عربي ودولي

بعد الرياض.. البحرين والسودان تقطعان علاقاتهما الدبلوماسية مع إيران … طهران تتهم السعودية بانتهاج سياسة تصعيد التوتر في المنطقة .. اجتماع طارئ لـ«الجامعة العربية» بناء على طلب السعودية «لإدانة انتهاكات إيران»

يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً الأحد المقبل في القاهرة بناء على طلب الرياض «لإدانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد»، بحسب ما أعلن أمس نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، في وقت أعلنت الرياض قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وتلا ذلك إعلان البحرين والسودان أمس قطع العلاقات مع إيران واستدعاء الإمارات لسفيرها في طهران وإعلانها خفض تمثيلها الدبلوماسي في إيران، لتعلن طهران أن قرار النظام السعودي قطع العلاقات الدبلوماسية «جاء للتغطية على الخطيئة الكبرى بإعدام الشيخ النمر». وقال بن حلي للصحفيين إن الاجتماع يستهدف كذلك «إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية» وذلك على خلفية الأزمة المتصاعدة بين السعودية وإيران منذ إعلان الرياض إعدام رجل الدين نمر باقر النمر، أحد أبرز الوجوه المعارضة للنظام الحاكم في السعودية، في الثاني من كانون الثاني الجاري.
في سياق متصل قررت الخارجية البحرينية أمس قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الاعتداء على السفارة السعودية بطهران، حسب ما ورد في بيان الخارجية.
وجاء في البيان أن المنامة قررت إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران وسحب جميع أعضاء البعثة، موضحة أنها ستشرع في اتخاذ جميع الإجراءات المترتبة عن قرار قطع العلاقات مع طهران.
هذا واستدعت خارجية البحرين القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالإنابة، مرتضى صنوبري، وسلمته مذكرة رسمية بهذا الشأن، وطلبت من جميع أعضاء البعثة الإيرانية مغادرة البحرين خلال 48 ساعة. واعتبرت الخارجية أن قرارها جاء بعد استمرار التدخل الذي وصفته بالخطير لإيران «في شؤون البحرين وشؤون دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الدول العربية، دون مراعاة للمعايير القانونية أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بمبادئ الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي»، كما ورد في البيان.
من جهة أخرى أفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الرئاسة السودانية أبلغت ولي ولي العهد السعودي بطرد السفير الإيراني وجميع أعضاء البعثة من السودان. وذكرت الوكالة أن السودان استدعت سفيرها لدى طهران، على خلفية الاعتداءات التي طالت سفارة وقنصلية السعودية في إيران.
وكانت السعودية أعلنت أول من أمس قطع جميع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، كما قامت السلطات السعودية بإجلاء عائلات الدبلوماسيين السعوديين من طهران على متن طائرة تابعة لشركة طيران الإمارات، عقب الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد.
هذا وقررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في البلاد، حسب ما ورد في بيان خارجية الإمارات.
وأشار البيان إلى أن الخارجية استدعت سفير الإمارات لدى طهران سيف الزعابي، تطبيقاً لهذا القرار.
وقالت الخارجية في بيانها إن هذه الخطوة الاستثنائية اتخذت في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة.
في غضون ذلك قتل مواطن سعودي وأصيب طفل آخر بالرصاص خلال إطلاق نار في بلدة العوامية شرق السعودية مسقط رأس الشيخ النمر.
في المقابل قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس بعد أن قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران إن المملكة استغلت الهجوم على سفارتها في طهران كحجة لإذكاء التوترات. وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن قرار النظام السعودي قطع العلاقات مع إيران «جاء للتغطية على الخطيئة الكبرى بإعدام الشيخ النمر».
كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري أن السعودية تنتهج سياسة تصعيد التوتر والنزاع بالمنطقة لأنها ترى حياتها ومصالحها في اختلاق الأزمات مشدداً على التزام بلاده بالحفاظ على أمن الأماكن الدبلوماسية وأرواح الدبلوماسيين بناء على المعاهدات الدولية.
وأشار أنصاري في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس إلى الإجراء الذي اتخذه النظام السعودي بقطع علاقاته مع إيران مبيناً أن السعودية تحاول حل مشاكلها الداخلية عبر تصديرها إلى الخارج وهي غارقة في مستنقع من الأزمات الداخلية والخارجية لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الأزمات المتزايدة لدى نظام آل سعود دليل على سياسته العمياء والقرارات غير المدروسة المتخذة من أمرائه.
وأوضح أن الإجراءات السعودية أدت إلى تصعيد النزاعات والتوترات في المنطقة ودعمت موجة الإرهاب التكفيري وقال: إن السعودية دعمت حتى الجماعات الإرهابية الموجودة داخل الأراضي الإيرانية.
ولفت إلى أن النظام السعودي لا يزال يخلق الأزمة تلو الأخرى وهو لم يتحمل مسؤوليته تجاه كارثة تدافع الحجاج في منى حتى ينتقل إلى أزمة أخرى فضلاً عن حربه المستمرة على اليمن ودعمه للإرهاب في سورية والعراق والذي يشكل التهديد الرئيسي لشعوب المنطقة والعالم وكذلك قتله العلماء الواحد تلو الآخر.
وأكدت الخارجية الإيرانية التزام طهران بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
أ ف ب – روسيا اليوم – سانا – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن