سورية

أنقرة طالبت الأكراد بالانسحاب من منغ.. و«الديمقراطي» يؤكد عزمهم على صد أي عدوان … موسكو: القصف التركي دعم للإرهاب.. وضرباتنا في محيط حلب لن تتوقف

| وكالات

نددت روسيا بالقصف التركي للأراضي السورية في شمال حلب، واعتبرته «دعماً سافراً للإرهاب الدولي»، وأبدت دعمها لبحث هذه المسألة في مجلس الأمن الدولي. وفي الوقت ذاته أكدت أنها ستواصل ضرباتها الجوية في محيط حلب حتى لو تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، لكنها استبعدت «وقوع تصادم مسلح بين الجيشين الروسي والتركي في سورية».
في المقابل طالبت تركيا «قوات سورية الديمقراطية» بالانسحاب من مطار منغ، وهددت بجعله «غير صالح للاستخدام» إذا لم يتم الانسحاب منه، على حين رفض «حزب الاتحاد الديمقراطي» الانسحاب، مؤكداً عزمه على صد أي تدخل تركي في سورية.
وفي بيان لها قالت الخارجية الروسية وفق وكالة «سانا» للأنباء: «إن القصف التركي للأراضي السورية هو دعم سافر للإرهاب الدولي وانتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي وللالتزامات التي أخذتها تركيا على عاتقها كدولة مشاركة في المجموعة الدولية لدعم سورية». وأكد البيان دعم روسيا لبحث هذه المسألة في مجلس الأمن الدولي لإعطاء تقييم دقيق للاستفزازات التركية التي تشكل تهديداً للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. ولفتت الوزارة إلى معلومات تؤكد «استمرار تركيا بالسماح لمرور عصابات مسلحة متطرفة جديدة إلى سورية لدعم تنظيمات جبهة النصرة وداعش المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وغيرهما من المنظمات المسلحة التي لحقت بها أضرار جسيمة خلال المعارك»، إضافة إلى نقل العناصر المسلحة المصابين للعلاج في تركيا وتحرك مجموعات مشتتة من المسلحين للاستراحة فيها وإعادة تنظيم صفوفها.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس، «أن الخلافات بين روسيا وتركيا قد تشكل عقبة جدية أمام تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله: «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد خلال مكالمة هاتفية له مع نظيره الأميركي باراك أوباما، على «ضرورة إيجاد آليات حقيقية للتعاون وليس مجرد تبادل للمعلومات».
من جانبه استبعد السيناتور الروسي رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي فيكتور أوزيروف، وفق ما نقلت قناة «روسيا اليوم» عنه، «وقوع تصادم مسلح بين الجيشين الروسي والتركي في سورية».
وقال أوزيروف: «العسكريون الأتراك لا يوجهون ضربات إلى العسكريين الروس في سورية. أما هدف العسكريين الروس في سورية فيتمثل في التصدي للإرهابيين. ولذلك لن تدخل روسيا في مواجهة مع عسكريين من دول أخرى، تفادياً للمزيد من تدهور العلاقات التي قد باتت متوترة جداً».
وأضاف: «إن موسكو لن تتدخل في نزاع سوري تركي محتمل، لكنها تحتفظ بحقها في أن تبدي موقفها في مجلس الأمن الدولي».
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وفق ما نقلت «روسيا اليوم»، المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية إلى تركيز الاهتمام على الوضع المتوتر عند الحدود بين تركيا وسورية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أمس، عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستواصل ضرباتها الجوية في محيط حلب حتى لو تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في سورية.
في المقابل أعلن رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو، أمس، وفق «روسيا اليوم» «أن أنقرة ستستمر في تأييدها للمعارضة السورية»، متوعداً «برد حاسم» على موسكو.
وقال أوغلو خلال مؤتمر صحفي عقد في كييف: «ستواصل تركيا دعمها للإخوة السوريين وتقديمها المساعدة الإنسانية.. وإذا استمرت روسيا بإرغام المدنيين على الفرار، فسيكون ردنا حاسماً»، وزعم أن روسيا ساهمت في إغلاق طرق المرور الإنساني بين تركيا ومدينة حلب.
وأضاف: إن بلاده «لن تسمح بسقوط مدينة إعزاز» السورية القريبة من الحدود التركية بأيدي مقاتلي «وحدات حماية الشعب» التي تشكل عماد «جيش سورية الديمقراطية»، التي يستهدفها القصف المدفعي التركي.
وفي وقت سابق قال داوود أوغلو في الطائرة التي أقلته إلى أوكرانيا، وفق وكالة «أ ف ب»: «لن نسمح بسقوط إعزاز، ولا بتقدم وحدات حماية الشعب الكردية نحو غرب الفرات أو شرق (منطقة) عفرين».
وطالب المقاتلين الأكراد بالانسحاب من مطار منغ، وتابع: «لا بد أن ينسحبوا من المطار. وإلا فسنجعله غير صالح للاستخدام»، بحسب وكالة «إن تي في» للأنباء.
وقال إن: «عناصر وحدات حماية الشعب أرغموا على الابتعاد من محيط إعزاز، وإذا ما اقتربوا مجدداً، فسنتصرف بأشد الوسائل»، ووجه مجدداً أصابع الاتهام إلى دور موسكو، وقال: إن «وحدات حماية الشعب هي حالياً وبصورة واضحة بيدق ضمن المساعي الروسية التوسعية في سورية».
في غضون ذلك رفض حزب «الاتحاد الديمقراطي»، طلب تركيا بانسحاب وحدات «حماية الشعب» أبرز مكونات «جيش سورية الديمقراطية» والتابعة للاتحاد الديمقراطي مواقع قرب الحدود، مؤكداً «عزم المقاتلين على صد أي تدخل تركي في سورية».
وأعلن رئيس الوزراء التركي، «أن بلاده لن تترد في دعم المعارضة السورية المعتدلة، ضد الجيش العربي السوري، وروسيا وإيران، ووحدات حماية الشعب»، مؤكداً: «سنقوم بالإجراءات اللازمة عند الضرورة»، وسيتطرق رئيس الوزراء التركي خلال لقائه بالمسؤولين الأوكرانيين، بحسب وكالة «الأناضول»، إلى قضية تمدد «الاتحاد الديمقراطي».
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الأوكراني بأوكرانيا: «إن أوكرانيا دولة مهمة لاستقرار المنطقة الأوروبية، وهناك تقارب بين وجهات النظر التركية والأوكرانية، ونؤكد استقلالها على كامل أراضيها، أوكرانيا وسورية جارتان لتركيا، ونحن نقف إلى جانب شعبهما».
في سياق متصل نفى وزير الدفاع التركي عصمت يلماز أمس أن يكون الجيش التركي أرسل قوات إلى الأراضي السورية، مكرراً أن بلاده لا تعتزم القيام بذلك. غير أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن السبت أن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم داعش في سورية، مؤكداً، «إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة تركية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن