رياضة

بوشي الاتحاد يهدد بالرحيل فمن سيدفع الثمن؟

| حلب – فارس نجيب آغا

بعد الكثير من التجاذبات وجلسات الحوار بين عدد من لاعبي الفريق الكروي ممن ستنتهي عقودهم مع نهاية الموسم الحالي أنجزت إدارة الاتحاد أمور تعاقداتها مع ثلاثة لاعبين دفعة واحدة وهم (عمر حميدي، زكريا العمري، عبد اللـه نجار)، التعاقدات جرت بعد اجتماعات مكوكية ووعود أطلقها رئيس النادي مع بعض العراقيل التي حالت دون اتمامها نتيجة عدم دفع مبالغ مالية محترمة كما يرى اللاعبون، الاجتماعات هذه امتدت منذ شهرين تقريباً حتى الآن لتفضي إلى التوقيع لمدة موسمين لكل لاعب وقد جاءت نتيجة الضغط الجماهيري من قبل محبي النادي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ما عجل بقضية إنهاء قضية التعاقدات على أن يتم في المرحلة المقبلة استكمال بقية اللاعبين الآخرين نتيجة اتفاق جرى منذ أيام في جلسة مغلقة ضمت مشرف الكرة مالك سعودي ومسؤول مكتب التنظيم عصام عيروض ومشرف كرة السلة المهندس سيف الدين الحسن وهم أعضاء لجنة التعاقدات التي شكلها مجلس الإدارة وهي اللجنة رقم (3) التي شكلت منذ شهرين حتى الآن، التمديد لمدة موسمين جاء من دون أي مقدم عقد حيث ينال اللاعبون بشكل متساو مرتباً شهرياً مقداره (175.000) ليرة سورية عن الموسم الأول و(200.000) ليرة سورية عن الموسم الثاني على أن يعدل مرتبهم الشهري بزيادة جيدة من قبل مجلس الإدارة لحين نهاية الموسم الحالي كتعويض عن جهودهم المبذولة في أرض الملعب.

زيادات ومغريات
المشكلة تكمن في عملية زيادة رواتب اللاعبين البقية فمنهم من يستحق ومنهم لم يشارك حتى الآن وهناك تفاوت وغير منطقية لذلك سيكون هناك معوقات في عملية الإرضاء كما يتضح عدم قبول البعض بالتمديد نظراً للعقود التي وصلتهم منذ الآن مع مغريات مالية كبيرة ستكون عائقاً في الحفاظ عليهم، ويبدو أن هناك عدم وضوح رؤية وخاصة أن الزيادة لم تكن مدروسة بشكلها الصحيح وهي جاءت بالتوكل على اللـه فظلم البعض ونال البعض الآخر مبالغ لم يحلموا بها في حياتهم خاصة من لم يشارك في أي مواجهة منذ ثلاث سنوات وحتى الآن فعلى أي أساس تقدم تلك الدراسة دون أخذ رأي الجهاز الفني والإداري الذي كان آخر من يعلم وعن طريق المصادفة ما يدل على الفوضى المنتشرة التي أشرنا لها في أعداد سابقة.

واقع مؤسف
للأسف أغلبية من يأتي لا يملك أي إستراتيجية عمل تقودنا نحو الطريق الصحيح فالهم يمكن بالوصول للكرسي فقط وبعدها يفعل اللـه ما يشاء ولنكن أكثر صراحة وموضعية ونقل إنهم منتهو الصلاحية فماذا نتأمل من شخص يلهث سنوات طويلة ليصل لعضوية مجلس الإدارة؟ هل يمكن لهذا الشخص أن يحقق تطلعات الجماهير وما تصبو إليه عبر إعادة هيكلة ورسم خريطة جديدة لكرة القدم في النادي على أقل تقدير؟ سؤال تبدو الإجابة عنه صعبةً في ظل واقع مؤسف وتناحرات يسعى البعض منهم لجلب حاشيته على حساب النادي الذي يسدد فواتير باهظة لمثل شخصيات كهذه أوجدتها الأزمة الحالية نتيجة فراغ كبير تعيشه رياضتنا مع هجرة الكثير من الخبرات بحثاً عن الأفضل، لذلك قضية التطور وما ننشده هو مجرد كذبة نعيد صياغتها بأساليب مختلفة وصور كثيرة الألوان ولا نعترف بواقعنا المرير لشخصيات لم نكن في يوم من الأيام نتوقع وصولها لتلك المناصب وقد أرغمنا على تقبلها مع أنها يصعب التعامل معها وهي حالة موجودة في نادي الاتحاد بكل صدق وشفافية وليعذرنا البعض إن لم يعجبه كلامنا.

من يدفع الثمن؟
خلاصة القول فريق الاتحاد يعيش حالياً اضطرابات وعدم استقرار وخاصة أن المدرب مهند البوشي تقدم بالعديد من الطلبات لمجلس الإدارة ومن أهمها رفع سقف راتبه المخجل مع بقية كادره الذي نستحي من ذكره، على حين هناك أندية أقل سمعة وتاريخاً تدفع أرقاماً محترمة وتقدر كوادرها بينما نادي الاتحاد لايهمه من يعمل ومن يمضي وقته من دون مردود إيجابي والكل سواسية مع اختلاط الحابل بالنابل ووعود أطلقها البوشي بعدم الاستمرار في حال لم تتحقق مطالبه، والواضح بالأفق حرب باردة مبطنة نتيجة عدم تفاعل المجلس وبطء استجابته للكثير من الطلبات المتراكمة التي تحتاج لحل بينما الحل مؤجل، ومرحلة الإياب قد تكشف العيوب وهو ما نحذر منه لأن أهل مكة أدرى بشعابها ومن لا يحسب لا يسلم مع حلقة مفقودة يتم البحث عنها، والواضح استحالة وجودها بالوقت الراهن فمن يعض على أصابعه؟ ومن سيدفع الثمن؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن