الأولى

«أحرار الشام» تتراجع أمام جبهة النصرة … «طالبان» ثانية في إدلب

| إدلب- الوطن

«بعد الحريات العامة التي كنا ننعم بها في ظل الدولة السورية، باتت حياتنا تشبه تماماً حياة الأفغان تحت حكم حركة طالبان باستثناء حظر التلفزيون الذي نعتقد أن بياناً سيصدر لتحريمه قريباً»، يقول أحد سكان مدينة إدلب لـ«الوطن».
آخر من سكان مدينة أريحا يوافق على ما سبق ويقول: «ما عاد بمقدورنا ممارسة طقوس حياتنا ومعاملاتنا اليومية دون الرجوع إلى الأحكام الشرعية التي يصدرها ويفرض تطبيقها ما يدعى «جيش الفتح» بزعامة جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، والتي كرست نمط حياة متشدداً غريباً عن عاداتنا وتقاليدنا وإسلامنا الوسطي السمح».
ويوضح أحد أبناء قرى جبل الزاوية الأمر بقوله: «لعب ورق الشدّة الذي هو من أهم عادات قضاء وقت فراغنا، بات ممنوعاً وبقرار شفهي من المحكمة الشرعية لـ«النصرة»، كما أن الألعاب الشعبية التي كنا نمارسها باتت من مخلفات الماضي الذي يتوجب علينا مقاطعته لتعارضه مع التعاليم الجديدة، ونخشى إغلاق المدارس وتحويلها جميعها إلى مدارس شرعية فقط»!.
وأمس الأول أصدر «جيش الفتح» ممثلاً للمجموعات المسلحة «المعتدلة»، بحسب تصنيف الدول الداعمة للإرهاب، قراراً صب في سياق «أفغنة» إدلب «الطالبانية» بفرض اللباس الشرعي الطويل والواسع الفضفاض ذي اللون الأسود أو البني الغامق أو الكحلي الغامق والخالي من الزينة على نساء المحافظة ريفاً ومدينة على أن يتم إحالة ولي أمر «الأخت» المخالفة إلى المحكمة لمحاسبته، وهو ما لاقى ردود فعل غاضبة من عامة الناس وحتى بين المسلحين أنفسهم».
مصدر معارض مقرب من حركة «أحرار الشام الإسلامية» يقول لـ«الوطن»: إن نفوذ الحركة وقيمها تراجعت بشكل كبير أمام مد نفوذ «النصرة» التي تحتكر سن التشريعات وإصدار الأوامر والقرارات باسم «فتح إدلب» وبما يناسب قناعاتها ونهجها المتشدد الغريب عن المجتمع المحلي وبدعم خارجي يفرض إسلامه وهواه الذي يريد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن