سورية

روسيا كثفت غاراتها ضد داعش.. واستهدفته بصواريخ مجنحة … بوتين يدعو لوضع خطة مشتركة مع فرنسا لمحاربة الإرهاب ويتفق مع هولاند على زيادة التنسيق حول سورية

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى وضع خطة مشتركة مع فرنسا لإجراء عملية مشتركة في سورية من البحر والجو ضد الإرهاب، بعد أن أعلن الكرملين وللمرة الأولى أن قنبلة انفجرت وأسقطت طائرة الركاب الروسية التي تحطمت في سيناء بمصر، ليوجه سلاح الجو الروسي سلسلة ضربات مكثفة على مواقع داعش في سورية، وتبدأ قاذفات إستراتيجية روسية بعيدة المدى المشاركة في توجيه الضربات.
وفي هذا الوقت اتفق الرئيسان الروسي والفرنسي فرنسوا هولاند على زيادة التنسيق العسكري والاستخباراتي حول سورية بعد اعتداءات باريس وتفجير طائرة الركاب الروسية، بحسب ما أفاد الكرملين أمس. وقال الكرملين في بيان أعقب مكالمة هاتفية بين بوتين وهولاند: «لقد تم الاتفاق على إجراء اتصالات وتنسيق أقوى بين الأجهزة العسكرية والأمنية في البلدين فيما يتعلق بالعمليات التي يشنها البلدان ضد التنظيمات الإرهابية».
هذا وطالب بوتين وزارة الدفاع الروسية خلال اجتماع في مركز عمليات القوات الروسية بتنسيق ضرباتها الجوية مع حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي تتجه حالياً إلى قبالة السواحل السورية.
من جانب آخر، أكد الرئيس الروسي أن الهدف من الغارات الروسية على مواقع التنظيمات الإرهابية في سورية، يكمن في الدفاع عن مواطني روسيا.
وأمر الرئيس الروسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتكثيف الغارات على مواقع الإرهابيين في سورية، لكي يدرك مسلحو تنظيم داعش الإرهابي أن «الانتقام لا مفر منه»، في إشارة إلى تورط الإرهابيين في تفجير الطائرة الروسية في سيناء.
وفي معرض تعليقه على أهداف العملية الروسية في سورية قال بوتين خلال اجتماع عقده مساء أمس مع قادة الوحدات القتالية المشاركة في العملية: «إنكم، بتنفيذ المهمات القتالية في سورية، تعملون على حماية روسيا ومواطنيها. وإنني أريد أن أشكركم على خدمتكم وأتمنى لكم النجاح».
هذه ووجه سلاح الجو الروسي أمس سلسلة ضربات مكثفة على مواقع داعش في سورية.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عند تقديمه تقريراً للرئيس بوتين حول الضربات الروسية الأخيرة في سورية: إن «عدد الطلعات القتالية للطائرات الروسية المشاركة في العملية الجوية بسورية تضاعف، وهذا ما يتيح توجيه ضربات دقيقة قوية إلى إرهابيي داعش في عمق الأراضي السورية». وأعلن شويغو عن توجيه 4119 ضربة صاروخية وبالقنابل على مواقع ومراكز قيادة التنظيمات الإرهابية في سورية منذ الـ30 من أيلول الماضي أسفرت عن تدمير 54 مصنعاً لإنتاج الذخائر والمواد المتفجرة للإرهابيين.
كما أعلن شويغو عن بدء مشاركة قاذفات إستراتيجية روسية بعيدة المدى في توجيه الضربات إلى مواقع داعش في سورية، موضحاً أن الحديث يدور عن طائرات « تو – 160» و«تو – 95 إم إس» و«تو – 22 إم3» تابعة للطيران الروسي بعيد المدى. وأوضح أن 12 قاذفة روسية إستراتيجية من طراز «تو – 22 إم 3» شاركت فجر أمس في توجيه الضربات إلى معاقل داعش في الرقة. ومن ثم قامت طائرات «تو – 160» و«تو – 95 إم إس» بإطلاق 34 صاروخاً مجنحاً على مواقع الإرهابيين في ريفي حلب وإدلب.
بدوره قال قائد الطيران الروسي بعيد المدى أناتولي جيخاريف في سياق تقديم تقريره للرئيس بوتين أن طائرات «تو – 160» و«تو – 95 إم إس» في سياق مشاركتها في العمليات بسورية بقيت في الجو لمدة تجاوزت 8 ساعات، فيما قطعت طائرات «تو – 22 إم3» مسافة تجاوزت 4500 كيلو متر. كما دمرت القوات الجوية الفضائية الروسية، 140 هدفاً لتنظيم داعش في سورية.
وقالت هيئة الأركان الروسية: إن إطلاق الصواريخ المجنحة الروسية أسفر عن تدمير 14 موقعاً مهماً للإرهابيين في سورية، وأنه يتم تعزيز مجموعة الأقمار الصناعية الروسية في المدار لرصد تحركات الإرهابيين في سورية وتابعت الهيئة أن الغارات الروسية ساعدت الجيش العربي السوري في بدء التقدم على طول خط الجبهة، وكشفت أن موسكو أبلغت أميركا مسبقاً بالغارات المكثفة في سورية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أميركي، قوله إن روسيا أخطرت الولايات المتحدة الأميركية في وقت سابق بأنه سيتم قصف مواقع تنظيم داعش قرب مدينة الرقة بصواريخ مجنحة تطلقها سفن حربية روسية وبصواريخ تطلقها القاذفات الإستراتيجية.
جاء ذلك بعد أن أعلن الكرملين أمس وللمرة الأولى أن قنبلة انفجرت وأسقطت طائرة الركاب الروسية التي تحطمت في سيناء بمصر في 31 تشرين الأول ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها.
وخلال اجتماع عقد في الكرملين برئاسة بوتين، قال رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي الكسندر بورتنيكوف: إنه تم العثور على آثار متفجرات أجنبية الصنع في أجزاء من الطائرة المتحطمة وفي متعلقات شخصية لركاب.
وقال بورتنيكوف: «وفقا لتحليل أجراه خبراؤنا انفجرت قنبلة بدائية تحتوي على ما زنته كيلوجرام من مادة (تي. إن. تي) خلال الرحلة الأمر الذي أدى إلى تحطم الطائرة في الهواء وهو ما يفسر سبب انتشار أجزاء من جسم الطائرة على مسافة واسعة بهذا الشكل». وتابع قوله: «يمكننا القول بكل تأكيد إنه عمل إرهابي».
وأمر بوتين أجهزة المخابرات بملاحقة المسؤولين عن تفجير الطائرة وقال إن مساعي تقديمهم للعدالة ينبغي أن تستمر بلا هوادة. وقال «سنبحث عنهم في كل مكان يمكن أن يختبئوا فيه. سنعثر عليهم في أي مكان على الكوكب وسنعاقبهم».
في سياق متصل أعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، أن موسكو تنفذ عملية عسكرية جوية في سورية ولا تدرس القيام بعملية برية ضد معاقل الإرهابيين في هذا البلاد
وقال بيسكوف رداً على سؤال صحفي عن الخطط العسكرية المستقبلية لروسيا في سورية: إن «الرئيس بوتين صرح مراراً أن عملية روسيا ستقتصر فقط على العنصر العسكري الجوي ولا يدور الحديث عن عملية عسكرية برية».
وأكد: «فضلاً عن ذلك أريد التذكير بأن عملية القوات الفضائية الجوية الروسية تنفذ دعما لهجوم القوات المسلحة السورية البرية بالذات».
أ ف ب – روسيا اليوم – سبوتنيك – رويترز – سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن