رياضة

اليوم منتخبنا والتحدي الحقيقي بمواجهة اليابان … نقطة مطلوبة في الامتحان الأهم

| محمود قرقورا

يتأهب الشارع الرياضي في سورية لمشاهدة المباراة الأخيرة لمنتخبنا الأول بكرة القدم في رحلة التصفيات الآسيوية المونديالية بمواجهة زعيم القارة الصفراء المنتخب الياباني القوي، حيث نقطة التعادل مطلوبة لتجنب لعبة الحسابات مع توقعاتنا بأن منتخبنا سيتأهل من دون الحاجة للتعادل، لكن هل يكون منتخبنا أقنع بمجرد الفوز الصعب على سنغافورة في المباراتين، والتمرين الأقل من عادي بمواجهتي كمبوديا وأفغانستان؟
بالتأكيد لا، لأن مواجهة اليابان هي المحك الحقيقي للحكم على إمكاناتنا وأين نحن من نخبة منتخبات القارة وخاصة أن الدور المقبل سيكون مخصصاً للكبار.
كيف يمكن فك شيفرة الكمبيوتر الياباني الذي يلعب مباراة أشبه بتحصيل حاصل بعد الوصول للنقطة الثالثة عشرة إثر شطب النقاط الست من كمبوديا متذيلة المجموعة الآسيوية الخامسة؟
كيف سيوظف مدربنا فجر إبراهيم قدرات لاعبيه وهو الذي عجز عن ذلك في مباراة الذهاب بعُمان يوم الثامن من تشرين الأول المنصرم عندما خسرنا بثلاثية نظيفة مع الرأفة؟
كيف سيعبر اللاعبون عن ذاتهم في الامتحان الأهم بعد تسرب أخبار غير لائقة تشكك بنزاهتهم، وكيف ستكون مواجهة منتخب خبير في المواعيد الكبرى، والخبرة ليست من فراغ فمعدل أعمار اللاعبين الذين واجهوا أفغانستان 28 عاماً وهو السن المثالي للعطاء.

تباين

التباين واضح داخل معسكر المنتخبين من حيث الانضباط والتركيز، وطرد أربعة لاعبين أساؤوا لأنفسهم يعد سابقة مهمة لفرض حالة من النظام والانضباط داخل جسم بعثاتنا، لكن هناك خللاً ما في إدارة منتخباتنا أدى لظهور حالات الفوضى في أكثر من منتخب خلال فترة وجيزة كما تحدث الزميل غانم محمد في صباح «الوطن» أمس.
بطبيعة الحال نحن مع القرار الصارم الذي اتخذته إدارة ومدرب المنتخب فكل شيء مسموح به إلا الخروج عن النص.
أما مسألة توقيت العقوبة فهذا مختلف بين واحد وآخر، فالبعض كان يمني النفس بالاستفادة من إمكانات اللاعبين الأربعة ثم اتخاذ عقوبات رادعة بحقهم بعد أداء المباراة.
والبعض الآخر يرى أن العقوبة في هذا التوقيت درس بليغ للجميع لاحقاً، وهذا ما نراه صراحة لأن اللاعب غير المنضبط خارج الملعب لن يكون بمقدوره والحال هذه أن يكون ملاكاً داخل المستطيل الأخضر.

سيناريو متوقّع

السيناريو المتوقع لا يحتاج لتأويل ولن يكون مخفياً على أحد، فالمباراة من وجهة نظر شخصية ستكون استكمالاً لمباراة الذهاب من حيث الهجوم الياباني بفضل عاملي الأرض والجمهور والرغبة في الحسم المبكر ويعزز ذلك امتلاك مفاتيح تلعب في كبرى الأندية الأوروبية يأتي في مقدمتها الكابتن هاسيبي لاعب فرانكفورت صاحب الـ96 مباراة دولية، ومدافع الإنتر ناغاتومو صاحب الـ87 مباراة دولية، وما إراحة كيسوكي هوندا لاعب ميلان الإيطالي أمام أفغانستان إلا ليكون لائقاً بما فيه الكفاية لمباراة اليوم، ولاعب الوسط الغني عن التعريف كاغاوا لاعب دورتموند الألماني شارك في منتصف الشوط الثاني رغبة من المدرب خليلوزيتش في ادخار جهده لمباراة اليوم، والمهاجم أوكازاكي صاحب الـ48 هدفاً دولياً سيكون على موعد مع مباراته الدولية المئة.
وبناءً عليه سيكون العبء على دفاعنا، ومن هنا يجب ابتداء الدفاع من الثلث الأمامي من خلال الزج بلاعب وسط إضافي، والمطلوب تأدية مباراة خالية من الأخطاء وكلنا يتذكر مباراة الذهاب التي جاءت فيها الأهداف اليابانية إثر أخطاء فردية قاتلة، فمنتخب بحجم اليابان قادر على استغلال أي هفوة.

حسابات

ينص نظام التصفيات على تأهل أبطال المجموعات الثماني وأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني، ومنتخبنا يمتلك أمل العبور متصدراً إن حقق الفوز وهذا أحد ثلاثة احتمالات في علم كرة القدم الذي يوصف على الدوام بأنه علم غير صحيح، كناية على أن عالم الكرة مملوء بالمفاجآت والنتائج الغريبة، فما الذي يمنع التمسك بالأمل؟
إذا لم تتحقق نتيجة الفوز فنقطة التعادل مهمة لأنها تصل بنا إلى النقطة الثالثة عشرة بعد شطب نتائج كمبوديا والمنتخبات التي يمكنها الوصول للنقطة السحرية هي الإمارات أو السعودية عن المجموعة الأولى، وكوريا الشمالية أو أوزبكستان عن المجموعة الثامنة، والأردن عن المجموعة الثانية في حال فوزها على أستراليا، ولكن أستراليا عندها ستنحدر للمركز الثاني بـ12 نقطة، والخسارة ربما تقودنا للدور المقبل إذا لم تفز الأردن وإذا لم تشطب نتائج الكويت وأفادنا اتحاد اللعبة أمس بتثبيت نتائج الكويت وهذا لمصلحتنا، ومرة أخرى نقول: ما قيمة التأهل إذا خسرنا مرتين أمام اليابان وفي مرمانا عدد وافر من الأهداف؟ لكن يصب في مصلحة منتخبنا أنه سيلعب بعد مباراة الأردن واستراليا التي تهمنا نتيجتها إذ تنطلق المباراة عند الواحدة والنصف وخمس دقائق.

وجهاً لوجه

عشر مواجهات جمعت المنتخب السوري بنظيره الياباني انتهت تسع منها بفوز الساموراي مقابل تعادل وحيد والأهداف 8/22 لمصلحة اليابان والتعادل الوحيد حصل ودياً في دمشق عام 1983 بهدفين لهدفين، فهل نغير التاريخ بفوز لم يتحقق أيام الرخاء وعندما كانت اليابان تحبو في مجال اللعبة الشعبية الأولى في العالم؟

بقية المباريات

ضمن المجموعة الأولى تتقابل فلسطين مع تيمور الشرقية والإمارات مع السعودية عند السادسة مساءً.
وفي المجموعة الثانية تلعب استراليا مع الأردن عند الثانية عشرة وطاجيكستان مع قيرغيزستان، وضمن المجموعة الثالثة تتقابل الصين مع قطر وجزر المالديف مع بوتان، وضمن المجموعة الرابعة تلعب الهند مع تركمانستان وإيران مع عُمان، وضمن المجموعة الخامسة تلعب أفغانستان مع سنغافورا. في المجموعة السادسة تلعب تايلند مع اندونيسيا والعراق مع فيتنام عند الخامسة عصراً، وفي المجموعة السابعة تلعب لبنان مع ميانمار عند الثالثة بعد الظهر.
ضمن المجموعة الثامنة تلعب الفيليبين مع كوريا الشمالية عند الثالثة عصراً وأوزبكستان مع البحرين عند الرابعة عصراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن