عربي ودولي

دول الخليج تعلن «تأييدها الكامل» للسعودية في أزمتها مع إيران … ظريف يؤكد أن بلاده لا تريد تأجيج التوترات مع الرياض

أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن «تأييدها الكامل» للسعودية في الأزمة القائمة بينها وبين إيران حالياً بشأن إعدام رجل الدين السعودي نمر باقر النمر الذي كان ينتقد نظام الرياض، في حين أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لا تريد تأجيج التوترات مع السعودية وسائر جيرانها الخليجيين، وطالب في الوقت نفسه السعودية بالكف عن دعم الإرهابيين.
وأكد مجلس التعاون الخليجي «إدانته الشديدة ورفضه القاطع.. للاعتداء على السفارة السعودية في طهران وعلى القنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية»، في بيان صدر في ختام اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول المجلس الست في الرياض.
كما استنكر المجلس الوزاري «التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للسعودية» في إشارة إلى مواقف التنديد التي صدرت في إيران إثر إعدام رجل الدين نمر النمر.
واعتبر أن هذه التصريحات «العدائية» تشكل «تحريضاً مباشراً للاعتداء على البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية» في إيران.
وأكدت دول مجلس التعاون «تأييدها للقرارات والإجراءات التي اتخذتها السعودية لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء»، مشيدة «بكفاءة السلطة القضائية في السعودية واستقلالها ونزاهتها». وهددت دول مجلس التعاون الخليجي في بيانها الصادر أمس بأنها «ستتخذ المزيد من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات» من دون أن تحدد طبيعة هذه التدابير.
في سياق متصل أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لا تريد تأجيج التوترات مع السعودية وسائر جيرانها الخليجيين، وطالب في الوقت نفسه السعودية بالكف عن دعم الإرهابيين على حين أشار ظريف إلى ضرورة توحد الجميع في وجه تهديدات المتطرفين.
وأعرب ظريف في رسائل وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة من نظرائه في دول العالم نشرتها دائرة الإعلام في الخارجية الإيرانية عن أمله بأن «يسلك النظام السعودي طريق العقل وخاصة أن إيران لا ترغب أصلاً بتصاعد التوتر مع دول الجوار».
ووضع وزير الخارجية الإيراني السعودية بين خيارين، إما الاستمرار في دعم الإرهاب وإبقاء الحقد المذهبي، وإما اختيار علاقات حسن الجوار.
ظريف اتهم الرياض بإساءة معاملة الحجاج الإيرانيين، وبشن حرب شعواء على اليمن ودعم إرهابيين متطرفين في سورية.
وأضاف: إن «هناك مؤشرات على أن البعض في السعودية يسعون إلى توريط كل دول المنطقة بالأزمات» لافتاً إلى أن أغلب الذين يرتكبون المجازر وأغلبية عناصر القاعدة وطالبان وداعش وجبهة النصرة هم مواطنون سعوديون أو ممن تم غسل أدمغتهم بالبترودولار وهؤلاء هم الذين روجوا لرسالة البغض المعادية للإسلام خلال العقود الماضية في العالم.
واستعرض ظريف في رسائله نماذج لممارسات السعودية العدائية ضد إيران بينها الهجوم العسكري على البعثات الدبلوماسية الإيرانية في اليمن ودعم الإرهابيين في هجماتهم على هذه المقرات والتعرض والإساءة للحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وإثارة العداء ضد عموم المسلمين في الخطابات الرسمية السعودية والحرب الاقتصادية ضد إيران.
وأضاف ظريف: «رغم كل هذه الإجراءات فإن إيران لم تقدم على أي خطوة انتقامية ضد السعودية ولم تقطع علاقاتها معها كما لم تخفض مستوى هذه العلاقات ودعت دائماً إلى الوحدة الإسلامية».
ولفت ظريف إلى أن إيران شجبت بشكل صريح الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد وعملت على توفير الأمن والاحترام للدبلوماسيين السعوديين كما سارعت إلى صيانة المجمع الدبلوماسي السعودي وأعرب كبار المسؤولين فيها عن عزمهم معاقبة المهاجمين وفق القوانين وكذلك معاقبة الذين قصروا في حماية البعثات الدبلوماسية وبدأت السلطات الإيرانية تحقيقات واسعة لمعرفة أسباب وقوع هذا الحادث ومنع تكراره.
وأشار ظريف إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزارة الخارجية الإيرانية كانوا من أوائل الذين أرسلوا الرسائل الخاصة والعامة إلى السعودية للإعراب عن الاستعداد للحوار وتوفير الأرضية اللازمة لاستقرار المنطقة ومكافحة العنف والتطرف.
إلى ذلك أفاد أحد الشهود أن متظاهرين في شرق السعودية أطلقوا الجمعة هتافات ضد العائلة المالكة السعودية في شرق البلاد احتجاجاً على إعدام النمر، بحسب وكالة «فرانس برس».
وتأتي هذه التظاهرة في إطار أسبوع من الاضطرابات في مدينة العوامية الساحلية على الخليج والتي يتحدر منها النمر. وهتف المتظاهرون رافعين أيديهم في الهواء «الموت لآل سعود»، حسبما أفاد أحد الشهود.
وكشفت صور للتظاهرة مئات الأشخاص وقد ارتدى بعضهم الألبسة السوداء.
وحمل المتظاهرون أيضاً أعلاماً سوداء وصور الشيخ النمر الذي كان من أشد معارضي العائلة المالكة السعودية.
وافاد أحد الشهود أن «التظاهرة انتهت في هدوء».
وقال أحد سكان العوامية: إن إعدام الشيخ النمر، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في الشارع. وقال: «لقد تغير الوضع تماماً» عما كان عليه قبل إعدام الشيخ.
وقال شاهد آخر: إن المتظاهرين أحرقوا إطارات مطاطية. وأوضح طالباً عدم الكشف عن اسمه أن مجموعات صغيرة من «الناشطين» هم الذين ينزلون إلى الشارع على حين أن أغلبية سكان المدينة لا يريدون العنف وبينهم شقيق الشيخ النمر.
وقال جعفر النمر لوكالة «فرانس برس»: «نحن لا نريد أن تراق نقطة دم واحدة» مضيفاً: «إن أغلبية الناس في القطيف تشعر بغضب شديد» إزاء عملية الإعدام.
وأوضح أن عائلته استقبلت آلاف المعزين.
وأدت عملية الإعدام إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة خصوصاً بعد حرق متظاهرين مقر السفارة السعودية في طهران.
أ ف ب – الميادين – سانا – روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن