من دفتر الوطن

نساء الدولة!!

| عبد الفتاح العوض

يمكنكم أن تنظروا إلى كثير من الوجوه الموجودة الآن في جنيف والتي تتفاوض حول إنهاء المأساة السورية.. بعد أن تنظروا جيداً وتدققوا النظر.. هل رأيتم رجال دولة؟!
مع الأسف لا نمتلك الكثير من رجال الدولة، لكن في هذه الأزمة ثمة ما يدعو لكثير من الأسى ونحن نرى أن من يتحدثون عن سورية وأحياناً باسم سورية لا يتحدثون لمصلحتها.
على مدار سنوات كثيرة ضاع من المجتمع السوري رجال الدولة، أصبح لدينا جيش من كبار المسؤولين كثير منهم ليسوا رجال دولة.. يمكن أن نسميهم موظفين كباراً.
حتى المجتمع خلا من رجالات على مستوى عالٍ من القدرة على التأثير في المجتمع وهو ما يميز عادة رجالات الدولة.
لكن في هذه الأزمة ومع استمرارها لكل هذه السنوات المضنية والمتعبة كنا بحاجة إلى نماذج من رجال الدولة الذين يمكنهم أن يقوموا بأدوار فاصلة.
لو كان لدينا هذه النماذج موجودة في المعارضة لما وصلت الأمور إلى هذا الحد، ولما تمَّ بيع الوطن في مزاد علني تتهافت علينا الدول كما يتهافت الجياع إلى الطعام أو «الأكلة إلى القصعة».
الفكرة التي جعلت كثيراً من السوريين يعملون «أجراء» عند دول معينة مكلفة للغاية.
صحيح في السياسة تتوافر هذه النماذج ولدينا حكومات أوروبية صنعها المحتلون لهذه الدول لكن في الحالة السورية لم يعرف عن السوريين هذا النوع من العمل الرخيص.
تاريخياً اعتمد السوريون على الذكاء في مواجهة الأحداث الدامية، وكذلك اتبعوا سياسة الصبر وانتظار الزمن ليقول كلمته.
لكنهم في هذه الأزمة بدوا وكأنهم افتقروا إلى الذكاء السياسي.
وكذلك افتقدوا فضيلة الصبر.
والآن ونحن نتحدث عن حوار أو مفاوضات أو أي اسم آخر لما يجري في جنيف فإنه من المؤسي أن نرى وجوهاً غير مؤهلة لتلعب أدواراً، ذلك لكونها ليست موظفة بل «أجيرة» عند دول ومخابرات دول بعضها وضيع وصغير.!
القضايا الكبرى تحتاج إلى رجال كبار..
وقضيتنا لا أقول كبيرة بل عظيمة وخاصة أن نتائجها الكارثية ماثلة فينا إلى زمن قادم لا ندري كم يطول.
ثمة ما يؤرق أيضاً أنه على المستوى المجتمعي لم يتداع رجال سورية إلى وضع تصوراتهم للخروج من الأزمة ولم يشكلوا عامل ضغط للبحث عن مخارج سريعة.
رجال الدولة ليسوا مجرد المسؤولين أو العاملين في الحكومة بل رجال الدولة هم أولئك أصحاب التأثير الفعال في المجتمع.
آخر ما أقوله في هذا المجال يتعلق بالمسؤولين الحكوميين والواقع يقول كم نفتقد رجال دولة بل حتى إننا نفتقد موظفين أكفياء.. عندما لا يجرؤ وزير على أن يكتب موافق أو غير موافق..! فإننا أمام موظف غير كفؤ ليكون وزيراً.
الشيء الذي لم أجد إجابة عنه لماذا لا يقال نساء دولة كما يقال رجال دولة؟!

أقوال:
• القائد هو الذي يجعل الآخرين يثقون به، أما القائد المميز فهو الذي يجعل الآخرين يثقون بأنفسهم.
• يمكنك التخلص من صديق بكلمة واحدة، لكن ألف كلمة لا تكفي لاكتسابه..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن