقواتهما المسلحة على المجموعات الإرهابية التكفيرية على الأرض السورية، ومن المحتم بعد هذا التطور الطبيعي المتصاعد في علاقات الدولتين أن يشحذ المتضررون المحليون والدوليون من هذا التحالف أسلحتهم الإعلامية والتخريبية لشن حملاتهم على القيادتين الروسية والسورية وعلى الجيشين وفبركة الاتهامات لهما والتشكيك بقدراتهما على تحقيق الانتصار على الإرهاب وحلفائه.
ولذلك يرى المحللون الروس أن موسكو ستزداد مهامها على المستوى الإعلامي بشكل غير مسبوق من أجل التصدي لكل الحملات التي تستهدفها وتستهدف دورها التحالفي مع سورية ومع كل دولة تحارب الإرهاب التكفيري بمصداقية وجدية، وظهر أول مؤشرات هذه الحملات على المستوى العربي بتسخير واشنطن وحلفائها المحليين لما يسمى بمرصد رامي عبد الرحمن الذي زعم أن عمليات سلاح الجو الروسي التي استهدفت مواقع داعش تسببت «بقتل ثلاثين مدنياً» لتسارع وسائل إعلام أميركية وغربية إلى نقل هذا الخبر الذي تمكنت (روسيا اليوم) بالعربية من تفنيده بعد إجراء محادثة بين أحد المراسلين لها مع من يسمى (رامي عبد الرحمن) الذي يزعم أنه أقام وكالة أنباء عربية في لندن؟!
وإذا كان الكثيرون لا يستخفون حقاً بعدد وسعة انتشار وسائل الإعلام العربية المسخرة لخدمة الأهداف الأميركية في المنطقة فإن وسائل الإعلام الأخرى الروسية والسورية والوسائل الإعلامية غير المنحازة في المنطقة والعالم ستتمكن من كشف الحقائق الملموسة لأن المراسلين العاملين باسمها لابد أن ينتشروا على الأرض لنقل الحقيقة التي تفند «فبركة» الأخبار والتقارير التي يصنعها الإعلام المعادي في استوديوهاته لشيطنة القيادتين الروسية والسورية وكل من يتحالف معهما ضد الإرهاب.
ويكشف (اليكساندر تيثوف) في موقع (ذي كونفيرزيشين) بالإنكليزية أن روسيا أعدت جيشها الإعلامي سلفاً للتصدي لهذه الحرب الإعلامية المعادية فنقلت عدداً من المراسلين العسكريين الذين عملوا على الساحة الأوكرانية إلى ساحة الشرق الأوسط التي بدأت تحتل الأولوية وخصوصاً في سورية التي يقوم سلاح الجو الروسي فيها بتكبيد الخسائر البشرية والمادية لمجموعات داعش وغيرها من المجموعات المماثلة، ويضيف (تيثوف) أن موسكو تمكنت من فرض رسالتها الإعلامية السياسية لتبرير مشاركتها في الحرب السورية على داعش ونجحت في تأمين القناعة المطلوبة من الجمهور الروسي ومن نسبة من الجمهور الأوروبي بل أيضاً من نسبة كبيرة من الجمهور العربي في دول معادية لسورية وللدعم الروسي.. وعلى الساحة الأوروبية دافعت صحف ألمانية واسعة الانتشار مثل (دير شبيغيل) عن هذا الدور الروسي وانتقدت مماطلة الغرب تجاه الأزمة في سورية ونشرت مجلات أوروبية صوراً يحمل فيها السوريون صورة الرئيس بوتين إلى جانب الرئيس الأسد. وخصصت المجلة الروسية الإلكترونية سبوتنيك نيوز) رسائل إعلامية كثيرة باللغتين الروسية والإنكليزية للدفاع عن التحالف الروسي السوري ونتائجه البارزة في الحرب على الإرهاب، وظهرت في المواقع الإلكترونية تقارير وآراء كثيرة لكتاب روس وأجانب تستند إلى المعلومات الروسية وتدافع من خلالها عن التغيير الذي صنعته (72) ساعة من بداية الغارات الروسية على المجموعات الإرهابية، ويبدو من الواضح أن روسيا توظف الآن حملة إعلامية متعددة الجوانب والاتجاهات في الداخل الروسي وفي الساحات الخارجية من دون أن يفوتها أن ازدياداً سيطرأ على عدد وسائل الإعلام المعادية لها والهادفة إلى (شيطنة) دورها في الحرب على الإرهاب، ويتوقع المحللون في أوروبا أن تتكتل وسائل إعلامية عربية وغربية وخصوصاً من وسائل الإعلام السورية واللبنانية والعراقية والإيرانية والجزائرية والسودانية في نقل رسائل إعلامية موضوعية عن الحرب الروسية- السورية- العراقية المشتركة على المجموعات الإرهابية في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن