رياضة

الامتحان الحقيقي

ناصر النجار :

كل السوريين سيضبطون عقارب ساعتهم على الساعة الرابعة من عصر اليوم ليجتمعوا حول مباراة منتخبنا الوطني مع اليابان في أهم جولة كروية تشهدها التصفيات الآسيومونديالية في مجموعتنا، وهي تعني الكثير لليابانيين، مثلما تعنينا وبالدرجة ذاتها.
وكُتب على المباراة أن تكون من العيار الثقيل طبقاً لنتائج المنتخبين، وإذا كان منتخبنا ينفرد بالصدارة بالعلامة الكاملة وبشباك عذراء نظيفة فإن هذا الأمر لا يروق للساموراي الذي تعثر مع سنغافورا بمباراة الافتتاح التي لم تصدم اليابانيين وحدهم، بل أذهلت الجميع ورفعت فريق سنغافورا من منتخب مغمور إلى درجة المنتخب المنافس.
ووفق هذه المعايير فإن اليابانيين سيدخلون المباراة بكامل أسلحتهم وسيزج مدربهم بكل أوراقه، سعياً لقلب الطاولة على منتخبنا، وإعادة الاعتبار للكرة اليابانية التي لا تقبل بمركز الوصيف لأنه يهين تاريخها الكروي!
والمنطق يطابق هذا القول، لأن اليابان تتفوق علينا تاريخاً وإنجازات وتصنيفاً، وهناك فوارق كبيرة بيننا وبينهم من حيث الإمكانيات والظروف وذهنية التعامل مع كرة القدم وهو الأهم.
ومن هذه المعطيات علينا التعامل مع المباراة بواقعية ومنطق، وأن نسعى لمجاراة خصمنا في المباراة والتغلب عليه من باب الحرص على تحقيق عمل إيجابي كروي، فالمباراة هذه تساوي بقيمتها وأهميتها كل المباريات التي لعبناها ودياً ورسمياً، وكل ما حققناه وحصدناه من نقاط وأهداف، ويجب ألا نذهب بأحلامنا بعيداً فنتجاوز الواقع ونغض الطرف عن حقائق مهمة يجب معالجتها قبل صافرة البداية، ومن هذا المنطلق لا تعني صدارتنا أننا الأفضل، وعلينا ألا ننغر بصمود دفاعنا الذي بقيت شباكه عذراء نظيفة في مباريات التصفيات أن دفاعنا خالٍ من الأخطاء القاتلة، ولا يعني أن دزينة الأهداف التي سقطت كالمطر بمرمى أفغانستان وكمبوديا أن هجومنا بخير ولا يحتاج إلى الكثير من التروي لاستثمار شلال الفرص المتاحة في المباريات.
من هذه الحقائق يجب أن نبدأ وأن ندرك قوة خصمنا وأهدافه في المباراة لنتمكن من إبطالها وتحقيق أهدافنا فمعرفة قوة الخصم واحترامه هو نصف الطريق نحو الفوز، وهذا ما نتمناه، وحتماً هو سعي منتخبنا لتحقيقه.
المباراة ستشكل الامتحان الحقيقي لكادرنا الفني ومدربه الرئيس ليثبت لنفسه ولنا أنه بلغ حد النضوج الذي يؤهله لمقارعة كبار المدارس الكروية ليس في آسيا وحدها، بل في العالم، وهو امتحان للاعبينا ليثبتوا أنهم على قدر أهل العزم، وهم مؤهلون بما يملكون من مهارة وتصميم وإرادة على مقارعة الساموراي ولو كان المرشح الأوفر حظاً لتأهله للمونديال.
وأخيراً نشدّ على أيدي منتخبنا ليكون السفير المتميز القادر على رسم ابتسامة ينتظرها السوريون كلهم، فإن فاز فهذا هو الإعجاز، وإن تعادل فهو إنجاز بحد ذاته وإن خسر فهذه حدودنا، وبكلٍ سنبقى وراء منتخبنا داعمين ومؤازرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن