رياضة

فارسا الشرق والشمال.. الجزيرة فعل وكلام والجهاد ليس بالإمكان أفضل مما كان

الحسكة – دحام السلطان :

بدأ العد التدريجي لاستحقاق الدوري بالنزول وهاهما الأشقاء الجيران، أسود الشرقية (الجزيرة)، وصقور الشمال (الجهاد)، ممثلا محافظة الحسكة اليوم ينتظرون حظيهما القادم في الدوري، حيث سيلعب الجهاد في مجموعة العاصمة والجزيرة سيتنافس مع أندية مجموعة اللاذقية، وعلى ذلك فإن الفريقين سيدخلان الدوري بإمكانات مما بقي لديهما من الناتج المحلي من اللاعبين الذين غادر بعضهم الحسكة والقامشلي إلى أندية الداخل، وهاجر القسم الأكبر منهم إلى خارج البلاد حيث الشهرة والرزق والمال الوفير.

ماذا عن الجزيرة؟
بعد عودة الفريق من المعسكر الخارجي الذي رصد الإداريون والفنيون فيه كل ما هو موجود بين أيديهم من لاعبين وأدوات وبالتفصيل الممل، وصرفت الإدارة على الفريق بسخاء لكي يكون مظهره لائقاً ويحافظ على اسم الجزيرة، وسخّرت كل ما هو متوفر بين أيديها لتضعه بخدمة الجهاز الفني، وأتبعت ذلك المعسكر الخارجي بمعسكر داخلي للفريق بالحسكة قبل أن يلعب ثلاث مباريات ودية اثنتين مع الجهاد في الحسكة والقامشلي، وثالثة مع الخابور (درجة ثانية)، وقيامها بصرف الراتب الأول للاعبين وكادرهم الفني بكتلة مالية تجاوزت الـ900 ألف ليرة سورية، والآن تبدو أمور الفريق الإدارية مريحة إلى حد بعيد ولا مشكلة تُذكر داخل الفريق، الذي اعتبره رئيس النادي فيصل الأحمد أنه يمتلك مواهب وأدوات فردية تُعتبر الأفضل على مستوى الدوري الكروي وأنديته..! ولكن تلك الأدوات تحتاج إلى توليف وتسخير بشكل جيد وانضباط تكتيكي بشكل أفضل داخل الملعب والابتعاد عن الأداء السلبي الذي لا يخدم إلا فريق الخصم، وبالتالي فإنه يبدو من خلال كلامه، أنه قذف بالكرة إلى ملعب جهازه الفني الذي يريده أن يكون بحجم ما يمتلك من أدوات، وذلك بالابتعاد عن التناقض والخلافات في الرأي، لتصحيح النية وصفائها بين الطرفين من الداخل والخارج قبل الدخول إلى الدوري الذي من المتوقع أن تكون مفرداته عصيبة على الجزيرة وخصوصاً ما يتعلق بالناحية المالية المخصصة من المكتب التنفيذي التي لا تفي بالغرض للصرف على إقامة وتنقل وإطعام الوفد المشارك في رحلة الدوري الذي حدد مركزياً بـ30 شخصاً فقط استناداً إلى كلام رئيس النادي الذي جاءته التوجيهات.

الجهاد واقع يتحدث
في الحديث عن صقور الشمال (الجهاد) الذين كانوا بعبعاً مرعباً في الدوري لأيام خلت، فإن اليوم اختلفت الحسابات في الفريق الأبيض الذي عانى ما عانى بدءاً من غياب الاستقرار الإداري والذي انعكس سلباً على الأداء الفني بشكل أثر كثيراً في رتم الفريق وجاهزيته بالشكل الصحيح اعتباراً من الموسم الماضي، والحقيقة التي كاشفت الجهاد بصراحة مرة اليوم تكمن في معطيات الواقع الذي هو من سيتحدث عن نفسه، وأسهم بشكل مباشر من خلال هجرة الكوادر الجهادية بعيداً عن رياضة الفريق من فنيين وإداريين ولاعبين، الأمر الذي قصم ظهر بعير الجهاد وأسهم في رفع سقف المعاناة لديه كثيراً، لذلك فإن الإدارة أخذت على عاتقها واتفقت بشكل نهائي بالاعتماد حتى على لاعبي الأحياء الشعبية لسد النقص الحاصل بالفريق الذي ستدخل فيه الدوري، ولا خيارات أخرى لديها دون ذلك وكل ما استطاعت أن تفعله، وهي تشكر على ذلك بالمحافظة على النجم جومرد موسى والحارس عماد عيسى وجلب المخضرم قذافي عصمت الذين ستعتمد عليهم بوجود أحمد السيخ ورفاقه ليكونوا بيضة القبان في الفريق، وعملت أيضاً على التعاقد مع مدافع الجزيرة ماهر الظاهر الذي خاض مع الجزيرة المعسكر الدمشقي وأثبت معهم كفاءة ونجاحاً متميزاً، لكن الجزراويين اختلفوا مع اللاعب من أجل مبلغ (تافه) لا يتجاوز الـ5 آلاف ليرة سورية ليجد الجهاد بانتظاره، وكذلك الأمر بالنسبة لمواطنه الجزراوي عبد القادر علوش الملتزم حالياً مع الجهاد بعد أن رفضه الجزيرة، وهذه مفارقات تؤخذ على إدارة الجزيرة التي استغنت عن لاعبين كانوا من ضمن الذين اعتمدت عليهم في المعسكرين الخارجي والداخلي، وتعاقدت مع لاعبين كانوا خارج الحسابات..! وعيون الجهاد اليوم باتجاه لاعب وسط الجزيرة رستم علي المختلف مع إدارة ناديه لضمه إلى الفريق الذي ستدخل به الدوري لأن ملتزم بعقد للموسم الحالي مع الجزيرة لكن الخلاف المالي لا يزال قائماً بينهما.
بقي أن نقول بأن الجهاد وسط هذه الظروف التي يعيشها، سيلعب بورقة أخيرة ربما هي عنده أكثر من غيره من الأندية وهي ورقة الحماس والانتماء والولاء للقميص وهي التي ستراهن عليها في البقاء بين الأقوياء..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن