سورية

المسلحون استقدموا تعزيزات من إدلب.. الجيش يبدأ بالتمهيد لاقتحام العيس جنوب حلب

| حلب – الوطن

مهد الجيش العربي السوري نارياً بقصف مدفعي وصاروخي كثيف أمس تمهيداً لاقتحام بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، كأول غيث العملية العسكرية التي يعتزم بمساندة حلفائه، القيام بها على نطاق واسع وفق ما هو متوقع إثر صدور بيان عن غرفة العمليات المشتركة في حلب وريفها أول من أمس يتوعد المجموعات المسلحة برد حاسم بعد خرقها الهدنة وانسياقهم بشكل أعمى وراء تنظيم «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، تنفيذاً لأوامر خارجية من الدول الداعمة للإرهاب بالتصعيد الميداني لتحقيق مكاسب على الأرض قبل موعد الجولة المقبلة من جنيف.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» بأن وحدات الجيش وبمساعدة الحلفاء نفذوا ضربات قاصمة ضد أهداف وتجمعات «النصرة» وأعوانها من المجموعات المسلحة في العيس والتلال المحيطة بها، وفي بلدة الزربة ومنطقة إيكاردا ومحيط بلدة خان طومان وعلى طول طريق حلب دمشق الدولي، موقعة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.
وأوضح المصدر بأن سلاح الجو في الجيشين السوري والروسي ساند عملية التمهيد الناري على مواقع المسلحين، وشن غارات أيضاً على أهداف لهم في حيي بني زيد وجمعية الزهراء، حيث دارت اشتباكات مع الجيش السوري جراء انتهاك جديد للهدنة من المسلحين، وكذلك الأمر في محيط حي الشيخ مقصود الذي تجددت فيه الاشتباكات أمس، ولم يذق طعم الهدنة منذ توقيعها قبل أكثر من شهر جراء الانتهاكات المتكررة من المسلحين المحسوبين على الحكومة التركية بقيادة «النصرة» ضد المدنيين في الحي والذين قدموا شهداء تجاوز عددهم 200 شهيد منذ بدء الهدنة.
وأصدرت غرفة العمليات المشتركة في حلب وريفها بياناً قالت فيه: إنه وتنفيذاً لوعده بالرد الحاسم على انتهاكات المجموعات المسلحة وجبهة النصرة، الذين نقضوا الهدنة بوقف إطلاق النار تنفيذاً لأوامر خارجية «بدأت وحدات من الجيش العربي السوري والحلفاء بتنفيذ التهديد وتحقيقه، باستهداف ناري محكم لتجمعات المسلحين ومواقعهم ونقاط انتشارهم على الجبهة الجنوبية لحلب، بالتوازي مع غارات جوية عنيفة ومركزة تستهدف مقراتهم الخلفية ومراكز قياداتهم، في منطقتي العيس والزربة».
تنسيقيات المجموعات المسلحة أشارت إلى حال الذعر التي أصابت المسلحين المتمركزين في العيس والزربة وقدرت عدد قتلاهم بأكثر من 15 قتيلاً وتوقعت ازدياد حدة القصف بالتزامن مع انخفاض الروح المعنوية لمسلحي «النصرة» الذين أكدت معلومات أن أعداداً كبيرة منهم انسحبوا من الجبهة الجنوبية وخصوصاً من تلة العيس الإستراتيجية، خشية تنفيذ الجيش لعملية برية متوقعة في وقت قريب.
مصدر معارض مقرب من حركة «أحرار الشام الإسلامية» أكد لـ«الوطن» أن مسلحي «جيش الفتح» في إدلب استنفروا وأرسلوا تعزيزات ضخمة باتجاه ريف حلب الجنوبي بناء على طلب قيادات المسلحين في العيس والزربة خوفاً من عملية برية ضخمة وشيكة للجيش لا تتوقف عند البلدتين، بل تتعداهما إلى ريف حلب الغربي المتصل بأرياف إدلب وصولاً إلى معاقل المسلحين الرئيسية فيه.
وكانت «النصرة»، مدعومة بمجموعات مسلحة موقعة على «وقف العمليات العدائية»، شنت هجوماً واسعاً الأسبوع المنصرم وفي انتهاك صارخ للهدنة على بلدة العيس والتلال المحيطة بها، مستخدمة كثافة نارية غير مسبوقة، ما استدعى انسحاب الجيش منها واحتواء الموقف ولينتقل للهجوم من جديد.
من جهة أخرى اتهم ناشطون أكراد المجموعات المسلحة بارتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين في حي الشيخ مقصود، وذلك نتيجة سقوط قذائف محلية الصنع على الحي، ونشروا على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً وتسجيلات تُظهر قتلى وجرحى مدنيين بينهم نساء وأطفال استشهدوا نتيجة سقوط عشرات القذائف على مساكن المدنيين.
هذا وذكر موقع «زمان الوصل» أن مجموعات مسلحة في حلب، «تمكنت من تأمين طريق الكاستيلو، وذلك بعد إحراز تقدم على حساب وحدات الحماية الشعبية التي كانت ترصد الطريق وتستهدف بنيران قناصاتها كل الأجسام المتحركة التي تمر عبره». ونقل الموقع عن مصدر ميداني في ميليشيا «الجيش الحر» أن المسلحين «نجحوا باستعادة جميع النقاط» التي تقدمت إليها وحدات الحماية في محيط حي الشيخ مقصود، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت حتى مساء الثلاثاء، مشيراً إلى أن العملية مستمرة حتى «تحرير» حي الشيخ مقصود بالكامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن