سورية

الجولان لن يكون إلا عربياً سورياً مهما طال ليل الاحتلال

| بقعاتا المحتلة – عطا فرحات

34 عاماً على قرار الكنيست الصهيوني بضم الجولان لكيانه، القرار الذي أسقطه أبناء الجولان بفضل صمودهم وتمسكهم بهويتهم العربية السورية، فكان شعار لا بديل من الهوية السورية هو الأساس والمنية ولا الهوية الإسرائيلية.
ورغم سقوط القرار دوليا وعلى الأرض إلا أن الكيان لم يتوقف عن محاولاته تهويد الجولان أرضاً وسكاناً، وزادت وتيرة هذه المحاولات خلال العامين الماضيين استغلالاً للوضع الداخلي السوري وبهدف إقناع السكان بأن سقوط سورية وتقسيمها بات لا بد منه وأن عليهم اللجوء إلى إسرائيل، لكونها الوحيدة الحضن الآمن. فكان الإعلام الصهيوني أول المروجين للرواية الإسرائيلية بتزايد عدد السكان السوريين الطالبين للجنسية الإسرائيلية الأمر الذي لا صحة له، تلاه عدة تصاريح لأعضاء كنيست من اليمين الصهيوني بأن السكان باتوا يطلبون جنسية المحتل، فكان الرد الجولاني أقوى مما توقعوا فكانت ساحات الجولان هي الأساس لأي استفتاء وطني فالأعداد الكبيرة التي كانت تخرج لتشارك بالمناسبات الوطنية هي الصوت الحقيقي المعبر عن الجولان وأهله.
فدروس التاريخ علمتنا أن الاحتلال عندما يخسر المعركة يكون أشرس وأكثر دموية فمشروعه الكبير بخلق منطقة عازلة على أرض الجولان أسقطه الجيش العربي السوري فوجه حقده وسمومه إلى أهالي الجولان في محاولة جديدة لثنيهم عن موقفهم الصامد. فكانت حملة الاعتقالات مطلع العام المنصرم التي طالت العشرات وأهمها اعتقال عميد الأسرى السوريين صدقي المقت المرحلة الأولى في محاولة الترهيب الذي كان الرد عليها مفاجئاً للمحتل بحادثة سيارة الإسعاف الصهيونية التي تصدى لها أبناء الجولان ليؤكدوا أن من يقتل أبناء شعبنا ومن يساعده هو عدونا الأصيل وما العصابات المسلحة إلا الوكيل للمحتل.
واليوم وبعد عقود على القرار لا بد للمحتل أن يفهم أن ساحات الجولان التي يزينها صرح لقادة سوريه وأبطال الاستقلال والأرض التي عمدت بدماء الآباء والأجداد لن تكون إلا عربية سورية وأبناؤها لن يكونوا إلا الأوفياء لتراب وطنهم الغالي.
فأبطال تشرين أبناؤهم اليوم يذودون عن تراب سورية وأبطال الجولان الذين تصدوا للمحتل في بداية الاحتلال لا يزال أبناؤهم يحملون راية الآباء والأجداد.
وتبقى الرسالة للمحتل أن الجولان لن يكون إلا جزءاً من الجمهورية العربية السورية مهما سننتم من قرارات وبطشتم في جبروتكم فحماة الديار وحدهم من كانت لهم كلمة الحسم في الميدان والجولان ساحته وحدها التي تحسم ولن يكون إلا عربياً سورياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن