عربي ودولي

تراجع واضح في شعبيتها … تقارب ميركل من تركيا يثير انتقادات حلفائها

أثارت سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع المهاجرين وتقاربها من تركيا انتقادات أمس من حلفائها المحافظين، وحذرت سياسية كبيرة من بافاريا من بحث انضمام أنقرة لعضوية الاتحاد الأوروبي. وعرض ميركل دعم مسعى تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي يعد تراجعاً في موقفها الرافض لمنح أنقرة عضوية الاتحاد، ويسلط الضوء على مدى حرصها على كسب دعم تركيا في وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
وتتوقع ألمانيا وصول ما بين 800 ألف ومليون لاجئ جدد هذا العام. ويشعر كثير من الألمان بأن بلادهم لا يمكنها استيعاب التدفق القياسي للاجئين. وتحت ضغط من حزبها باتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه اللاجئين، ترى ميركل أن قيام تركيا بدور يعد عنصراً مهماً في المساعدة في وقف التدفق. لكن عرضها دفع محادثات مساعي أنقرة للانضمام للاتحاد الأوروبي قوبل بشكوك من بعض أعضاء البرلمان المحافظين أمس.
وقالت جيردا هاسلفيت العضو البارز بحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي شريك حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي له ميركل في الائتلاف الحاكم، لصحيفة «دي فيلت» إنه «يجب ألا نقدم الكثير من التنازلات لتركيا: الانضمام للاتحاد الأوروبي ليس في جدول الأعمال».
وقال عضو البرلمان من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي شتيفان ماير للصحيفة نفسها «ضم تركيا للاتحاد الأوروبي أمر غير وارد بالنسبة لي».
وكانت ميركل قالت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول إن ألمانيا قد تساعد في تسريع مسار الموافقة على سفر الأتراك من دون تأشيرة إلى الاتحاد الأوروبي ودفع محادثات أنقرة المطولة لعضوية الاتحاد الأوروبي. وفي المقابل تتوقع ميركل أن توافق تركيا بسرعة أكبر على استقبال المهاجرين الذين يعيدهم الاتحاد الأوروبي فيما يعرف باسم «اتفاقات إعادة القبول» التي قال داود أوغلو إنه لن يوقعها إلا إذا حدث تقدم في تحرير نظام التأشيرات للأتراك.
وقالت ميركل بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء التركي «أعتقد أننا استخدمنا الأزمة التي نمر بها… من أجل تحقيق تعاون أوثق في قضايا عديدة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وبين ألمانيا وتركيا».
بدوره قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا تريد تمويلاً جديداً من الاتحاد الأوروبي للمساعدة في التعامل مع أزمة الهجرة بدلاً من المبلغ الأولي الذي خصص لها بالفعل وتريد مراجعة هذا المبلغ سنوياً.
وكان زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي قالوا خلال قمة في بروكسل الأسبوع الماضي إنهم اتفقوا على «خطة عمل» مع تركيا بخصوص الهجرة وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه جرى بحث مبلغ ثلاثة مليارات يورو (3.4 مليارات دولار). ولكن داود أوغلو قال لقناة «أهابر» التلفزيونية التركية بعد يوم من لقاء ميركل في اسطنبول: إن هذا المبلغ هو حصة تركيا من مساعدات ما قبل الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي المخصصة بالفعل مضيفاً إن تركيا تريد مبلغاً إضافياً.
وتابع: «حصة ثلاث المليارات يورو لم تعد مطروحة على المائدة لأننا قلنا إننا لن نقبلها».
وواجهت ميركل الأسبوع الماضي دعوات من بعض المحافظين في حزبها بتشديد القيود عند حدود ألمانيا وإبعاد لاجئين قادمين من النمسا وهي ضغوط قاومتها.
لكن صحيفة «بيلد» اليومية قالت في عدد أمس: إن المعارضة لتعامل ميركل مع الأزمة تتزايد، وتعمل مجموعة من السياسيين المحافظين على بلورة مقترحات بإغلاق الحدود ووضع سياج. وكان استطلاع للرأي أظهر مؤخراً تراجع التأييد للمحافظين بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأدنى مستوى له منذ أيار 2013 بعد تضرره من قلق شعبي من قدرة حكومتها على معالجة تدفق قياسي للاجئين.
والمخاوف الشعبية بدأت تؤدي إلى تراجع التأييد للمحافظين بزعامة ميركل والذين رأوا شعبيتهم تتراجع نقطة مئوية إلى 37 بالمئة في استطلاع أسبوعي لمعهد «إيمند». وفي منتصف أيلول بلغت نسبة التأييد للكتلة المحافظة 41 بالمئة. في سياق متصل قال متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس: إن بناء سياج على امتداد الحدود مع النمسا لن يوقف المهاجرين من الوصول إلى ألمانيا.
تأتي التصريحات التي أدلى بها شتيفن زايبرت بعد تقارير بأن مجموعة من السياسيين المحافظين في ألمانيا يعكفون على إعداد مقترحات لإغلاق الحدود من خلال إقامة الأسوار.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال أول من أمس إنه ناقش مع المستشارة الألمانية الحاجة إلى «التحرك المشترك ضد المنظمات الإرهابية».
وقال أردوغان أيضاً إنه طلب من ميركل التي تقوم بزيارة إلى اسطنبول دعم انضمام بلاده لعضوية الاتحاد الأوروبي.
(رويترز – وكالات)

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن