سورية

كشف عن لوم وجهه بعض أعضائها لحجاب لتعيين الزعبي وعلوش … تقرير: كيري قدَّم «كأس السم» فأقلق «هيئة الرياض»

| وكالات

كشف تقرير صحفي عن قلق كبير يعتري معارضي الرياض مما اسمه «كأس السم» الذي حمله وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» خلال الاجتماع الذي عقده معها في العاصمة السعودية الرياض مؤخراً.
وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية أمس، أن كيري حمل إلى المنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، رياض حجاب، ما سماه بـ«الإنذار الروسي»، مبيناً أن الإنذار كان موضع «تفسير وأخذ ورد» بين دول «أصدقاء سورية» وقادة المعارضة لبلع «كأس السم» الذي تجرعته والقرار الذي ستتخذه المعارضة وما إذا كان ممثلوها سيذهبون إلى مفاوضات جنيف بالشروط التي وضعها تفاهم كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وبحسب التقرير، أبلغ كيري حجاب أن المحادثات هي لـ«تشكيل حكومة مشتركة مع النظام والعمل على انتخابات يحق (للرئيس بشار) الأسد الترشح فيها وليس هناك جدول زمني لرحيل (الرئيس) الأسد» ذلك بناء على خريطة الطريق التي أقرها القرار الدولي 2254 الشهر الماضي على أساس تفاهمات «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا التي بنيت أصلاً على «الخطة الإيرانية الرباعية ذات النقاط الأربع»، وتضمنت «وقف النار وحكومة وحدة وطنية وتعديلاً للدستور وانتخابات»، بحسب ما قاله حجاب لشركائه ومسؤولين غربيين أول أمس. وأعرب منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» عن القلق من التخلي الأميركي عن «هيئة الحكم الانتقالية بموجب بيان جنيف» للعام 2012 و«تبني التفسير الروسي الإيراني للحل السياسي واعتماد مرجعية فيينا فقط».
وبالنسبة إلى تركيبة «قائمة الرياض» التي سمتها «الهيئة العليا للمفاوضات» من أجل المشاركة في مفاوضات «جنيف 3»، فقد أبلغ كيري حجاب، أنه يجب إضافة رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» صالح مسلم ورئيس «مجلس سورية الديمقراطي» هيثم مناع ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل إلى وفد المعارضة، أو أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيدعوهم إلى جنيف بـ«صفتهم مستشارين وخبراء». ودعا كيري الهيئة العليا إلى ألَّا تتوقع حصول «إجراءات بناء الثقة قبل المفاوضات، لأنها تخضع للعملية التفاوضية»، ونقل التقرير عن مسؤولين غربيين قولهم: «نعتبر بمجرد بدء النظام إدخال المساعدات الإنسانية إلى مضايا (في ريف دمشق)، هو بدء في إجراءات بناء الثقة»، وأن المطالبة بتنفيذ البندين 12 و13 المتعلقين بفك الحصار وإطلاق معتقلين ووقف القصف العشوائي «شروط مسبقة»، وأن كيري ولافروف «متفقان على مفاوضات من دون شروط مسبقة».
ونقل التقرير عن حجاب، أن «رسائل» كيري، تضمنت «إنذاراً» من أنه على الهيئة التفاوضية أن تذهب إلى جنيف وفق هذه الشروط و«من دون ضمانات للتنفيذ وإلا فإن دعمنا للمعارضة سيتوقف»، وأنه «في حال ذهبت المعارضة إلى المفاوضات وأفشل النظام العملية لا نعد بزيادة الدعم حتى لو تصاعد القصف الروسي». وتدير «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي. آي. إيه) غرفتي العمليات العسكرية في الأردن وتركيا، المسؤولتين عن تنسيق الدعم العسكري والمالي لفصائل معارضة شمال سورية وجنوبها.
وتحدث التقرير عن لوم وجهه بعض أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات» إلى حجاب لأنه «استفز الروس» عندما جرى تعيين العميد الفار أسعد الزعبي رئيساً لقائمة الرياض، ومصطفى علوش القيادي في «جيش الإسلام» كبير المفاوضين، في حين تساءل آخرون «ما إذا كان هذا التصعيد منسقاً مع دول إقليمية أم إنه سوء تقدير للموقف الأميركي والمواقف الإقليمية لدول داعمة للمعارضة».
وبين التقرير، أن علوش أرسل ملخص «إنذارات» كيري إلى قادة المجموعات المسلحة لحشد الدعم، على حين أرسلها أعضاء آخرون من الهئية العليا، إلى قياديين في «الائتلاف» المعارض، فيما بدأ بعض الأعضاء شن حملة ضد «إملاءات روسيا وأميركا». وصباح الأحد، كان الاتجاه في الهيئة التفاوضية لمقاطعة مفاوضات جنيف، بل إن البعض بدأ يعد لـ«حملة شعبية» ضد المفاوضات تبلغ ذروتها في تظاهرات من نشطاء و«الجيش الحر» الجمعة المقبل. ورهان هؤلاء، وفق تقرير «الحياة»، كان أن فرنسا وبريطانيا وتركيا وقطر ودولاً إقليمية «ستقف مع المعارضة وستميز موقفها عن الموقف الأميركي».
إلا أن التقرير أوضح أن المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني اجتمع مع حجاب الأحد، على حين تكثفت الاتصالات مع مبعوثي دول غربية وإقليمية لإيجاد مخرج و«البحث عن صوت العقلانية». الجهد الأميركي تركز على «تبريد» ما اعتبره حجاب «إنذارات». وذكر أن الصيغة الأميركية اقترحت على الهيئة أن تكون «مرنة» وتذهب إلى مفاوضات جنيف وتقول موقفها «الصلب»، وهو أنها «تريد هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية وأن الدور لـ(الرئيس) الأسد في مستقبل سورية» وأن تريد أن يكون هذا الأمر «البند الأول على جدول الأعمال». أي أن «يتحول موقف الهيئة من مبدئي سابق للمحادثات إلى موقف تفاوضي».
وأوضح التقرير أن أحد المبعوثين «تفتق ذهنه» بأن يقنع علوش القيادي في «جيش الإسلام» بأن «يتنحى طوعاً» وأن تترك لممثلي ميليشيا «الجيش الحر» عملية بحث البعد العسكري والأمني في المفاوضات، بعدما تبلغت الهيئة ضرورة تغيير الزعبي وعلوش بعد اعتراض موسكو، خصوصاً أن الجولة الأولى لن تبحث شؤوناً عسكرية.
في المقابل، رأى ممثلون آخرون لدول حليفة للهيئة العليا ضرورة ذهاب الهيئة التفاوضية إلى جنيف، لأنه سيكون صعباً الدفاع عن مقاطعة العملية السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن