اقتصاد

الجزء الثاني من «محطات في الاقتصاد السياسي الدولي» بتوقيع الدكتور قحطان السيوفي … ثلاث سنوات من عمر الحرب على سورية بعين الخبير الاقتصادي

| الوطن

أصدرت الهيئة العامة للكتاب الجزء الثاني من كتاب «محطات في الاقتصاد السياسي الدولي زمن الحرب على سورية» للباحث الاقتصادي الدكتور قحطان السيوفي، متضمناً أوراقاً، وأفكاراً ومواقف، ومحطات في الاقتصاد السياسي الدولي، والإقليمي، والمحلي، ترصد الأحداث الكبرى، وتلقي الضوء على مواضيع ذات صلة بالمتغيرات الجيو سياسية والاقتصادية في العالم والإقليم وسورية على امتداد مسار زمني من عام 2016 وحتى بداية عام 2019.

يقع الكتاب في 567 صفحة، مشتملاً على 126 عنواناً، من أبرزها تلك التي تناولت أحداث تعزيز ظهور القطبية الثنائية العالمية ممثلة بالتوافق الروسي الصيني كتحالف جيوسياسي- اقتصادي يتصدى لمحاولات الهيمنة السياسية والاقتصادية الأميركية, الصراعات المضادة في أشكالها لأفكار العولمة، وبروز ظاهرة اليمين المتطرف، أو ما سمي بالشعبوية في المجتمعات الغربية، وكانت المفاجأة الأكبر التي أدت إلى وصول رجل أعمال إلى سدة الرئاسة الأميركية (دونالد ترامب)، رئيس تنقصه الخبرة، متهور، شعبوي، يكره الأجانب، يرفع شعار أميركا أولاً في إطار الحمائية، واللاعولمة، كما شهد العالم في تلك المرحلة تكثيف العمل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويسلط الباحث الضوء على تصاعد ظاهرة الإرهاب العالمي التي أسهمت في إيجاده، تاريخياً ولا تزال تدعمه، الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في الشرق الأوسط الذين مولوا الإرهاب، ونشروا الفوضى الخلاقة في عدد من الدول العربية، كما بدأ الإرهاب يرتد على صانعيه في الغرب والشرق الأوسط.. وكان الحدث الأبرز في هذه المرحلة انتصار الجيش العربي السوري الذي استرد قسماً من الأراضي السورية التي احتلتها التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها.
كما يبين أن إدارة الرئيس الأميركي ترامب الشعبوية تواجه تحديات وصراعات داخلية، وسياسة خارجية تمتاز بأنها متقلبة وينقصها الكثير من مفاهيم الدبلوماسية الناعمة، وتعيش على وقع الإخفاقات، ويزعم ترامب أن أميركا تنفق المليارات لحماية الحلفاء الناكرين للجميل، لذلك يطلب أموالاً مقابل حماية أتباع أو حلفاء أميركا في العالم، ويشفط أموال نفط الحلفاء في الخليج.
وأصبح شعار ترامب (أميركا أولاً) يهدد ليس فقط التحالف الغربي وإنما الاقتصاديات العالمية والمنظمات الاقتصادية الدولية، ناهيك عن العقوبات الاقتصادية الكيدية التي تفرضها الإدارة الأميركية على بعض الدول لأسباب سياسية.
ويسلّط الباحث الضوء على إجراءات سياسات ترامب الشعبوية الانعزالية العدوانية، وشن حرباً اقتصادية على حلفائه وأعدائه، معرجاً على مساعدة ترامب للكيان الصهيوني في تزوير التاريخ، وممارساته العنصرية، ليصدر قراراً بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وقراره الاعتراف بسيادة الكيان الغاصب على الجولان السوري المحتل وهذه جرائم عصر عنصرية تكرس شرعنة الاحتلال وإرهاب الدولة وتستبيح القوانين الدولية.
ورأى الباحث في الكتاب أننا نعيش زمناً عربياً مراًّ ورديئاً، تتعرض فيه الأمة العربية ومشروعها النهضوي العربي لمؤامرة تحالفت فيها أميركا وإسرائيل ودول إقليمية عربية وغيرها، دعمت ومولت ما يسمى بـ«الربيع العربي» والإرهاب لتدمير دول عربية جمهورية، لكن سورية المقاومة صمدت مع حلفائها، وهزمت الإرهاب وأسقطت المؤامرة، لتستعيد أمنها ووحدة أراضيها، وتبقى سورية بشعبها وجيشها صامدة، وعاصمتها دمشق منارة للفكر النهضوي القومي.
وختم الباحث كتابه بمحطة عن العقوبات الاقتصادية الغربية على سورية، كمحفّز للابتكار واعتماد الموارد الوطنية، مبيناً أن العقوبات الاقتصادية نوع من أسلحة الدمار الاقتصادي تفرضها دول الغرب الأميركي الأوروبي على دول أخرى كحصار اقتصادي لتنفيذ نهجها وتوجهاتها السياسية أو الاقتصادية، وفي عالم اليوم هناك العديد من الدول التي عانت من تبعات العقوبات الاقتصادية الغربية، كوبا، إيران، روسيا، كوريا، وسورية وفنزويلا، لكن الوقائع أظهرت إخفاق هذه العقوبات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن