سورية

أنقرة تحاول التغطية على مرتزقتها في ليبيا وتقارير تؤكد مواصلتها إرسال الآلاف

| الوطن - وكالات

بعد يوم على دعوة مؤتمر برلين إلى الامتناع عن أي أنشطة تؤدي إلى تفاقم النزاع الليبي، حاول رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، التغطية على إرساله مرتزقة تابعين له من سورية إلى ليبيا، بالزعم أنه أرسل مستشارين ومدربين فقط، في وقت أكدت تقارير إعلامية مواصلته إرسال الآلاف من المسلحين إليها.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، عن أردوغان زعمه في لقاء مع قناة «cnn» التركية، «تركيا لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن، وإنما أرسلت مستشارين ومدربين فقط».
كما زعم أردوغان، أن «الخطوات التي اتخذتها بلاده بشأن ليبيا حققت توازناً في المسار السياسي»، متعهدا بمواصلة «دعم هذا المسار في الميدان وعلى طاولة المباحثات».
وذكر أن عدم توقيع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر على وثيقة الهدنة له معان كثيرة.
وفي محاولة للتقليل من أهمية مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية، اعتبر أردوغان أن المؤتمر «اقتصر على شهادة المشاركين فقط».
وفي محاولة لتبرئة نفسه من تأجيج الحرب هناك، ذكر أردوغان أنه «في حال الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا سيكون الطريق ممهداً أمام الحل السياسي»، مؤكداً أن «تركيا وقفت ضد مقترح أن يشارك الاتحاد الأوروبي في مسار دعم السلام في ليبيا بصفة منسق عوضاً عن الأمم المتحدة».
وانعقد مؤتمر برلين، الأحد الماضي برعاية الأمم المتحدة بعد أن أعلن كل من الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني التزامهما بوقف إطلاق النار اعتباراً من منتصف ليل 12 كانون الثاني الجاري، استجابة لمبادرة تقدم بها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان.
ودعا البيان الختامي لمؤتمر برلين جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أنشطة تؤدي إلى تفاقم النزاع أو تتعارض مع حظر الأسلحة الأممي أو وقف إطلاق النار، بما في ذلك تمويل القدرات العسكرية أو تجنيد المرتزقة، كما دعا البيان، مجلس الأمن الدولي إلى «فرض عقوبات مناسبة على الذين يثبت انتهاكهم لإجراءات وقف إطلاق النار، وضمان تطبيق تلك العقوبات».
في سياق متصل، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن «ليبيا تحصد أرواح المزيد من المرتزقة السوريين الموالين للنظام التركي»، ولفت إلى أن قسماً من المسلحين المنضوين ضمن الميليشيات المسلحة التابعة للنظام التركي ممن توجهوا إلى ليبيا في إطار عملية نقل المرتزقة إلى هناك من قبل تركيا، بدؤوا رحلة الخروج من الأراضي الليبية باتجاه إيطاليا.
وأوضح «المرصد» أن «ما لا يقل عن 17 منهم وصلوا إلى إيطاليا بالفعل»، ووفقاً لذويهم ومقربين منهم «فإن الذين خرجوا، عمدوا منذ البداية إلى اتخاذ هذا الطريق جسراً للعبور إلى إيطاليا، فما إن وصلوا إلى هناك حتى تخلوا عن سلاحهم وتوجهوا إلى إيطاليا، كما أن قسماً منهم توجه إلى الجزائر على أن تكون بوابة الخروج إلى أوروبا».
وفي تكذيب لمزاعم أردوغان، لفت «المرصد» إلى تواصل تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى طرابلس بالتزامن مع وصول دفعات جديدة ممن وصفوا بـ«المرتزقة»، مشيراً إلى أن عددهم بلغ الآن نحو 2400 مرتزق، فيما لا يزال 1700 يتلقون التدريب في المناطق التي يحتلها النظام التركي ومرتزقته شمال شرق سورية.
وأوضح «المرصد» أن هؤلاء المرتزقة ينتمون إلى ميليشيات «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند»، وأفاد بأن معلوماته تشير إلى أن تركيا تريد إرسال 6000 مسلح من سورية إلى ليبيا.
وأشار «المرصد» إلى أنه رصد وصول المزيد من جثث المسلحين السوريين الذين قتلوا في طرابلس، مشيراً إلى ارتفاع عدد القتلى حتى الآن إلى 24 مسلحاً قال إنهم ينتمون إلى ميليشيات «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن