سورية

واشنطن رفضت التنسيق عبر «آلية عمان»… موسكو تتفق أمنياً وعسكرياً وسياسياً مع إيران والأردن ومصر

الوطن – وكالات :

جملة اتفاقات سياسية وعسكرية وأمنية توصلت إليها روسيا مع أطراف إقليمية وازنة لمؤازرة الجهود الروسية في مكافحة الإرهاب في سورية والمنطقة. فبعد طهران، التي اتفقت مع موسكو على تعزيز تعاونهما من أجل استعادة الاستقرار للمنطقة، وعمان، التي وافقت على استضافة مركز للتنسيق العسكري الأردني الروسي بشأن مكافحة الإرهاب في سورية، يأتي دور القاهرة، التي أعلنت مع روسيا عزمهما مواصلة تعاونهما الثنائي من أجل تكثيف الجهود المشتركة المبذولة لدعم مكافحة الإرهاب في المنطقة، والتسوية السياسية للأزمة السورية، إلا أن واشنطن ظلت على رفضها التعاون العسكري أو التنسيق مع روسيا بشأن مكافحة الإرهاب، وجديدها في ذلك رفض الانضمام إلى مركز عمان للتنسيق العسكري. وهاتف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيريه في كل من إيران ومصر، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس.
وجاء في البيان، الذي نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن لافروف اتفق مع وزير الخارجية المصري سامح شكري «على مواصلة التعاون لتكثيف الجهود المشتركة المبذولة لدعم مكافحة الإرهاب في المنطقة والتسوية السياسية للأزمة في سورية».
كما أوضح البيان أن لافروف تحدث مع شكري بشأن الاجتماع المكرس للأزمة السورية الذي انعقد قبل يومين في العاصمة النمساوية فيينا وجمعه مع وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وتركيا. وشدد الوزير الروسي خلال الاتصال على «أهمية توفير الدعم الخارجي الفعال للعملية السياسية في سورية، وانضمام مصر وإيران إليه».
كما اتفق لافروف ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف على مواصلة تعزيز التعاون بين روسيا وإيران في مصلحة تأمين الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وأبلغ لافروف ظريف بنتائج اجتماع فيينا، حيث شدد الوزير الروسي على «ضرورة توسيع تنسيق الجهود الدولية لتطبيع الوضع في سورية في أسرع وقت» مبيناً أن ذلك يتحقق، مثلاً، عبر «انضمام بلدان مثل إيران ومصر إلى الدعم الخارجي للعملية السياسية السورية».
وروسيا وإيران شريكتان إلى جانب سورية والعراق، في مركز بغداد لتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن الإرهابيين.
في عمان ذكر المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن اتفاق بلاده مع روسيا حول التنسيق العسكري هدفه ضمان أمن حدود الأردن مع سورية.
ونقلت وكالة أنباء الأردنية الرسمية «بترا» عن المومني، وهو وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، قوله: إن «آلية التنسيق العسكري بين الأردن وروسيا تأتي بشأن الأوضاع في جنوب سورية، وبما يضمن أمن حدود المملكة الشمالية واستقرار الأوضاع في الجنوب السوري».
وأوضح أن التعاون بين الأردن وروسيا «قديم ويحدث على الصعد جميعها»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن بلاده «ما زالت جزءاً من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب».
وعلى ما يبدو اختارت عمان التعاون العسكري مع روسيا، وفي المقابل أغلقت غرفة تنسيق الدعم العسكري المعروفة بـ«الموك» المؤلفة من استخبارات الدول الغربية والعربية وتركيا، والتي توفر الدعم لـ«الجبهة الجنوبية» التابعة لميليشيا «الجيش الحر».
وباغت لافروف ونظيره الأردني ناصر جودة الجميع بالإعلان يوم الجمعة من فيينا عن توصل عسكريي البلدين إلى اتفاق بشأن التنسيق بينهما، بما في ذلك تنسيق الطلعات التي ينفذها سلاحا الجو في البلدين فوق الأراضي السورية.
وكشف لافروف في تصريح صحفي مشترك مع نظيره الأردني، أن هذا التنسيق سيدار عبر آلية عمل سيتم استحداثها في عمان، يبدو أنها تشابه مركز التنسيق الأمني في بغداد والذي يدار من عسكريين من سورية والعراق وروسيا وإيران.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الروسية أن موسكو وعمان واثقتان من ضرورة تكثيف الجهود في مكافحة تنظيم «داعش» بموازاة دفع العملية السياسية إلى الأمام، وفتح الباب أمام انضمام من يشأ إلى آلية التعاون في الأردن. وصرح قائلاً: «نرى أنه بإمكان الدول الأخرى التي تشارك في محاربة الإرهاب، أن تنضم إلى هذه الآلية (آلية التنسيق العسكري بين روسيا والأردن في عمان)».
وسارعت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إلى رفض التعاون مع روسيا بشأن سورية عبر آلية العمل في الأردن، بذريعة «السياسة الروسية تجاه أوكرانيا».
وفي حديث مع وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، قالت ممثلة «البنتاغون» ميشيل بالدانسا: «لا نتعاون ولا نتعامل ولا ننسق أعمالنا ولا نتبادل معلومات استخباراتية مع روسيا في سورية لأننا لا نزال غير متفقين أساساً مع إستراتيجيتها وممارساتها، وكذلك لأن التعاون مع روسيا معلق حتى تنفذ موسكو التزاماتها التي تنص عليها اتفاقات مينسك (بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية)».
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أكد أن الجانب الأميركي لم يبد اهتماماً بتعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في سورية.
ومن القاعدة الجوية الروسية في حميميم باللاذقية، لفت كوناشينكوف في حديث أدلى به لقناة «روسيا اليوم»، إلى أن هدف الغارات الروسية هو شل تحركات الإرهابيين وضرب معاقلهم في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن