سورية

دي ميستورا يطلب من الائتلاف لقاءه في أسطنبول.. وروبنشتاين يغادر موسكو اليوم إلى تركيا والسعودية

فيما كانت المشاورات الروسية الأميركية حول سورية تنطلق، كانت الدبلوماسية الأميركية تعلن نيتها دعم التسوية السياسية في أوكرانيا، في مؤشر جديد يعكس التوافق بين موسكو وواشنطن عقب لقاءات سوتشي بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وبدأت أمس مشاورات بين خبراء روس وأميركيين على رأسهم مبعوث الولايات المتحدة الخاص للشؤون السورية دانييل روبنشتاين حول سبل دفع التسوية السياسية للوضع في سورية.
وبينت وزارة الخارجية الأميركية أن روبنشتاين سيتحدث خلال جولته عن ضرورة «انتقال سياسي ثابت في سورية على أساس اتفاقات جنيف وكذلك عن استمرار التعاون مع قيادة المعارضة السورية المعتدلة»، في إشارة على ما يبدو إلى توقع الأميركيين ضغوطاً روسية لإلغاء برنامج التدريب الذي أطلقته واشنطن لمن تصفهم بـ«المسلحين المعتدلين» في المعارضة السورية، في عدد من دول المنطقة.
وأعلنت الخارجية الأميركية أن روبنشتاين خطط، قبل الوصول إلى موسكو، لزيارة جنيف حيث تستمر المشاورات بين المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وممثلين عن القوى السياسية والمدنية السورية المختلفة.
ومن المقرر أن يتوجه روبنشتاين بعد موسكو إلى تركيا والسعودية حيث سيواصل المباحثات حول الأزمة السورية مع سلطات البلدين وممثلين عن المعارضة السورية. وأفاد المستشار الصحفي للسفارة الأميركية في موسكو ويل ستيفينس بأن المشاورات الأميركية الروسية قد تستمر حتى اليوم، على أن تستمر جولة روبنشتاين الإقليمية حتى تاريخ 27 من الشهر.
وكانت لقاءات سوتشي قد تطرقت إلى تسوية الأزمة السورية، حيث أعلن كيري بعد اجتماع ست الساعات مع بوتين ولافروف عن التوصل إلى اتفاق «دراسة مفاهيم محددة» لتسوية الوضع في سورية، وكذلك «الاستمرار في هذا الحوار خلال الأسابيع القادمة بطريقة فعالة أكثر»، على حين أعلن رئيس الدبلوماسية الروسية عن تقارب في المواقف بين بلاده والولايات المتحدة حول سبل تسوية الأزمة في سورية مشيراً إلى أن «كلا الطرفين على يقين بأن العملية السلمية في سورية يجب أن يقودها السوريون أنفسهم وأن يكون لجميع الجهات المعنية تمثيل في هذه العملية».
وبينما كان روبنشتاين يجري مشاوراته مع نظرائه الروس حول الأزمة السورية، كانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا وأوراسيا فيكتوريا نولاند تبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين الأزمة الأوكرانية. وقبل المباحثات أعلنت نولاند نية بلادها دعم التسوية السياسية في أوكرانيا. إلا أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي رياكوف الذي عقد جلسة مباحثات مع نولاند ألقى ظلالاً من الشك حول وجود تحول في الموقف الأميركي من الوضع في أوكرانيا. واعتبر أن واشنطن تبدي اهتماماً ليس فقط بالمشاركة في «رباعية النورماندي»، بل وكذلك في مجموعة الاتصال الخاص بتسوية الأزمة الأوكرانية وأضاف: «إلا أننا لا نرى جدوى في ذلك».
وتضم رباعية النورماندي زعماء كل من روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا.
في غضون ذلك أبحرت سفينة الحراسة الروسية «بيتليفي» أمس من ميناء سيفاستوبول متوجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث ستنضم إلى مجموعة السفن الروسية الدائمة في المنطقة.
ومن المقرر أن تحل السفينة «بيتليفي» محل سفينة الحراسة «لادني» في مجموعة السفن التي تشارك حالياً في المناورات الروسية الصينية.
وقبل يومين انطلقت المرحلة الرئيسية لمناورات «التعاون البحري – 2015» الروسية الصينية المشتركة التي تستمر لنهاية الأسبوع الجاري.
وتشارك في المناورات 9 سفن صينية بينها فرقاطتا «ليني» و«واي فان» وسفينة مساعدة. أما الجانب الروسي فيمثله في المناورات الطراد «موسكو» الحامل للصواريخ والسفينة «لادني» وسفينتا الإنزال «ألكسندر بوتراكوفسكي» و«ألكسندر شابالين» بالإضافة إلى سفينة «سموم» العاملة بالوسادة الهوائية وقاطرة بحرية. وبالترافق مع المشاورات الأميركية الروسية والمناورات الروسية الصينية في المتوسط، كثفت دول خليجية من حوارها مع موسكو، حيث استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف سفير روسيا الاتحادية لدى المملكة أوليغ أوزيروف. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «و. ا. س» أنه جرى خلال الاستقبال استعراض آفاق التعاون بين البلدين.
كما توجه وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد سليمان الجار اللـه أمس إلى موسكو، تلبية لدعوة من نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف لعقد الجولة الثانية للمباحثات السياسية بين البلدين.
واللافت أن عودة الحياة إلى قنوات الاتصال الخليجية الروسية جاءت عقب لقاءات سوتشي، وقمة كامب ديفيد ما يشير إلى احتمال أن يكون الرئيس الأميركي باراك أوباما قد نصح ضيوفه الخليجيين بإعادة التواصل مع موسكو.
في غضون ذلك طلب المبعوث الأممي إلى سورية من الائتلاف المعارض الاجتماع به في مدينة اسطنبول التركية.
وذكر موقع «زمان الوصل» المعارض أن طلب دي ميستورا سلم رسمياً لأمين عام الائتلاف يحيى مكتبي، ناقلاً عن مصادر لم يحدد هويتها، أن موعد اللقاء خلال الأيام القليلة القادمة.
وكان الائتلاف قرر مقاطعة المشاورات التي أطلقها دي ميستورا في جنيف حول الأزمة السورية. وسلم رئيس الدائرة القانونية بالائتلاف هيثم المالح دي ميستورا رسالة احتجاج من الائتلاف على خلفية دعوته إيران لحضور المشاورات.
وأشارت المصادر وفقاً للموقع، إلى أن طلب المبعوث الأممي «يعني الكثير» للمعارضة السورية، التي وضعت دي ميستورا، في موقف محرج بعد مقاطعة القوى الفاعلة فيها مشاورات جنيف.
وكان دي ميستورا، قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر، أن مشاورات جنيف التي بدأت في الرابع من أيار الجاري، تضم 40 طرفاً من كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فضلاً عن وفد الحكومة السورية، و20 لاعباً دولياً من منظمات ودول الأمم المتحدة ودول الجوار، بينها إيران.
إلا أن 31 مجموعة مسلحة أعلنت رفضها تلبية دعوة ‏دي ميستورا للمشاركة في مشاورات «جنيف»، بينها: (جيش الإسلام – حركة أحرار الشام – جبهة الأصالة والتنمية – فيلق الشام – جيش الفاتحين – كتائب نور الدين الزنكي – جيش اليرموك).
من جهة أخرى قللت صحيفة «الغارديان» البريطانية من أهمية مشاورات جنيف، معتبرةً أنها «لا تعدو كونها محاولة دبلوماسية كلاسيكية للمحافظة على استمرار قنوات التواصل مفتوحة في ظل الواقع المرتبك، وذلك أملاً في الاستفادة منها حال تغير الواقع وظهور أي فرص جديدة».
(روسيا اليوم – أ ش أ)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن