شؤون محلية

اليوم العالمي للمنتوف!!

| محمد أحمد خبازي

في اليوم العالمي لحماية المستهلك، لا بد من أن نحيّي من أعماق القلب وأعالي الروح، المواطن أعني المستهلك، الذي واجه خلال السنوات الخمس الماضية أعتى الرياح الهوج التي عصفت به وبحياته المعيشية، وظلَّ متشبثاً بالحياة والتكيف معها، وممتلكاً القدرة على العيش بما تيسَّر له من سبل وإمكانات لا يستطيع غيره العيش بها!!.
إنه المستهلك السوري، الذي جعلته سياسة الحكومة الاقتصادية الرشـيدة منتوفاً بكل معاني الكلمة وتجلياتها وتبدياتها!!.
فخلال كل تلك السنوات تركته الجهات المعنية بحمايتها، لقمة سائغة بين فكي بعض التجار والمحتكرين وصناع الأزمات، الذين أكلوه لحماً ورموه عظماً، وراحت تتغنى به وبصموده وبقدرته على اجتراح المعجزات التي يسد بها رمقه ويطعم أسرته ويتدبر أموره وشؤونه وشجونه المعيشية بأقل التكاليف الممكنة، بعد أن رمته بين رحى الغلاء الفاحش ومستغليه، الذين تفننوا بمص قوته ومقدرات البلد، مستفيدين من غياب الرقابة الفاعلة، والمساءلة والمحاسبة، واستهتار الجهات الرسمية التي لا تستيقظ من سباتها، ولا تفطن بذلك المسـتهلك المسكين، إلا في المناسبات الوطنية والقومية والأممية!!.
وبالتأكيد، نحن لا نطالب في هذه المناسبة حُماة المستهلك بحمايته، لعلمنا أنها عاجزة عن ذلك، ولا الجهات الحكومية المعنية بتوفير الحد الأدنى من أسباب العيش الكريم له، لأننا نعرف أنها غير قادرة!!.
بل نطالبها بالكفِّ عن التغني والتغزل به، كيلا تصدق نفسها أنها تحميه!!.
وأما أنت عزيزي المستهلك، فتحية لك من القلب في يومك العالمي، فلك وحدك تُرفَعُ القبعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن