اقتصاد

15% من مساحة سورية طف بركاني وبازلت … الزعبي: ثروات تؤهلنا لمكانة كبيرة في سوق الاستثمار العالمي للمواد الخام

| علي محمود سليمان

بينّ مدير المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية عادل الزعبي أن سورية تمتلك من الثروات الباطنية ما يمكنها من حجز مكانة كبيرة في سوق الاستثمار العالمية للمواد الخام، مؤكداً ضرورة الاستثمار في خامات الثروات الباطنية في مواد البناء والإنشاء لمرحلة إعادة الإعمار سواء في القطاع العام أم الخاص.
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن الزعبي أن المؤسسة العامة للجيولوجيا تنسق بشكل دائم مع هيئة الاستثمار السورية لوضع جميع المشاريع القابلة للاستثمار في مجال الثروات الباطنية على خريطة الاستثمار لعرضها وتشجيع المستثمرين للعمل فيها، موضحاً بأنه لم يتم العمل على تطوير الجدوى الاقتصادية لتلك المشاريع وذلك نظراً لتغيير الكلف بشكل دائم منذ بدء الأزمة في سورية وعدم ثبات الأسعار، لافتاً إلى أن التعويل في وضع جدوى اقتصادية للمشاريع يعود للجهة المستثمرة له إن كان من القطاع العام أو الخاص.
كلام الزعبي جاء على هامش ورشة العمل التي أقامتها المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية أمس، لبحث أهمية الاستثمار في مواد البناء المستخلصة من مواد «البازلت والطف البركاني والسكوريا والجص»، حيث أشار إلى أن ورشة العمل تهدف لتقديم نتائج ومعطيات دراسات المؤسسة حول استخدام بعض المواد المقلعية والخامات الأساسية الصالحة لأعمال قطاع البناء والتشييد ومواصفات هذه المواد وتركيبها وخصائصها الفيزيائية والكيمائية واحتياطياتها وأماكن وجودها لتشجيع الجهات العامة والخاصة على استخدام هذه المواد وتطوير استخدامها بالتوفير بشكل أساسي في كلفة نقل واستيراد هذه المواد سواء من داخل القطر أم خارجه.
موضحاً بأن المعايير الاقتصادية لاستخدام هذه الخامات قد تغيرت بعد ظروف الأزمة ومفرزاتها حيث أصبح هناك تكاليف عالية جداً بسبب حوامل الطاقة وارتفاع أسعار الوقود وسعر الصرف وأجور النقل، ولذلك ترى المؤسسة بضرورة العمل على استخدام هذه المواد في أماكن وجودها.
ويمكن استخلاص مواد تستخدم في البناء وأرصفة الطرقات وصناعة الاسمنت والورق والألوان والطلاء والبورسلان والبلوك من المواد الخام، إذ يشكل انتشار البازلت نسبة 10–15% من أراضي القطر في المنطقة الجنوبية والوسطى وأجزاء من المنطقة الساحلية والشرقية، وتنتشر اللابات البازلتية والمخاريط البركانية في أغلبية أراضي المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية من سورية، حيث يبلغ عددها 400 مخروط بركاني، كما تنتشر اللابات البازلتية في مناطق جسر الشغور وجبل الوسطاني، ويعتبر سهل الاستخراج بسبب تكشفه على السطح ويستخرج بوساطة مقالع سطحية.
بينما يوجد الطف البركاني «السكوريا» باحتياطيات مؤملة تقدر بمئات ملايين الأطنان في عدة محافظات من القطر بشكل مخاريط مختلفة الحجوم، موزعة في محافظات السويداء وريف دمشق والرقة والحسكة ودرعا، حيث يبلغ الاحتياطي القابل للاستثمار من الطف البركاني نحو 710 ملايين طن، وتستخرج المؤسسة مليون طن سنوياً من مادة الطف البركاني (السكوريا) يستخدم معظمها في مصانع الاسمنت كمادة مضافة تطحن وتضاف إلى خلطة الكلنكر ما يزيد في تحسين مواصفات الاسمنت وخفض تكاليف صناعته، في حين يذهب قسم من الإنتاج وهو عبارة عن طف مشوب للردميات والأعمال الإنشائية والأغراض الزراعية، وكميات قليلة للتصدير إلى لبنان.
وكان وزير النفط والثروة المعدنية سليمان العباس أكد أن الوزارة تعمل بالتوازي مع مهام التنقيب واستكشاف واستثمار الثروة النفطية والغازية وتكرير النفط وتوزيع المشتقات النفطية، على التنقيب واستكشاف الثروة المعدنية، والتي تشكل خامات لمواد أولية للعديد من الصناعات والمنتجات المستخدمة على نطاق واسع في صناعة مواد البناء والصناعات الكيمائية والزراعية وحماية البيئة وتتوافر باحتياطيات كبيرة ونوعيات جيدة ومناسبة لإقامة صناعات متطورة وجديدة لسد احتياجات القطر من منتجاتها وتصدير فائض الإنتاج.
لافتاً إلى أن المؤسسة العامة للجيولوجيا تمكنت من اكتشاف العديد من الثروات المهمة (الفوسفات– الرخام– الإسفلت– السجيل الزيتي– الجص- الرمال الكوارتزية والغضار وغيرها) حيث قامت بتحديد الاحتياطيات الأولية ومواصفات هذه الخامات وأجرت العديد من الدراسات على الجدوى من استثمارها وقامت باستثمار البعض منها بشكل خامات وتصنيع جزء آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن