سورية

يواجه أكبر تحدٍ له في الانتخابات الرئاسية.. والمعارضة تعتبرها فرصة لها … عشية الاجتماع الرباعي في موسكو.. أردوغان يجدد التأكيد على مواصلة عدوانه على سورية!

| وكالات

جدد رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان نيته مواصلة عدوان جيشه وفصائله على الأراضي السورية، وذلك عشية اجتماع وزراء خارجية سورية وتركيا وروسيا وإيران المقرر غداً الأربعاء في موسكو في إطار مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، يأتي ذلك في وقت يواجه فيه أردوغان أصعب تحدٍ سياسي له حتى الآن عندما تصوت البلاد في الانتخابات الرئاسية والتشريعية هذا الشهر، إذ تشعر المعارضة أن فرصتها قد حانت لتغيير سياساته وإنهاء حكمه المستمر منذ عقدين.
وخلال مراسم حفل تعيين 45 ألف معلم في قطاع التعليم جرى في مركز خليج للمؤتمرات في مدينة إسطنبول، قال أردوغان الذي يحتل جيشه وفصائل موالية له عدة مدن وبلدات وقرى في شمال سورية: «سنواصل بحزم معركتنا ضد «التنظيمات الإرهابية» والقوى التي تقف وراءها»، وذلك حسبما ذكرت وكالة «الأناضول» الرسمية أمس.
وأضاف: «سنجفف مستنقع الإرهاب بالكامل شمالي العراق وسورية كما أوشكنا على تجفيفه داخل أراضينا».
ويشير أردوغان بمصطلح «التنظيمات الإرهابية» إلى ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تنتشر في شمال سورية وتصنفها إدارته «تنظيماً إرهابياً» وكذلك إلى حزب العمال الكردستاني.
والسبت الماضي، نقلت «الأناضول» عن أردوغان، قوله في مقابلة تلفزيونية: أن «عملياتنا العسكرية ما وراء الحدود لم تنته بعد، ننتظر الوقت المناسب فحسب»، في إشارة إلى الاعتداءات التي يشنها جيشه والفصائل الموالية له على شمال سورية والعراق.
في الأثناء، رجح وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو أن يتم اللقاء بين الرئيس بشار الأسد وأردوغان خلال العام الجاري، وذلك عقب الاجتماع الوزاري الرباعي مع سورية وروسيا وإيران على مستوى وزراء الخارجية المقرر عقده غداً الأربعاء في العاصمة الروسية موسكو.
وفي معرض رده على سؤال حول احتمال إجراء لقاء بين الرئيس الأسد وأردوغان بعد لقاء وزراء خارجية كل من سورية وتركيا وروسيا وإيران في موسكو غداً، قال تشاووش أوغلو: «المرحلة التالية هي لقاء للرئيسين، وآمل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وسيتم اللقاء خلال العام الجاري»، وذلك حسبما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أمس.
وفي وقت سابق، قال تشاووش أوغلو: إنه من المقرر عقد اجتماع وزراء خارجية سورية وتركيا وروسيا وإيران لحل الوضع في سورية وتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، في العاشر من الشهر الجاري في موسكو.
بموازاة ذلك، تحدث المرشح لانتخابات الرئاسة التركية عن حزب «السعادة» التركي مصطفى كايا في تصريح نقله موقع «الميادين نت» حول علاقات بلاده مع سورية، وقال كايا: إنه مع الأسف «الحكومة التركية نظرت إلى سورية بمنظار الولايات المتحدة لجهة حتمية رحيل الحكومة السورية»، مشيراً إلى أن تُركيا في «معضلة الآن بما يتعلق بالقضية السورية التي طالت تأثيراتها الجميع بما في ذلك تركيا».
ويواجه أردوغان أصعب تحد سياسي له حتى الآن عندما تصوت البلاد في الانتخابات هذا الشهر، إذ تشعر المعارضة أن أفضل فرصة لها حتى الآن قد حانت لإنهاء حكمه المستمر منذ عقدين وتغيير سياساته.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار الجاري، مع احتمال إجراء جولة ثانية في 28 من الشهر نفسه، بينما الانتخابات لن تحدد فقط من سيقود البلاد بل طريقة حكمها، وإلى أين يتجه اقتصادها ومسار سياساتها الخارجية.
وحسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية يحذر مديرو الصناديق الأجنبية من أن إعادة بناء الاقتصاد التركي واستعادة مصداقيته بين المستثمرين الأجانب ستكون مهمة صعبة للغاية، بغض النظر عمّن سيفوز في الانتخابات، وفي حين يقولون إن التغيير ضروري، يحذّر البعض من أن المستثمرين سيُهمَّشون، حتى لو فازت المعارضة في الانتخابات، إلى حين إثبات التحالف قدرته على إحداث تغيير مستدام.
وحسب موقع «سكاي نيوز» ركَّز أردوغان السلطة حول رئاسة تنفيذية، مقرها قصر يضم ألف غرفة على مشارف أنقرة، وترسم السياسة فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية والمحلية والدولية للبلاد.
ويقول منتقدوه إن حكومته كممت أفواه المعارضة وقوضت الحقوق وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، وهو اتهام ينفيه المسؤولون الذين يقولون إنها وفرت الحماية للمواطنين في مواجهة تهديدات أمنية من بينها محاولة انقلاب عام 2016.
ويقول خبراء الاقتصاد إن دعوات أردوغان لخفض أسعار الفائدة أدت إلى ارتفاع التضخم لأعلى مستوى في 24 عاماً عند 85 بالمئة العام الماضي، كما أدت لهبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدار العقد الماضي.
في حين تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع 4 أحزاب أصغر خلف برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات التي يتسم بها حكم أردوغان.
وتظهر أحدث استطلاعات الرأي أن زعيم الحزب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو يتقدم على أردوغان الذي تضررت شعبيته بسبب أزمة غلاء المعيشة الناجمة عن التضخم المتفشي، ويقول محللون إن الجبهة الموحدة التي قدمتها المعارضة عززت فرصها.
وأشارت استطلاعات الرأي الأولية منذ الزلزال إلى تمكن أردوغان من الاحتفاظ بتأييده الشعبي إلى حد بعيد على الرغم من الاتهامات ببطء استجابة الحكومة للكارثة والتساهل في فرض لوائح البناء التي ربما كانت ستنقذ الأرواح.
وستظل كيفية حشد المعارضة لتأييد الأكراد، الذين يمثلون 15 بالمئة من الناخبين، نقطة أساسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن