رياضة

حاسبوا أنفسكم أولاً!

| غانم محمد 

اختلفنا كثيراً، ووصل الخلاف بوجهات النظر بين متابعي المنتخب الوطني إلى أقصى درجات التناقض وكنا دائماً نرى في هذا الاختلاف حالة صحية وطبيعية ومعتادة في عالم مالئة الدنيا وشاغلة الناس ومع تقدم منتخبنا في التصفيات المزدوجة والاقتراب من الحلم الذي يراودنا جميعاً خفّت هذه التناقضات وبدأت تتحد القلوب رغبة حول حلم النهائيات الآسيوية والدور الثاني من تصفيات المونديال إلى أن حدث ما لم يكن متوقعاً وهو خروج عدد من لاعبي المنتخب على الحالة الانضباطية التي اشتهرت بها منتخباتنا خلال عقود من مشاركاتها الخارجية فما الذي أوقع منتخباتنا في مثل هذه المطبات؟
لم ننسَ منتخب الشباب وقضية المعسّل المشهورة ولا مسألة التسيّب وانعدام الالتزام بالمنتخب الأولمبي خلال مشاركته بنهائيات آسيا إلى أن جاء الدور على المنتخب الأول وقضية استبعاد أربعة لاعبين بداعي عدم التزامهم وتأخرهم في السهر إلى الفجر وتفاصيل كثيرة رافقت وجودهم في مسقط قبل وبعد مباراة كمبوديا!
لن أنزلق إلى استنتاجات أو أستبق الحقائق بردات فعل قد لا تكون صحيحة لكن وبشيء من المقاربة أستطيع أن أخلص إلى سؤال قد يكون أهم من كل الأجوبة المطروحة حالياً وهو: لماذا حضرت كل هذه القضايا دفعة واحدة وخلال أقل من سنة؟ متى كان لاعبنا سيئاً إلى هذه الدرجة ومتى كانت إدارات منتخباتنا ضعيفة إلى هذا الحد؟
لا أدافع عن اللاعبين ولا أتعمد القسوة على إدارة المنتخبات الوطنية ولكن لا شيء ينبت فجأة ومن دون مقدمات وقبل أن نحاسب اللاعبين يجب محاسبة إدارات المنتخبات الوطنية لا لأنها لم تعمل كحراس على غرف اللاعبين بل لأنها لم تعرف كيف تجهز لاعبي منتخباتنا إدارياً وكيف تجعلهم أهلاً لتمثيل المنتخب الوطني، والقضية الأكثر وجعاً هي عدم وضوح آليات التعامل سواء مع اللاعبين أو مع هذه الإدارات ولم نسمع اتحاد الكرة يلوم إدارة هذا المنتخب أو ذاك وكأننا لا نجيد العمل الكروي إلا في بحر من الأسرار.
لا أنتقد قرار استبعاد اللاعبين الأربعة من المنتخب الأول قبل مباراة اليابان ولا أؤيده من دون معرفة الأسباب الحقيقية وقبل سماع كل الأطراف وتسمية الأشياء بمسمياتها وأتمنى أن يكون الوضوح موجوداً في كل قرار وكل إجراء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن