عربي ودولي

طهران تدين العقوبات الأميركية الجديدة وتؤكد متابعتها برنامجها الصاروخي … روحاني في رسالة إلى المرشد: الاتفاق النووي ثبّت قدرة إيران الإقليمية والدولية

أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، في رسالة إلى مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، إلى أن الاتفاق النووي ثبت قدرة إيران الإقليمية والدولية، مؤكداً أن بلاده ستفشل محاولات أعدائها استغلال الاتفاق النووي والنفاذ داخل البلاد، في وقت أدانت إيران العقوبات الأميركية الجديدة بسبب برنامجها الباليستي.
وهدد الرئيس الإيراني باتخاذ الإجراءات المناسبة أن أخلّت الأطراف الأخرى بتعهداتها، مشيراً إلى أن إيران ترصد بدقة وواقعية التزام الآخرين ببنود الاتفاق.
وشدد على أن بلاده تعد لاعباً أساسياً وضامناً للسلام والاستقرار الإقليميين، بالاتكال على قدراتها في مختلف المجالات. وأشار روحاني إلى أن عملية التخصيب مستمرة رغم أنها أكثر أقسام البرنامج النووي حساسية كما أن إيران دخلت نادي الدول المنتجة للوقود النووي لافتا إلى أن مفاعل أبحاث آراك الذي يعمل بالماء الثقيل تم تبديله إلى مفاعل أبحاث حديث ومتطور يحظى بمعايير دولية عالية في إطار تعاون دولي. وبين روحاني أن الخطة تمهد الطريق أمام التعاون الدولي مع البرنامج النووي السلمي لإيران في مجال بناء المحطات النووية ومفاعلات الأبحاث وإنتاج الوقود وتحلية المياه وصيانة البيئة.
وأعلن روحاني أن الخطة أسفرت عن إلغاء ستة قرارات دولية لمجلس الأمن الدولي ضد إيران وإلغاء 12 قراراً لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإلغاء جميع أنواع الحظر الاقتصادي والمالي والإفراج عن الأموال المجمدة.
وفي سياق متصل وفي أول جولة أوروبية له بعد رفع العقوبات عن بلاده، يبدأ روحاني الأسبوع المقبل زيارة إلى إيطاليا وفرنسا. وبحسب مصدر دبلوماسي تستمر زيارة روحاني ثلاثة أيام، اثنان منها في إيطاليا سيلتقي خلالهما الرئيس الإيطالي ورئيس الحكومة وشخصيات اقتصادية بارزة في قطاع الأعمال. كما من المقرر أن يلتقي روحاني في الفاتيكان البابا فرنسيس الثاني.
هذا وأدانت إيران أمس العقوبات الأميركية الجديدة بسبب برنامجها الباليستي لكنها في المقابل واصلت مباحثاتها حول تطبيق الاتفاق التاريخي حول النووي.
ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو صباح أمس إلى طهران حيث استقبله الرئيس حسن روحاني بعد الظهر.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعطت السبت الضوء الأخضر لدخول الاتفاق التاريخي الموقع بين إيران والدول الست الكبرى في تموز حيز التنفيذ، مؤكدة أن طهران وفت بالتزاماتها الهادفة إلى ضمان سلمية برنامجها النووي، ما سمح برفع العقوبات الدولية عنها.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنها أدرجت خمسة مواطنين إيرانيين وشبكة من الشركات العاملة في الإمارات والصين على القائمة المالية الأميركية السوداء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري: إن العقوبات الجديدة «غير مشروعة لأن برنامج إيران الباليستي غير مصمم حتى تكون له القدرة على حمل رؤوس نووية».
وحذر أنصاري بأن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف ترد على هذه الأفعال الدعائية بتسريع برنامجها الباليستي القانوني وزيادة قدراتها الدفاعية». وأكد أنصاري أن سياسة إيران تقضي بعدم «إجراء أي مباحثات مع الولايات المتحدة» خارج الملف النووي.
كما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن قرار وزارة الخزانة الأميركية بشأن الصواريخ الإيرانية جاء للتغطية على فشلهم وعدائهم لإيران. واعتبرت الخارجية الإيرانية أن الادعاءات الأميركية حول البرنامج الصاروخي تفتقد لأي مشروعية قانونية وأخلاقية.
وقالت الخارجية الإيرانية أن طهران ستواصل الاستفادة من الظروف الجديدة التي أتاحها التوصل إلى الاتفاق النووي، معتبرة أن هيكلية العقوبات انهارت «ولا يمكن إعادة بنائها من جديد».
وأكدت أنه برغم الإجراءات الأميركية التي تدل على إدمان الولايات المتحدة على فرض العقوبات، فإن المجتمع الدولي والمؤسسات الاقتصادية أظهرت رغبتها بالتعاون مع إيران.
من جهته أوضح وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أنه لن يكون للعقوبات الأميركية «أي تأثير على تطوير برنامجنا الباليستي».
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن هذا البرنامج الباليستي يثبت أن «خلافات عميقة» لا تزال قائمة بين واشنطن وطهران رغم الاتفاق النووي الذي أنهى أزمة دولية استمرت 12 عاماً. كما أدان الرئيس الأميركي «أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار».
ولم تمنع هذه الانتقادات حصول تقارب بين الدولتين تجسد بتبادل للسجناء شمل 11 معتقلاً بينهم مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان المسجون في إيران منذ أكثر من 500 يوم.
وبعد وصوله إلى طهران التقى أمانو رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي. ونقلت وسائل الإعلام عن صالحي قوله في ختام الاجتماع «لقد بحثنا في تعاوننا المقبل في ضوء الأجواء الجديدة وتم تقريباً رسم خريطة طريق».
وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي: إن أمانو «يأتي بدعوة من إيران» موضحاً أن «مدة الاتفاق النووي ثماني سنوات لكننا نريد تقليص هذه الفترة وهذا ممكن بمساعدة الوكالة».
أ ف ب – سانا – الميادين

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن