سورية

موسكو ردت على أردوغان ووصفت تصريحاته بـ«السخيفة».. وأنقرة توعدتها بـ«الهزيمة» في سورية!!! … روسيا تلوح للمعارضة بـ«خيارات أخرى» إذا لم تنخرط بحوار جاد.. وتشدّد على ضرورة تحقيق وقف لإطلاق النار

| وكالات

لوحت روسيا للمعارضة السورية بـ«خيارات أخرى» لم توضحها إذا لم تقتنع بالجلوس إلى طاولة المفاوضات و«البدء بحوار جاد»، وفي الوقت ذاته شدّدت على «ضرورة تحقيق وقف لإطلاق النار»، لا يشمل الإرهابيين.
ووصفت موسكو تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول «احتلال روسي» لجزء من الأراضي السورية بأنها «سخيفة»، وسط توعد تركي لا سابق له بخروج روسيا مهزومة من سورية.
وأكد السفير الروسي لدى سورية، ألكسندر كينشاك في حديث له نقلته وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أمس أن موسكو خلال لقاء ميونيخ لـ«مجموعة الدعم الدولية» لسورية غداً الخميس، «ستحاول إقناع الشركاء بضرورة إجبار المعارضة التي يرعونها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والبدء في حوار جاد، لافتاً أنه في حال إخفاق كل شيء، فهناك حاجة للبحث عن خيارات أخرى، إلا أن الحديث عنها سابق لأوانه الآن».
وقال: «كان هناك استفزاز سياسي واضح بإدراج «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في فريق التفاوض لممثلي المعارضة في «جنيف في 29 كانون الثاني»، وأعتقد أن ذلك تم عن قصد، لأنهم كانوا يتوقعون أن يرفض وفد الحكومة السورية التواصل معهم، كما كان معروفاً سابقاً أن دمشق لا تريد التعاطي مع الإرهابيين. وأضاف: في الواقع، تم القيام بكل شيء لتعطيل بدء الحوار بين السوريين».
وأشار كينشاك إلى أن حجر العثرة أضحت مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في المفاوضات، وقال: «نحن موافقون مع من يعتبر أن تجاهل رأيهم هو أمر غير معقول».
وأوضح السفير الروسي أنه منذ بدء روسيا عملياتها العسكرية في سورية، حدث تغيير جذري في ميزان القوى، إذ تم وبشكل كبير تحطيم البنى التحتية العسكرية للمتطرفين، منوهاً بالنجاحات المهمة والكبيرة التي يحققها حالياً الجيش العربي السوري في مختلف الاتجاهات، لافتاً إلى أنه «وبمجرد أن أصبح واضحاً أن سيناريو الإطاحة العسكرية بالدولة السورية غير مجدِ، قام العديد منهم «المعارضة» بالتفكير بما يمكن إيجاده من حلول سياسية لهذه المشكلة».
كما شدّد كينشاك على أنه «من الضروري أولاً وقبل كل شيء تحقيق وقف لإطلاق النار، مؤكداً أن هذا لا ينبغي أن ينطبق على الإرهابيين، بل هناك حاجة لأن يتوحّد السوريون جميعاً في معركتهم مع تنظيمي داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية المماثلة إذا تم تصنيفهم في قائمة الإرهاب، مشيراً إلى أن حالياً هناك في القائمة اثنان فقط، ويجري العمل على إضافة تنظيمات أخرى إليهما».
وأكد ضرورة حل المشكلات الإنسانية، وتدابير بناء الثقة، إلى جانب مناقشة الإصلاحات السياسية، بما في ذلك تغيير الدستور الحالي أو اعتماد قانون جديد للانتخابات البرلمانية والرئاسية الحرة، على أن يتم كل ذلك في غضون 18 شهراً. وفي خطوة تؤشر إلى المزيد من التقارب والدعم الروسي لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي التقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، رئيس الحزب صالح مسلم في موسكو.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية، بحسب وكالة «الأناضول» للأنباء، أن اللقاء الذي جرى الإثنين بحث التطورات التي تشهدها سورية، إضافة إلى المباحثات في جنيف السويسرية برعاية الأمم المتحدة بخصوص الأزمة السورية.
وأكد بوغدانوف خلال الاجتماع ضرورة تنفيذ جميع أحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وضمان مشاركة أطياف المعارضة كافة بما فيها المجموعات الكردية، مع الحكومة السورية في المباحثات، بحسب البيان.
إلى ذلك وصف دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أمس، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «في مقابلة مع وكالة «بلومبيرغ» حول «احتلال روسي لجزء من الأراضي السورية» بأنها «هراء مطلق، وأنه من وجهة النظر القانونية وانطلاقاً من القانون الدولي تعد هذه التصريحات سخيفة وغير صحيحة»، وذلك بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
يشار إلى أن القوات الجوية والفضائية الروسية تعمل في سورية استجابة لدعوة الحكومة السورية.
وشدد بيسكوف قائلاً: «لذلك لا يدور الحديث عن أي احتلال مهما كان على أرض الواقع أو من الناحية القانونية».
وتعليقاً على تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة الإثنين، قالت فيها: إنها تشعر بالفزع إزاء المعاناة التي تسببت بها الغارات الجوية في سورية، بما في ذلك القصف الروسي، قال بيسكوف: «يجب أن نلفت الانتباه إلى أنه على الرغم من صدور عدد هائل من مثل هذه التصريحات، لم يقدم أحد حتى الآن أي أدلة موثوقة تثبت صحة هذا الكلام». ودعا بيسكوف الجميع إلى الحذر والتحلي بالمسؤولية لدى تفسير الأوضاع الهشة في سورية وحول عملية التسوية السورية.
وعما يخص آفاق تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة، أوضح بيسكوف أن تلك العلاقات وصلت إلى أسوأ حالة لها منذ عقود ومن المستحيل تطبيعها في الظروف الراهنة.
بدوره أكد السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف أمس، أن روسيا لن تقدم على بحث إمكانية عقد قمة مع تركيا إذا ظل موقف أنقرة إزاء الهجوم على طائرة روسية في سماء سورية في 24 تشرين الثاني 2015 كما هو. وقال كارلوف: إن «الطرف التركي أبدى مراراً رغبة في عقد قمة تركية روسية»، مشيراً إلى أنه «لا مجال للحديث عن ذلك إذا لم يغير الطرف التركي موقفه»، بحسب «سبوتنيك».
وأضاف: إن شروط التطبيع بين روسيا وتركيا معروفة وهي تقديم تركيا للاعتذار الرسمي، ودفع التعويض لروسيا، ومعاقبة المسؤولين عن الهجوم.
من جانبه وفي سابقة خطرة قد تصل إلى درجة اللاعودة بين البلدين رفع رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو من نبرة تهديداته تجاه روسيا، «متوعداً إياها بهزيمة في سورية مشابهة لما حصل معها في أفغانستان»، حسب زعمه، وذلك في كلمة له أمام كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان، بحسب مواقع إلكترونية معارضة.
وقال: «القوات الروسية ستنهزم في سورية وستنسحب مهزومة مكسورة كما انكسر الاتحاد السوفييتي في أفغانستان». وأضاف: «لدينا معلومات كاملة عن كل قذيفة وقنبلة تلقيها روسيا في سورية، مدعياً أن 90% من قصفها هو للمدنيين والمعارضة «المعتدلة»!!!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن