الأولى

تكليف نواب وزراء الخارجية لإعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين سورية وتركيا … «الرباعية الوزارية»: التأكيد على سيادة سورية ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله

| الوطن

مؤشرات إيجابية خرجت عن اجتماع موسكو الرباعي لوزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، كشفت عنها الصور التي جمعت للمرة الأولى منذ 12 عاماً وزيري الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، والبيان الصحفي الصادر عن الاجتماع والذي كان واضحاً في تأكيده على المناخ الإيجابي الذي كان سائداً.

وللمرة الأولى منذ بداية الحرب على سورية جلس وزيرا الخارجية السوري والتركي إلى طاولة مباحثات واحدة، وجرت مصافحة بين الجانبين، كشفت عن الرغبة التركية الكبيرة بإعادة العلاقات مع سورية، وربما في جانب منها استثمار هذه الصورة انتخابياً.

البيان الصحفي الذي صدر عقب الاجتماع الممتد لأكثر من ساعتين أكد على سيادة سورية ووحدة أراضيها ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وطالب بضرورة زيادة المساعدة الدولية لسورية لمصلحة إعادة الإعمار في البلاد، والمساعدة في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

ووفقاً للبيان، تم تكليف نواب وزراء الخارجية الأربعة لإعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين سورية وتركيا، بالتنسيق مع وزارات الدفاع للدول الأربع.

كما لفت البيان إلى المناقشات البناءة والموضوعية حول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والبيانات الرسمية بصيغة أستانا، وأشار إلى المناخ الإيجابي والبنّاء الذي ساد تبادل وجهات النظر، والاتفاق على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى والمفاوضات الفنية في شكل رباعي في الفترة المقبلة.

وعلى الرغم من التأكيد على مواصلة الاتصالات وعلى خريطة طريق «لتطوير» العلاقات بين سورية وتركيا، غير أنه لم يرد في البيان أي إشارة إلى بدء تطبيع العلاقات السورية- التركية، لاسيما أن سورية مازالت على موقفها لجهة ربط عملية التطبيع بإعلان تركي واضح بالانسحاب من أراضيها ووفقاً لجدول زمني محدد، وهو الأمر الذي أكد عليه أيضاً وزير الخارجية فيصل المقداد في كلمته خلال جلسة الافتتاح، حيث أشار إلى أن الهدف الأساسي لسورية هو إنهاء الوجود العسكري غير الشرعي على أراضيها بكل أشكاله، بما فيه القوات التركية، وشدد على أنه من دون التقدّم في هذا الموضوع لن نصل إلى أي نتائج حقيقية.

المقداد الذي أكد استعداد سورية للانخراط بشكل منفتح وبنّاء انطلاقاً من قناعتها الدائمة بأن الحوار والنقاش هما السبيل الأفضل للوصول إلى الأهداف المرجوة، لفت إلى ما يجمع سورية وتركيا من روابط عميقة وحدود طويلة وأهداف ومصالح مُشتركة، وأنّه ورغم كل سلبيات السنوات الماضية هناك فرصة سانحة للعمل بشكل مُشترك من قبل الدولتين بمساعدة ودعم الأصدقاء الروس والإيرانيين لتحقيق هذه الأهداف والمصالح، بما يخدم تطلعات الشعبين في البلدين، «وهذا لا يُمكن أن يتمّ بالأمنيات أو بالأقوال فقط، بل لا بد من نهج عملي وواضح لذلك».

من جهته أكد لافروف في مستهل الاجتماع ضرورة الحفاظ على سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، ووجوب عودة سيطرة الدولة على كل أراضيها.

ولفت لافروف إلى خريطة الطريق التي سيجري العمل عليها لإعادة العلاقات السورية- التركية إلى طبيعتها، معتبراً أنها يجب أن تعكس مواقف كل الأطراف وخاصة سورية وتركيا، بما في ذلك إعادة سيطرة الدولة السورية على كل أراضيها، وضمان أمن الحدود بالتنسيق مع تركيا، إضافة إلى إعادة فتح طرق المواصلات اللوجستية واستئناف التعاون الاقتصادي من دون أي معوقات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن