سورية

«رويترز» تسوغ ارتفاع التأييد الشعبي بين الروس للحملة الجوية في سورية.. باتباع الكرملين (لأساليب بوش الابن في إعلان الحرب على الإرهاب)..!

وكالات :

أثار ارتفاع التأييد بين الروس للعمليات التي يشنها سلاح الجو الروسي دعماً للجيش العربي السوري في مواجهة الإرهابيين، مفاجأة بين المراقبين الغربيين، فسوغه بعضهم بأنه نتيجة اتباع الكرملين أساليب الدعاية الأميركية في الترويج لكسب عقول وقلوب الروس للعمليات العسكرية خارج بلادهم.
ولفت تقرير نشرته وكالة «رويترز» للأنباء إلى أن الجيش الروسي دأب على التزام «الحذر» في عملياته سواء في الشيشان أم جورجيا أم أوكرانيا. وأضاف التقرير: «لكن في سورية تحولت وزارة الدفاع الروسية إلى محطة أخبار تعمل على مدار الساعة وتقدم لقطات تلفزيونية بارعة لصواريخ وغارات جوية مدعومة برسوم توضيحية متحركة».
وبحسب التقرير فإنه «في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001 أعلن بوش الحرب على الإرهاب، وفي روسيا يسوق الكرملين التدخل الحالي في سورية بالطريقة ذاتها. لكن الفرق الوحيد هو أن العدو هذه المرة هو تنظيم داعش الإرهابي الذي يقول الكرملين إنه قد يأتي إلى روسيا ما إن يفرغ مما يفعله بسورية».
وقال التقرير «يبدو أن كثيراً من الروس مستمتعون بالمشهد وتصديق رسالة الكرملين أن تدخله دليل على صحوة عسكرية ودبلوماسية في البلاد».
ويرى الكرملين أن الحملة الدعائية تؤتي ثمارها حتى الآن. وقبل أقل من أسبوعين قال 14 بالمئة من الروس إنهم يؤيدون التدخل العسكري المباشر في سورية. وهذا الأسبوع أظهر استطلاع رأي مماثل أجراه أيضاً مركز «ليفادا بولستر لاستطلاعات الرأي» أن 72 بالمئة لديهم رأي إيجابي عن الغارات الجوية الروسية.
وأوضح هذا الاستطلاع الذي أعده مركز «ليفادا» المستقل أن 31 بالمئة من الروس «يوافقون موافقة تامة» على الغارات الجوية الروسية التي بدأت في 30 أيلول الماضي، وإن 41 بالمئة يقولون إنهم «يؤيدون الغارات الجوية» على مواقع تنظيم داعش.
ولا يوافق 14 بالمئة على عمليات القصف هذه، كما أكد هذا الاستطلاع الذي اجري بين 2 و5 تشرين الأول الحالي على عينة من 1600 شخص في 46 منطقة روسية.
من جهة أخرى، يوافق نحو نصف الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع (46 بالمئة) على احتمال «إرسال قوات روسية إلى الخارج» ويعتبر العدد نفسه تقريباً (47 بالمئة) أن على روسيا «دعم الرئيس السوري بشار الأسد في تصديه لتنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة السورية».
وفي أواخر أيلول الماضي، قبل عشرة أيام من بدء الغارات الروسية، كان 69 بالمئة من الأشخاص الذين استطلع مركز «ليفادا» آراءهم يعارضون إرسال قوات روسية إلى سورية.
وأعرب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الجمعة، عن ارتياحه «للدعم المطلق» من الروس للعملية العسكرية في سورية. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله: «نلاحظ من خلال الأرقام التي في حوزتنا أن السياسة الدولية للرئيس (فلاديمير بوتين) تحظى في الواقع بتأييد مطلق من الشعب».
وقال ستيبان جونتشاروف من مركز ليفادا «حدث تغير حاد (في الرأي).. في السابق اعتبر الصراع وكأنه يخص شخصاً آخر. لكن وسائل الإعلام نجحت في تقديمه وكأنه تدخل محوري من روسيا في المنطقة». وأضاف جونتشاروف «السياسة الخارجية تمثل عرضا مسرحياً هنا.. الناس يفتحون أجهزة التلفزيون والمهم بالنسبة لهم متابعة مشهد ما. الهجمات والقصف وإطلاق النار كلها عناصر في المشهد».
ومنذ 30 أيلول حين بدأت روسيا عملياتها الجوية في سورية تقدم للمشاهدين الروس لقطات أشبه بالأفلام لمقاتلات روسية تقصف أهدافا وسحب دخان تتصاعد في أعقاب ذلك وسفن حربية راسية في بحر قزوين تطلق صواريخ عبر إيران والعراق لتصيب سورية.
والأربعاء الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير دفاعه في مشاهد بثت في نشرات الأخبار المسائية في اليوم نفسه على حين كان الرئيس الروسي يحتفل بعيد ميلاده الثالث والستين: «قدرتنا على تنفيذ هذا من بحر قزوين من مسافة نحو 1500 كيلومتر وبأسلحة عالية الدقة وإصابة جميع أهدافنا تعكس الاستعداد الجيد لجيشنا».
وفجرت صور الصواريخ والطائرات وهي تنفذ مهامها مشاعر الفخر الوطني وقد تساعد كذلك في تعزيز مبيعات السلاح.
وباستخدام مواقع التواصل الاجتماعي تعمل وزارة الدفاع بسرعة على توزيع لقطات الفيديو والصور الخاصة بها. كما بدت لهجة انتصار في طريقة حديث المعلقين في المؤتمرات الصحفية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن