رياضة

أهل السلة أكدوا: بهذه الشروط فقط نستطيع بناء منتخب قاري

مضى قرابة ست سنوات على تولي اتحاد السلة لمهامه، وأعتقد أنها مدة كافية لبيان مدى قدرته على إعداد منتخب يعيد البسمة لعشاق اللعبة، لأن الإشراقات في عهد هذا الاتحاد على صعيد المنتخبات معدومة، لا بل مستوى منتخباتنا أخذ بالتراجع وسط التطور الواضح لمنتخبات الدول المجاورة، فهل يستطيع اتحاد السلة بناء منتخب قاري ينافس ويحقق النتائج الايجابية، وما السبل الواجب توافرها لذلك؟
«الوطن» حيال هذا الموضوع استطلعت آراء بعض خبرات اللعبة؟

حسينو مدرب الفيحاء: (استقلالية)
المنتخب القوي يحتاج لتخطيط وعمل جاد، أقل ما يمكن العمل عليه هو خطة منتظمة وجادة وطويلة.
بداية الأمر يجب تعيين مدرب للمنتخب، ومنحه كامل الحرية في انتقاء ومتابعة اللاعبين كافة فنياً، ويجب وضع ميزانية مالية للمنتخب تكون قادرة على توفير كل ما يحتاجه من معسكرات ومباريات قوية، مع استقلالية عمل الاتحاد، كما يجب البحث عن الخامات من اللاعبين بغية تطويرها.
تكليف لجنة خاصة للمنتخبات الوطنية للإشراف على المنتخبات، وألا تكون لجنة آنية فقط للاستحقاقات حيث نضمن لها الاستمرارية على مدار العام.
كل هذا الكلام يحتاج للمال والتنظيم وعدم المساس بقرار الاتحاد، في كل الدول التي عانت الحروب لم تتوقف عن العمل بتطوير جيل الشباب، وبهذه المناسبة أستغرب وأسجل عتباً على الاتحاد لإلغاء دوري الشباب.

الحسين مدرب الكرامة: (أكاديمية)
برأيي يجب تغيير القوانين والأنظمة بشكل جذري، بما يفيد الرياضة بشكل عام وكرة السلة بشكل خاص، وقتها يتمكن اتحاد السلة من رسم خطة لعدة سنوات وفق أجندة معلومة بكل الجوانب وباﻷخص الجانب المادي، حينها يستطيع اتحاد السلة أن يبني منتخباً، والبداية تكون بإيفاد عدة مدربين لإقامة دورات عالية المستوى، وأهمها دورات لتخريج مدربين إعداد بدني، فنحن في سورية نفتقد لهذا الاختصاص البالغ الأهمية أو فتح اكاديمية مختصة لهذا الجانب، عند إيفاد هذه المجموعة من المدربين ولفترات طويلة، هم ملزمون بالعمل داخل هذه الأكاديمية التي تشرف على اللاعبين منذ نشأتهم، هنا نكون تخلصنا من الفكر والجهل الكبير الذي تعاني منه معظم الأندية، وإذا كانت هذه الأكاديمية تابعة للاتحاد فلتكن بسكن داخلي وتقوم بتبني اللاعبين الموهوبين دراسياً، هو مشروع وحلم كبير لكنه صغير على أبناء سورية وأتمنى أن يتحقق في المرحلة المقبلة.

سيفو مدرب سيدات سليمة: (مدرب أجنبي)
أعتقد أن إعداد منتخب قاري بهذه الظروف صعب قليلاً، نتيجة الهجرة الكبيرة التي شهدتها اللعبة، لكن هذا لا يمكن أن يجعلنا نستسلم، فلدينا بعض الخامات الجيدة وستصبح في قمة الجاهزية في حال توافرت لها الأجواء التحضيرية المناسبة، من معسكرات مثالية تتضمن مباريات قوية، ولا ضير من استقدام مدرب أجنبي، ودعوة اللاعبين المحترفين أمثال ميشيل معدنلي، عبد الوهاب الحموي، جوني ديب، طبعاً وهذا بشكل عام يحتاج إلى إمكانات مادية جيدة من أجل تأمين تحضيرات مثالية للمنتخب.

الدجاني مدرب الثورة: (نضج سلوي)
إعداد منتخب قاري يحتاج إلى مقومات، بداية الأمر يجب انتقاء لاعبين شباب وتدريبهم بمعسكرات متعددة، وإقامة مباريات ودية ورسمية بشكل متواصل من أجل أن ينضج الفكر السلوي لدى اللاعبين، وبعد نضج اللاعبين الصغار لا ضير من ضم عدد من اللاعبين السوريين من خارج سورية، وإقامة مباريات قوية خارجية مع منتخبات تتفوق علينا، ولا مانع من ضم لاعب مجنس للمنتخب، ويجب أن تكون خطة إعداده لثلاث سنوات على أقل تقدير، وقتها فقط نستطيع أن نقطف ثمار جهودنا بشكل جيد.

باشاياني مدرب سلة الجلاء: (شركات راعية)
يجب أن نبدأ بخطة طويلة ومدروسة، وأن نضع هدفاً أمامنا لخمس سنوات وبلاعبين اشبال وناشئين.
بصراحة يوجد لاعبون موهوبون بسورية وهم بحاجة إلى عمل وتحفيز وصقل، ولا يمنع إذا لم يكن لدينا لاعبون من أصحاب القامات الطويلة، أن نستعين باللاعبين الناشئين السوريين في المغترب، وممكن التجنيس في المركز (5)، مثل بقية الدول المجاورة، وطبعا التجنيس بعد العمل والتحضير للاعبين الناشئين حتى يصلوا لمرحلة الشباب، ويجب أن يكون لدينا صالات باركيه نظامية في جميع المحافظات، ومخصصة لكرة السلة فقط، في لبنان على سبيل المثال في أكثر من أربعين صالة باركيه لكرة السلة، إضافة لوجود الخطة العلمية التي تتضمن معسكرات ومباريات ومشاركة في جميع البطولات وعدم الوقوف عند النتيجة، وهذا يتطلب توافر الإمكانات المادية الجيدة، وهنا لابد من البحث عن شركات راعية لضمان استمرارية تحضيرات المنتخب.

أبو طوق مدرب الجيش: (مناخات ملائمة)
لكل عمل نريد القيام به لا بد من وجود تخطيط سليم وهدف نعمل عليه، فإعداد منتخب قاري ليس بالأمر السهل لكنه بالمقابل ليس مستحيلاً.
بداية يجب العمل على إعداد جيل جديد من اللاعبين الشباب وتأمين المناخات الملائمة لهم، من معسكرات جيدة ومباريات احتكاكية قوية، وضمان استمرارية العمل بالمنتخب بخطة تقارب السنتين، مع إمكانية المشاركة في جميع البطولات، مع نسيان النتائج الرقمية التي سيحققها المنتخب لكونه في فترة التحضير، ويجب ألا ننسى توافر الإمكانات المادية التي من خلالها نستطيع تأمين كل ما يلزم المنتخب.

ختاماً
تعلمنا في أدبياتنا أن الإنسان حاصد لما يزرعه وإذا أردنا أن نطبق هذا المثل على اتحاد السلة بخصوص منتخباته الوطنية فإننا نمنحه علامة الصفر، فالاتحاد لم يستطع أن يحقق أي نقلة نوعية بمنتخباته الوطنية منذ توليه لمهامه، لا بل لمسنا تراجعاً في السنوات الأخيرة كان آخرها خروجنا من تصفيات غرب آسيا بخفي حنين وخسارتنا المؤلمة أمام فلسطين، كان من المفروض أن تكون نتائجنا الأخيرة محطة تقييمة لاتحاد السلة للبحث عن أسباب تراجع منتخباته وعدم قدرته على إعداد منتخب يكفينا شر الانتكاسات والخيبات، عموماً لن نترحم على ما فات، واتحاد السلة أمام امتحان جديد لبيان مدى قدرته على إعادة الأمور لنصابها ووضع كل إمكاناته من أجل التأسيس لانطلاقة قوية يعيد من خلالها منتخباتنا الوطنية إلى الواجهة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن