ثقافة وفن

«نساء من وطني» يحتفلن بعيد المرأة العالمي … د. ميرزا: المرأة السورية عاشت الأزمة بكل تفاصيلها.. فصمدت وعملت همسة منيف: التعبير عن فكرة التكامل والتعاون بين المرأة والرجل

| وائل العدس

بمناسبة يوم المرأة التي صادف يوم أمس، أقامت جمعية سورية المدنية فعالية بعنوان «نساء من وطني» أحيتها الفنانة همسة منيف وفرقة «تخت شرقي» على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون، بحضور وزيري الثقافة والشؤون الاجتماعية.
وغنت الفنانة الشابة للوطن والحب والجمال، وأبدعت في أغنياتها بأداء اللون الطربي، ونجحت بخلق تفاعل لدى الجمهور الذي صفق طويلاً خلال الحفل وبعده.

أغان منوعة
وقدمت منيف بداية أغنيتي «أحب دمشق»، و«مر بي» للسيدة فيروز، ثم أغنية «مهما يتجرح بلدنا» لزكي ناصيف، ثم «أرضي عم بتقاسي» لوديع الصافي، و«بكتب اسمك يا بلادي» لجوزيف عازار.
وللفنانة نجاح سلام غنت «رقة حسنك وسمارك»، أتبعتها بأغنية «افرح يا قلبي» لأم كلثوم، و«ليالي الأنس» لأسمهان، وأشعلت المسرح بمنظومات غنائية للقدود الحلبية، قبل أن تختم الحفل بأغنية «تعلا وتتعمر» للشحرورة صباح.
وضم الحفل أيضاً مقطوعتين موسيقيتين، الأولى «ذكريات» لمحمد القصبجي، والثانية وصلة «حجاز» تراثية.
وشارك في العزف كل من: جورج طنوس «كمان»، ورغد حداد «فيولا»، ومحمد نامق «تشيللو»، وديمة موازيني «قانون»، وإبراهيم كدر «ناي»، وليلى صالح «كونتر باص»، وجمال السقا وميرفت رافع «إيقاع، إضافة إلى سوسن عقباني وريم رافع «كورال».

المرأة السورية
وأكدت د. ربا ميرزا مؤسسة جمعية سورية المدنية، أن سورية كانت وستبقى عامرة بمدنيتها، بمجتمعها وليس بقوى الغير ولدينا ما يكفي لبنيانها، نبنيها فكراً وثقافة وعلماً قبل كل بنيان.
وأشارت إلى أن «نساء من وطني» لقاء أردناه بمناسبة يوم المرأة العالمي لنجتمع بالناس ولنظهر معاً الصورة الحقيقية للمجتمع السوري عامة والمرأة السورية خاصة.
وقالت: عملنا على أن يكون لقاءً مختلفاً، نجمع فيه القول بالفعل، فبدأنا بورشة عمل توزعنا فيها إلى مجموعات عملت كل سيدة في محور فكان لدينا (المرأة والسياسة– المرأة والقانون- المرأة والتعليم)، وتوصلت كل مجموعة لفكرة مشروع قابل للتطبيق على الأرض، فكان يومنا خطوة للاستمرار عبر ورشات عمل متتالية.
وأضافت: جاءت هذه الفعالية ليسمع العالم صوت المرأة السورية وهي تقول «أنا مواطنة سورية، أنتمي إلى الأرض السورية، أرض الحضارة والمجد، مجتمعي هو هدفي، سأعمل على بنائه بالعلم والثقافة والأخلاق، وسأحميه بالحق وبالقانون».
وشددت ميرزا على أن المرأة السورية التي نقصد هي تلك السيدة التي عاشت الأزمة بكل تفاصيلها، صمدت وعملت، أنها الضابط في الجيش العربي السوري، والأم التي قدمت الشهيد، أنها الطبيبة والمهندسة، المدرّسة والموظفة، الكاتبة، المنتجة والمزارعة، أمضت في بلادها سني الحرب بكل قساوتها، وقاومت العقوبات الاقتصادية والضغوط.
ووجهت تحية للمرأة السورية أينما كانت على هذا التراب المقدس من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وتابعت: ألف سلام وألف تحية لصمودك، لدفاعك، لعملك، ولبنائك لوطنك، تفكيرنا هو وحده الكفيل بتشكيل واقع حياتنا، ومقياس كل حضارة هو من خلال نظرتها إلى المرأة، ولأن السورية هي الأولى والأولّى، كوني قوية سيدتي، افعلي ما تستطيعين، ازرعي الأمل قبل القمح.
واستشهدت بما قاله سقراط في ختام حديثها: المرأة العظيمة هي التي تعلمنا كيف نحب وعندما نريد أن نكره، وكيف نضحك عندما نريد أن نبكي.
ويتركز مفهوم الجمعية على الانتماء للوطن قبل أي انتماء آخر، وعلى كل مواطن احترام قوانين دولته وعليه يبنى الوطن.
وتهدف الجمعية إلى تشكيل قوة اجتماعية فكرية مؤثرة في المجتمع تعزز مفهوم مدنية سورية وتكون بمنزلة الجسر بين المجتمع والدولة من أجل بناء مجتمع سوري متماسك من خلال التفاعل مع كل ما يستجد على الساحة السورية، وتكريس مفهوم المجتمع المدني في الحياة السورية، وتشكيل حضور مجتمعي له صوت فاعل في الوطن.

تكامل وتعاون
بدورها قالت همسة منيف إن مشاركتها في هذه الفعالية جاءت للتعبير عن دور المرأة السورية في الحياة والمجتمع سواء أكان في الجانب الوطني أم الاجتماعي، وفضلنا في هذه الأمسية التعبير عن فكرة التكامل والتعاون بين المرأة والرجل فتم تكوين فرقة تخت شرقي مشتركة بين عازفات وعازفين لنكون كلنا معاً في هذا الاحتفال بيوم المرأة العالمي.
ودعت في هذا اليوم كل امرأة سورية ليكون لديها مشروعها في الحياة الذي تعمل من أجله وتناضل لتحقيقه ابتداءً من بيتها وأولادها ووصولاً لكل المجالات التي لم تعد حكراً على الرجل.
المغنية منيف من مواليد دمشق 1987، وهي خريجة المعهد العالي للموسيقا– اختصاص غناء شرقي، وأستاذة في هذا القسم.
حاصلة على شهادة دبلوم تقاني في المحاسبة والتمويل عام 2007، وبدأت دراسة الموسيقا بعدها بعام حيث درست أصول الغناء الشرقي على يد الأستاذ باسل صالح كمرحلة تحضيرية لدخولها المعهد الذي التحقت فيه عام 2010.
شاركت كمغنية «صولو» مع العديد من الفرق الموسيقية المهمة، منها: التخت النسائي الشرقي بقيادة وفاء سفر، الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة عدنان فتح الله، أوركسترا أورنينا بقيادة طاهر مامللي.
كما شاركت كمغنية في كورال المعهد بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان في العديد من الحفلات.
قدمت أغنية «حماة البلاد» في مهرجان الأغنية الوطنية الذي أقامته وزارة الإعلام على مسرح الأوبرا بدمشق عام 2012، حيث ساهمت من خلال صوتها وأدائها المتميزين بإعادة إحياء هذه الأغنية وانتشارها مجدداً.
مثلت سورية في العديد من البرامج التلفزيونية التي تعنى بالمواهب الغنائية حيث حصلت على المركز الثاني في برنامج «The Winner Is»، وشاركت كمغنية صولو في برنامج «ليلة أنس» الذي كرم عمالقة الغناء في الوطن العربي.

يوم المرأة
اليوم العالمي للمرأة هو احتفال يحدث في الثامن من شهر آذار من كل عام، وفيه يحتفل عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.
وفي بعض الدول وكالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.
وجاء الاحتفال بهذه المناسبة إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي.
غير أن تخصيص يوم الثامن من آذار كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة من ذلك، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت أغلبية الدول اختيار الثامن من آذار، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن