سورية

أكد أن مطالبهم في «الإدارة الذاتية» ضمن «وحدة الأراضي السورية» … أوسي لـ«الوطن»: قصف تركيا للأكراد بروفة للتدخل بسورية.. لكنه صعب ويحتاج إلى موافقة «ناتو»

| جانبلات شكاي

اعتبر عضو مجلس الشعب رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي قيام تركيا بقصف مواقع لـ«قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية شمال حلب بمثابة «بروفة» لتدخل تركي بري محتمل في سورية، لكنه استبعد حصول هذا التدخل لأنه بحاجة إلى «موافقة حلف ناتو».
وتوقع أوسي بصفته رئيس لجنة المصالحة الوطنية، أن يزيد نشاط هذه اللجنة البرلمانية «كلما تسارعت الانتصارات التكتيكية والإستراتيجية للجيش العربي السوري»، نافيا ذات الوقت أن يؤدي تحرك قوات «وحدات الحماية الشعبية» باتجاه مدينة إعزاز شمال حلب، إلى ظهور فتنة بين العرب والكرد، مؤكداً أن اتساع سيطرة الكرد على مناطق شمال سورية ليس الهدف منها إقامة «كيان كردي سوري مستقل» وإنما «مطالبهم هي في الإدارة الذاتية ضمن وحدة الأراضي السورية».
وفي تصريحات لـ«الوطن»، استبعد أوسي الذي كان من ضمن أعضاء الوفد الحكومي السوري الرسمي في الجولة الأخيرة من محادثات جنيف، حصول شقاق بين العرب والكرد في سورية على خلفية الحديث عن وجود تنسيق بين «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية والجيش العربي السوري، وقال: «لا لن تحصل هناك فتنة عربية كردية، فقوات «الحماية الكردية» و«قوات سورية الديمقراطية» فيها من كل المكونات العربية والكردية والسريانية والكرد آشورية، وهذه القوات تدافع عن مناطقها وهي تنسق على ما اعتقد مع الجيش العربي السوري وبقية القوى المدافعة عن سورية».
وأوضح أوسي أن «وحدات الحماية» الكردية الآن في وضعية الاستنفار بعد الاعتداء السافر والصارخ التركي السبت عبر القصف المدفعي والصاروخي ضد بعض مواقع الحماية الكردية في مطار منغ وبلدة منغ ومرعناز والمالكية حول مدينة إعزاز (شمال حلب) التي هي عبارة عن قندهار بالنسبة لجبهة النصرة ولبقية المنظمات القاعدية».
وأعتبر أوسي أن «ما أقدمت عليه حكومة (الرئيس التركي) رجب طيب أردوغان هو بروفة تمهيداً لدخول بري محتمل للقوات التركية إلى داخل الجغرافية الوطنية السورية رغم صعوبة ذلك لأن القرار يحتاج إلى موافقة «ناتو» وضوء أخضر من ناتو»، وتابع: «إن حدودنا الشمالية مع تركيا على امتداد 900 كيلو متر من نهر دجلة إلى شاطئ المتوسط هي بمثابة حدود مع ناتو، وأعتقد أن تركيا قد تقدم على التحرك نتيجة خسارة أذرعها الإرهابية في الريف الشمالي لحلب»، موضحاً أنها «تحاول ضرب عصفورين بحجر واحد، فأولاً تضرب الإدارات الذاتية الكردية الثلاث في القامشلي وعين العرب وعفرين، وثانيا تدافع عن داعش وجبهة النصرة لمنع تقهقرهما تحت ضربات الجيش العربي السوري والسيطرة إذا امكن على حلب للاستفادة من ذلك في المؤتمرات الدولية وخصوصاً في الجولة الثانية لجنيف3».
واعتبر أوسي أن «تحركات «وحدات الحماية» و«قوات سورية الديمقراطية» هي تحركات مشروعة للدفاع عن المنطقة وعن الخاصرة الشمالية للوطن السوري، وأؤكد بأنه ليس هناك انقسامات أو فتنة عربية كردية ستحدث في تلك المناطق».
وإن كان الهدف من التحرك الأخير لـ«وحدات حماية الشعب» هو خلق كيان أو إقليم كردي شمال سورية تمهيدا لتقسيمها، قال أوسي: «أعتقد أن الأكراد وحتى المعارضين منهم، لم يطالبوا يوماً بكيان كردي سوري مستقل في الخاصرة الشمالية من القامشلي إلى عين العرب وصولاً لعفرين، وحتى لو طالب بعض الأكراد بذلك، فليست هناك أرضية ديموغرافية وجغرافية لتحقيقها».
وتابع: «إن مطالب الأكراد هي في الإدارة الذاتية ضمن وحدة الأراضي السورية، ويمكن محاكاة ذلك بنظام الإدارة المحلية المعمول به في سورية منذ عام 1972 وحتى الآن مع إدخال تفصيل سياسي على محتوى تلك الإدارات المحلية وهذا ما يطالب به أكبر الأحزاب الكردية وأعني «الاتحاد الديمقراطي».
وأضاف: «نحن في المبادرة الوطنية للأكراد السوريين نطالب بدمج الكرد السوريين ومنحهم كامل حقوقهم للمشاركة في الحياة الوطنية السورية والسياسية والثقافية بضمانات دستورية في الدستور العتيد المزمع مناقشته ووضعه وكتابته بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الموسعة مع أطياف المعارضة وفق ما نص عليه القراران 2253 و2254 وبيان فيينا2، ولا أحد من الأكراد وحتى المعارضين المتشددين منهم، يطالب بكيان كردي سوري مستقل، ونحن ككرد مجمعين على وحدة الأراضي السورية وسيادة الوطن السورية ووحدته الجغرافية والديموغرافية».
وإن كان يتوقع حصول تقدم على ملف المصالحات على مستوى البلاد قال أوسي: «أعتقد أنه الآن جاء دور المصالحات الوطنية، ونحن في لجنة المصالحة الوطنية عقدنا اجتماعاً منذ أيام وقيمنا انتصارات الجيش التكتيكية والإستراتيجية في الريف الشمالي الشرقي والشمالي والشمالي الغربي لحلب وفك الحصار عن نبل والزهراء، والوصول إلى تل رفعت مع وصول وحدات الحماية إلى ضواحي إعزاز».
وتابع: «كلما تسارعت انتصارات الجيش الوطني السوري كلما نشطت لجنة المصالحة الوطنية البرلمانية واتسع نطاقها، والآن هو وقت العمل الجدي الميداني من قبل اللجنة وسنرى بعض النتائج في الأسابيع والأيام القادمة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن