سورية

ماكين وجراهام دعوا لإرسال 10 آلاف جندي أميركي للمساندة في محاربة داعش … «كومندوس» بريطاني إلى سورية.. والإمارات مستعدة للمشاركة بتدخل بري.. والمانيا ستساعد فرنسا عسكرياً

وكالات :

كشفت مصادر عسكرية بريطانية أمس، أن لندن أرسلت قوات برية خاصة (كومندوس) إلى سورية لاستهداف تنظيم داعش الإرهابي. وأعلنت الإمارات استعدادها للمشاركة في أي جهد دولي «يتطلب تدخلاً برياً» لمكافحة الإرهاب.
في الأثناء دعا العضوان الجمهوريان في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين ولينزي جراهام، إلى زيادة قوات بلادهم إلى ما يقرب من 10 آلاف جندي في كل من سورية والعراق.
وكشفت مصادر عسكرية بريطانية أمس وفق ما نقله الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن لندن أرسلت قوات خاصة إلى سورية لاستهداف قائمة بأسماء أبرز 20 قيادياً في تنظيم داعش. وأعطى زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، لنواب حزبه حرية التصويت بشأن مشاركة بريطانيا في الضربات الجوية في سورية، ما يرجح حصول كاميرون على تأييد مجلس العموم رغم معارضة كوربن شخصياً لذلك.
وذكرت صحيفة «إكسبريس» البريطانية أن من بين قيادات داعش المستهدفين بالحملة 10 بريطانيين، ومنهم سالي جونز من مدينة تشاثام، والتي اعتنقت الإسلام وتستخدم اسم سكينة حسين، وتعتبر ضمن العناصر المهمة في استقطاب المجندات إلى داعش. وأضاف: إن القوات البريطانية هي جزء من الجهود التي تستهدف القضاء على التنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى أن مهمة القوات استهداف المتطرفين البريطانيين الرئيسيين، وقدرت الصحيفة عدد البريطانيين الذين يقاتلون إلى جانب داعش بنحو 700.
وفي الإطار ذاته، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وفق ما نقلت عنه الوكالة الفرنسية، استعداد بلاده للمشاركة في أي جهد دولي «يتطلب تدخلاً برياً» لمكافحة الإرهاب، مخصصاً جانباً أساسياً من تصريحاته للأزمة السورية، ومشدداً على أن «دول المنطقة تحمل جزءاً من العبء»، واعتبر أنه «لا مجال لتدخل أجنبي كالتدخل الأميركي لتحرير الكويت حيث لم يعد هذا السيناريو مجدياً».
وأضاف: «نحن نعمل من خلال تجربة الإمارات على تقديم المساعدة في مواجهة التطرف كوننا جزءاً من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب».
والإمارات جزء من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش، والذي ينفذ غارات في سورية والعراق منذ صيف 2014. وتقتصر مساهمة الإمارات ومعظم الدول العربية، على غارات في سورية.
وأعرب قرقاش، بحسب الوكالة الفرنسية، عن «قلقه تجاه الإستراتيجية العالمية لمحاربة الإرهاب التي لم تعد مجدية أو كافية»، وأكد أن «حل الأزمة السورية هو مفتاح نجاح هذه الحرب».
وتعليقاً على الضربات الجوية الروسية في سورية، اعتبر قرقاش أن أي تدخل «سيعقد المشهد سواء كان روسيا أم من أي طرف آخر، غير أننا نتفق على أن أحداً لن يستاء من القصف الروسي لـداعش أو القاعدة فهو قصف لعدو مشترك».
من جانبها، أعربت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليان وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، عن انفتاحها على مشاركة قوات حكومية سورية في محاربة داعش لتنضم بذلك إلى موقف فرنسا.
وكانت ألمانيا قد أعلنت الأحد الفائت أنها تنوي نشر نحو 1200 جندي ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال داعش في سورية. ومن المقرر أن يصادق مجلس الوزراء الألماني رسمياً اليوم على الخطوط العريضة لهذا التدخل العسكري قبل طرحه لتصويت النواب وقد وعدت برلين بالتحرك سريعاً.
واكتفت برلين حتى الآن بإرسال نحو مئة عسكري لتدريب وتجهيز المقاتلين البشمركة الأكراد الذين يواجهون داعش.
وفي سياق متصل، دعا ماكين وجراهام، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عنهم، إلى زيادة قوات بلادهم في العراق إلى ثلاثة أمثال مستواها الحالي أي ما يقرب من عشرة آلاف جندي، وإرسال عدد مساو من الجنود إلى سورية في إطار قوة برية متعددة الجنسيات لمواجهة داعش في كل من الدولتين.
وانتقد ماكين وجراهام، الإستراتيجية التي ينتهجها الرئيس باراك أوباما بشأن التنظيم، والتي تعتمد على الضربات الجوية والدعم المتواضع للقوات البرية المحلية في العراق وسورية، واعتبرا: «إن الهجمات التي وقعت في باريس هذا الشهر أكدت ضرورة زيادة التدخل الأميركي».
وأضاف جراهام الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري له في انتخابات الرئاسة، أن «الوسيلة الوحيدة لتدمير داعش هي باستخدام عنصر بري. القصف الجوي لا يغير مسار معركة».
وكان ماكين قد اقترح في الآونة الأخيرة تدخل قوة برية أوروبية وعربية في سورية يدعمها عشرة آلاف مستشار ومدرب أميركي يمكنهم تقديم دعم لوجستي ومخابراتي لقوة مقترحة قوامها 100 ألف فرد من دول عربية سنية مثل مصر وتركيا والسعودية. وقال جراهام إنه سيتم أيضاً ضم قوات خاصة. واعتبر ماكين أن حشد الحلفاء العرب للمساهمة في القوة البرية المقترحة في سورية أمر ممكن ولكنه ليس سهلاً.
في حين، حذر خبراء أميركيون في مكافحة الإرهاب من أن إرسال قوات برية قد يؤدي إلى نتائج عكسية من خلال تعزيز زعم داعش بأنه يدافع عن الإسلام في مواجهة هجوم من الغرب.
وفي العراق حيث يقوم حالياً نحو 3500 جندي أميركي بتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية، قال جراهام: إن زيادة الوجود الأميركي ستشمل مراقبين جويين ومعدات طيران بالإضافة إلى قوات خاصة.
وكان مكين وجراهام قد اجتمعا في وقت سابق مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي قالا إنه رحب بفكرة زيادة عدد القوات الأميركية.
على حين، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي إن العبادي لم يطلب قوات أميركية مقاتلة على الأرض ولكن طلب مزيداً من الأسلحة والمستشارين لزيادة الدعم الجوي للقوات العراقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن